السلايدر الرئيسيشرق أوسط

في الذكرى الثانية لانطلاقة عمليات تحريرها.. الموصل مازالت تنتظر انطلاقة عمليات اعمارها

سعيد عبدالله

ـ الموصل ـ من سعيد عبدالله – من  رغم مرور عامين على انطلاقة عمليات تحرير الموصل من داعش في 17 تشرين الأول/ أكتوبر من عام 2016، ومرور أكثر من 15 شهرا على تحريرها بالكامل، مازالت الموصل خصوصا مدينتها القديمة غريقة بين الركام ومخلفات الحرب، فعمليات إعادة اعمارها لم تنطلق بعد.

بيوت مدمرة بالكامل وأخرى تعرض جزء كبير منها للدمار، أما الصامدة منها فمازلت تحمل آثار الرصاص وشضايا المدافع والإنفجارات، هذا هو المنظر في المدينة القديمة وسط الموصل فالمعارك التي شهدتها خلال تسعة اشهر من الحرب بين مسلحي داعش والقوات الأمنية العراقية كانت ضارية فحولتها الى مدينة شبيهة بالمدن المدمرة في الحرب العالمية الثانية.

يوسف جرجيس، شاب موصلي لم يتجاوز بعد ال22 عاما من عمره، وهو من سكان المدينة القديمة، مازال يتذكر أجواء الحرب وصوت القذائف والحصار الذي كان التنظيم يفرضه على المدنيين في المناطق الخاضعة لسيطرته، يقف جرجيس أمام منزلهم المدمر ينظر الى الجدران ويتجول فيها بحذر فكمية المتفجرات التي زرعها داعش في المدينة القديمة كانت كبيرة جدا، وأوضح جرجيس لـ”” “أتذكر اللحظات الأخير عندما خرجنا تحت القصف وبالسر بعيدا عن اعين مسلحي التنظيم دخلنا بيت عمي لنختبئ في قبو داره الذي كان مليئا بالعشرات من النساء والأطفال والرجال الخائفين من الحرب، وبعد يومين من البقاء في القبو، خرجنا على صوت الجنود العراقيين الذين حرروا الحي، لكنا عندما عدنا الى منزلنا رأيناه مدمرا بالكامل اثر تعرضه لقصف مسلحي التنظيم”.

يعيش جرجيس مع عائلته نازحا في الجانب الأيسر من الموصل الذي كان الأقل ضررا مقارنة بأيمن المدينة، ويعمل في صالون حلاقة رجالي بعد انتهاء دوامه الجامعي، وتابع “لا نستطيع العودة لأن منزلنا مدمر، ولا نمتلك القدرة المالية على إعادة اعمارها فوالدي موظف متقاعد، وما أجنيه أنا قليل، لذلك ننتظر أن تمد الحكومة والمجتمع الدولي يد العون للموصل وتبدأ عملية اعمارها”.

الحكومة المحلية في الموصل هي الأخرى تنتظر صرف الميزانية وانطلاق عمليات الإعمار كي تعود الحياة الى كافة مناطق المدينة، وتشير احصائياتها الرسمية الى وجو 14 ألف منزل مدمر بشكل كامل في المدينة القديمة الى جانب الوحدات الإدارية التابعة للمحافظة التي تعرضت هي الأخرى للدمار على يد مسلحي داعش لأكثر من ثلاث سنوات.

وكشف أحد أعضاء مجلس محافظة نينوى، لـ”” عن أسباب تأخر انطلاقة عمليات الاعمار، مفضلا عدم ذكر اسمه”تأخرت عمليات الإعمار بسبب الصراعات بين الكتل والأحزاب السياسية على المناصب والأموال وتعمق الصراع بعد الانتخابات البرلمانية التي شهدها العراق في 12 آيار/ مايو الماضي، وغياب التعاون والتنسيق بين وزارات الحكومة المنتهية ولايتها مع محافظة نينوى، إضافة الى انخفاض أسعار النفط خلال السنوات الماضية هي الأخرى تسببت في تأخير عمليات الاعمار”، مؤكدا أن الموصليين ينتظرون تشكيل الحكومة الجديدة كي تبدأ باعمار مدينتهم خصوصا ان أسعار النفط ارتفعت وهناك منح دولية تقدم للعراق لاعمار المدن المدمرة جراء الحرب خصوصا الموصل.

وتشير احصائيات الحكومة العراقية الى أن الموصل تحتاج ما لا يقل عن ملياري دولار أمريكي كمساعدات لإعادة الإعمار، فيما أكدت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) في بيان لها صدر في آب/ أغسطس الماضي أن الإطار التخطيطي الأولي لإعادة إعمار الموصل هو رؤية واستراتيجية تشاركية شاملة مدعومة بالبيانات التي من شأنها تسهيل انتقال المدينة من مرحلة الاستجابة للطوارئ ومرحلة الاستقرار إلى إعادة الإعمار من خلال توفير مبادئ توجيهية متفق عليها لأنشطة إعادة الإعمار. وحثت مارتا رويدس، نائبة الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق، جميع الأطراف على إعادة بناء الموصل للعمل معاً من أجل رؤية مشتركة ومنهج منسق، ينبغي أن يسترشد بإلإطار التخطيطي الأولي لإعادة إعمار المدينة.

وشهدت الموصل بعد الإعلان عن تحريرها بالكامل من داعش، في 10 تموز/ يوليو من عام 2017، حملات شبابية نفذتها فرق تطوعية لتنظيفة المدينة من آثار داعش ومخلفاتها، إضافة الى حملات بلدية الموصل لإزالة الأنقاض التي تسير ببطء بسبب نقص الإمكانيات لدى البلدية بحسب موظفيها، بينما مازلت أطنان الركام والمخلفات تملأ احياء المدينة القديمة وتخبئ تحتها المئات من الجثث المتفسخة التي تفوح رائحتها في أرجاء المدينة القديمة.

من جهته أشار عمر العبيدي، رجل ثمانيني من سكان الموصل القديمة الى حجم المعاناة التي يعاني منها سكان الموصل، وأردف بالقول “سعادتنا الوحيدة هي التخلص من داعش، أما أيامنا فهي صعبة جدا، لا ماء ولا كهرباء، والخدمات منعدمة، وجهود رفع الأنقاض وانتشال الجثث فردية وضعيفة جدا، نحن بحاجة الى عمليات تتبناها الحكومة لتنظيف وإعادة اعمار الموصل والا فأن الحياة لن تعود لها”، مضيفا الى أن الوضع الأمني في الموصل بدأ بالتدهور مؤخرا بسبب عماليات الاغتيال وانفجار العبوات الناسفة في اطراف المدينة، التي تقف خلفها الخلايا النائمة لتنظيم داعش.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق