أوروبا
الاتحاد الاوروبي يريد تقدما في المفاوضات وطرح ماي تمديد فترة الانتقال لا تقنع
– لم تستبعد رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي الواقعة تحت ضغط نظرائها الاوروبيين لدفع مفاوضات بريكست، الخميس تمديد الفترة الانتقالية لكن دون الإقناع بأن هذه الفكرة يمكن أن تساعد على الخروج من المأزق.
وقالت ماي في بروكسل صباح الخميس بعد كلمة قصيرة ألقتها مساء الأربعاء أمام قادة باقي الدول الاعضاء ال 27 إن “فكرة جديدة ظهرت، وهذه الفكرة في الوقت الحاضر، هي إتاحة خيار تمديد الفترة الانتقالية لبضعة أشهر”.
لكنها شددت على أنها لا تتوقع أن يتم فعلا تمديد المهلة إلى ما بعد التاريخ المحدد بالأساس للتوصل الى اتفاق تجاري بين الاتحاد الاوروبي والمملكة المتحدة قبل نهاية 2020.
وأثارت هذه الفكرة الكثير من الجدل والمعارضة في المملكة، كما استقبلت بتشكيك من الاعضاء ال 27 في الاتحاد الاوروبي في قمتهم التي بدأت الأربعاء، وأثارت بينهم نوعا من “التشاؤم” المتزايد بشأن نتيجة المفاوضات، بحسب مصدر أوروبي.
وقال مصدر في الرئاسة الفرنسية أن فكرة تمديد الفترة الانتقالية لن تؤدي بالضرورة الى انفراج في الوضع.
من جهته قال مصدر أوروبي ان الفكرة لم تطرح رسميا على الطاولة “انها فكرة معلقة (..) لكن ان كان ذلك يساعد، فلا مشكلة”.
وتتعثر مفاوضات الطلاق بين الاتحاد والمملكة بشأن الحدود بين جمهورية ايرلندا العضو في الاتحاد الاوروبي ومقاطعة ايرلندا الشمالية التابعة للمملكة المتحدة وتحديد مفهوم “شبكة الامن” المطلوبة لضمان أن لا تعود مجددا الحدود المادية في الجزيرة وذلك للحفاظ على اتفاقات السلام لعام 1998.
وتمديد الفترة الانتقالية سيتيح مزيدا من الوقت للتفاوض على اتفاق تجاري مستقبلي بين الاتحاد والمملكة وتفادي ضرورة اللجوء الى اقامة “شبكة أمان” على الحدود بين الايرلنديتين.
وأكد مسؤول بريطاني رفيع المستوى الخميس أنه حتى ان تم تمديد المرحلة الانتقالية، فان بريطانيا تبقى معارضة لاقامة “شبكة أمان” اقترحها الجانب الاوروبي. وينص هذا الحل على ابقاء ايرلندا الشمالية ضمن الاتحاد الجمركي والسوق المشتركة، اذا لم يتم التوصل الى أي حل.
وتقترح لندن من جهتها البقاء ضمن القواعد الجمركية للاتحاد الاوروبي حتى توقيع اتفاق تبادل حر أوسع لتفادي مراقبة السلع على الحدود.
ويبقى كل من المعسكرين على موقفه. وقال رئيس حكومة لوكسمبورغ كزافيه بيتل “من غير الممكن للمملكة المتحدة أن تحافظ على كافة امتيازات السوق المشتركة لكن فقط بحسب شروطها”.
– الكرة في ملعب البريطانيين –
وتأمل الدول ال 27 مع ذلك في أن تقدم ماي مقترحات جديدة لدفع المباحثات. واعتبر رئيس الحكومة البلجيكية شارل ميشال “أكثر من أي وقت مضى الكرة في ملعب البريطانيين”.
وبعد العرض الموجز لماي، قرر اعضاء الاتحاد الاوروبي ال 27 خلال عشاء عمل، عدم الدعوة لقمة استثنائية في تشرين الثاني/نوفمبر كما كان مقررا مع فكرة انهاء المفاوضات.
وأوضح مصدر أوروبي اثر الاجتماع انه “لم يسجل تقدم كاف” في الاسابيع الاخيرة لتقرير الدعوة للقمة.
وأوضح مصدر من المحيطين بالرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الخميس ان عدم تحديد تاريخ جديد “يعطي حرية أكثر للتفاوض، والمفاوضات يجب ان تتسارع الان” مع ترك الباب مفتوحا لعقد قمة “عندما يكون ذلك ضروريا”.
ومع مفاوضات متعثرة ونفاد الوقت، يخيم شبح سيناريو طلاق دون اتفاق أكثر فأكثر على المفاوضات. واعتبر دونالد توسك رئيس المجلس الاوروبي هذا السيناريو “أكثر احتمالا مما مضى” وذلك في الدعوة الى القمة.
وكانت المفوضية الاوروبية قدمت تقريرا عن الاستعدادات لعدم وجود اتفاق اثناء عشاء العمل. وقال مصدر اوروبي انه “لم تكن هناك مباحثات كبيرة (..) لكن اعتقد بوضوح أن الشعور (السائد) أنه علينا الان ان نسرع (استعدادتنا) لكافة السيناريوهات”. (أ ف ب)