السلايدر الرئيسيتحقيقات

“التمساح الروسي” في يد طيارين مصريين.. هل له علاقة بمماطلة المساعدات العسكرية الأمريكية للقاهرة؟!

– القاهرة – من شوقي عصام – علاقة التسليح بين القاهرة وواشنطن، القائمة على المساعدات العسكرية، المتبعة في فلسفتها على دعم قدرات الجيش المصري، نتيجة لاتفاق “كامب ديفيد” في نهاية سبعينيات القرن الماضي، بين مصر وإسرائيل برعاية أمريكية، أطلت برأسها مجدداً، خلال الأيام الماضية، مع زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، لإحدى القواعد العسكرية الجوية، لتظهر معه المروحية الروسية الهجومية كا – 52 كا “التمساح”، التي استقلها جواً بواسطة أحد الطيارين العسكريين، وذلك بعد ساعات من عودته من منتجع “سوتشي”، حيث الزيارة التي استمرت 3 أيام، وأجرى فيها قمة مع نظيره فلاديمير بوتين، وشهدت توقيع اتفاق شراكة استراتيجية كاملة.
  قرب التوقيت السنوي لبحث المساعدات الأمريكية 
بنى متابعون تصورات حول زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للقاعدة الجوية، وظهور المروحية الروسية، خلال تفقده بشكل متكرر، على أنها رسالة إلى الولايات المتحدة، التي تدخل بين الحين والآخر في مماطلة مع القاهرة، حول الالتزام باتفاق المساعدات العسكرية، وتوريد قطع الغيار العسكرية، ضمن هذه المساعدات للآليات العسكرية الأمريكية، التي يستخدمها الجيش المصري، وذهبت هذه التصورات إلى أن هذه الرسالة هي وجود الدب الروسي في توفير الاحتياجات المطلوبة، في حالة مماطلة الجانب الأمريكي، مع قرب التوقيت السنوي الخاص بمناقشة الجانبين الآليات المطلوبة عسكرياً.
استطلاع أراء الطيارين حول التمساح 
هذه التصورات اختلف معها عسكريون مصريون جملة وتفصيلاً، مؤكدين في تصريحات خاصة لـ””،  أن الدولة المصرية لا تتعامل بهذا الأسلوب، فهي ليست دولة صغيرة، لافتين إلى أن العلاقات الاستراتيجية بين الدول لا تُدار بهذه الطريقة، وأن الرسائل التي تخرج في هذا الصدد، تتعلق بالبعد الاستراتيجي الليبي للأمن القومي المصري، نظراً لكون القاعدة الجوية في المنطقة العسكرية الغربية، فضلاً عن أن الرئيس المصري ذهب إلى هذه القاعدة، لاستطلاع آراء الضباط والمقاتلين المصريين، في إمكانيات هذه المروحية الروسية ومدى مناسبتها للطبيعة العسكرية المصرية.
 تنويع مصادر السلاح 
وأشار عسكريون مصريون، إلى أن القاهرة تتمسك بمبدأ واحد في التسليح، يتعلق بالتنوع التسليحي، وذلك بعد ما حدث من الجانب الأمريكي في 2013، في عدم الالتزام ببنود اتفاق المساعدات العسكرية، وهو ما جاء بآثار إيجابية في دعم قدرات الجيش المصري، عند الاعتماد على تنوع مصادر التسليح.
  علاقات متوازنة أم إخراج لسان؟
رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق، اللواء نصر سالم، قال إن “السيسي” أراد الاطلاع على آراء الطيارين المصريين في إمكانية الاعتماد على المروحية الروسية “كا”، لا سيما أنه استخدم الطائرة مع قائد سرب، والتصورات التي بنيت على أنها رسالة للولايات المتحدة، ليست صحيحة، فمصر دولة تحافظ على علاقاتها المتوازنة، ليس تعاملنا مع روسيا بمثابة إخراج اللسان إلى أمريكا.
3 متطلبات لاحتياجات السلاح
وأوضح “سالم”، في تصريحات خاصة لـ””، أن أي سلاح في أي جيش بالعالم، يلزمه 3 عوامل استراتيجية، أن تكون له مقارنة نوعية بالسلاح المثيل له عند العدو، بألا تقل عن نسبتها 1 إلى 1، فضلاً عن ملائمة السلاح لطبيعة الطقس والجو والأرض، التي تستخدم هذه الأسلحة عليها، مع ضمان الإمداد بالسلاح وقت الحرب، لأن الحروب الحديثة تستهلك أسلحة تدمر بشكل كبير، ومن الممكن أن يسقط في اليوم الواحد عشرات الطائرات، مما يحتم الاحتياج للاستعواض باستمرار، ولتحقيق ذلك، يجب أن أصل للاكتفاء الذاتي بالتصنيع، وإذا لم يكن ذلك متوافراً عبر الإنتاج، فيكون التوجه لدولة حليفة عدوه لعدوي، والأخطر عندما تكون هناك دولة مصدرة صديقة لعدوي، مثل العلاقة بين أمريكا وإسرائيل، ليكون الحل هنا هو تنويع مصادر السلاح.
أزمة 30 يونيو 
وتابع: “بعد 30 يونيو، لم تمدنا أمريكا بالأسلحة بحسب اتفاقيات السلاح، فكان لا بد من التنويع مع فرنسا، إنجلترا، الصين، ألمانيا، روسيا، بجانب الولايات المتحدة”، في ظل اتساع المجال الجوي بالبحر المتوسط، حتى باب المندب وليبيا، مما يفرض الاحتياج لقدرات جوية عالية.
مصالح طويلة المدى 
بينما أوضح الخبير العسكري، اللواء مجدي شحاتة، أن التلميحات مسيطرة علي الشرق الأوسط، ولكن مصر بالتوازن في العلاقات المستقرة مع القوى العظمى بقدر الإمكان، تخرج عن هذا الشكل من التلميحات، في ظل استهدف مصالح طويلة المدى.
حقيقة المكايدة 
وأشار “شحاتة” في تصريحات خاصة لـ””، إلى أنه في العادة لا تريد القاهرة إرسال رسائل خبيثة، ولذلك ليس هناك وضع لتصورات مكايدة الولايات المتحدة، والزيارة التي قام بها الرئيس المصري للقاعدة الجوية في المنطقة الغربية طبيعية، في إطار الحفاظ على الجار الليبي، الذي يرتبط معنا بأطول حدود، فضلاً عن العلاقات التاريخية السياسية والاستراتيجية والقبلية، وأن المساعدة لليبيا قائمة، والاطمئنان على استعدادات القوات المسلحة أمر مستمر.
مناورات مصرية أمريكية 
وأردف: “الرسائل المتبادلة مستمرة، وتفهم واشنطن أن مصر ليست دولة تقليدية، وأنها رمانة الميزان بالمنطقة، وأن حسابات الولايات المتحدة، يكون لها وضع خاص في التعامل مع مصر، في إطار علاقات استراتيجية متبادلة”، لافتاً إلى أنه منذ أسبوعين كانت هناك مناورة “البرايف ستار”، مع الجانب الأمريكي، ولا يمكن أن نقول هنا إن هذه المناورة استفزاز للجانب الروسي، والأمر نفسه ظهور هذه المروحية، ليس استفزازاً للجانب الأمريكي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق