السلايدر الرئيسيشرق أوسط

غزيون يلجئون لصيد الطيور المهاجرة هرباً من الفقر والبطالة

محمد عبد الرحمن

– غزة – من محمد عبد الرحمن – على طول الخط الساحلي لشواطئ بحر قطاع غزة، ينتشر عشرات الشبان الفلسطينيين الذين أجبرتهم الظروف الاقتصادية الصعبة على مزاولة مهنة “صيد الطيور المهاجرة” لتوفير لقمة العيش لهم ولأبنائهم، خاصة بعد فقد الكثيرين لمصادر رزقهم بسبب فرض الحصار الإسرائيلي .

ويلجأ هؤلاء الشبان، وأحيانا المسنون، إلى مهنة صيد العصافير المهاجرة من الشمال إلى الجنوب مع انتهاء فصل الخريف، حيث يعتبر قطاع غزة ممرا لهذه الطيور كونه منطقة ساحلية.

وتهاجر أنواع مختلفة من العصافير والطيور من المناطق الباردة في أوروبا إلى المناطق الدافئة في مصر والسودان جنوباً بحثاً عن الغذاء الوفير هناك

وإلى جانب صيد العصافير المهاجرة، يعكف الفلسطينيون في غزة على تربية أنواع كثيرة من طيور الزينة للاستفادة منها في موسم التكاثر، وبيع فراخها بالأسواق.

ويقول الشاب أحمد الهسي (24 عاما)، هناك موسمان لصيد العصافير، يحل أحدهما بحلول فصل الشتاء، و هو موسم هجرة تلك العصافير من الشمال إلى الجنوب باتجاه مصر والسودان، حيث تفر العصافير من المناطق الباردة إلى المناطق الدافئة، و يطلق على هذا الموسم اسم “الجردي”.

العصافير المهاجرة

يضيف” الصيادين ينتشرون في موسم “الجردي” على طول الخط الساحلي لقطاع غزة لأن العصافير المهاجرة تتخذ الساحل طريق سير لهجرتها حيث ننصب الشباك في اتجاه سيرها، لوقوعها بها”.

ويتابع” الهسي الذي يرتدي قبعة الصيادين، أن شباك صيد الطيور، هي مصممة خصيصاً، بشكل يضمن عدم إفلات الطير منها، الذي عادة ما يصل لغزة في ساعات الفجر الأولى”.

وعن الموسم الثاني يقول” في هذا الموسم لا تهاجر العصافير، بل نصطاد عصافير موجودة وتتكاثر في بلادنا في فصلي الربيع و الصيف، مثل الحسون و الخضير، و نطلق عليه اسم موسم “البلدي”كناية عن مكان تكاثر تلك العصافير، و الفارق بين الموسمين كبير، ففي “الجردي” يكون الصيد وفيرا جدا، وتهاجر العصافير بالآلاف”

المناطق الحدودية

ويواصل حديثه” في “البلدي” يكون الصيد شحيحا، ناهيك عن المخاطر التي تحدق بنا في صيد عصافير “البلدي”، وعمليات إطلاق النار التي نتعرض لها من قبل قوات الجيش الإسرائيلي خلال هذا الموسم ” البلدي ” بسبب أن العصافير لا تتواجد لا بالقرب من المناطق الحدودية، التي تكثر فيها أنواع الحبوب و النباتات التي تنمو هناك و تتغذى عليها العصافير، أضف إلى ذلك أن حسون بلادنا أغلى ثمنا من الحسون المهاجر”.

وأوضح أن الطيور المهاجرة تكون متعبة من رحلة الهجرة، متعطشة للأرض لكي تستريح عليها، “لذلك ننصب الشبك على السفوح الرملية، فأول ما ستري السفح العالي، تتجه إليه مسرعة للراحة، وهذا الذي يجعلنا نتفقد الشباك المنصوبة فوق هذه السفوح المتاخمة للبحر صباح كل يوم”

ويردف بقوله”عادة ما تستخدم الطيور  المهاجرة في عملية التكاثر لسلالتهم في قطاع غزة، أو إعداده للطعام لدى من يفضلون أكله، أو للبيع والتجارة، لمربي الطيور الذين يعملون على تكاثره طوال العام، حيث يقدر بيع الطير الواحد منه بعشرة شواقل، أي ما يعادل (دولارين ونصف)

أحب الصيد

محمد صلاح شاب آخر يمتهن الصيد منذ سنوات، ويقول” الصيد مصدر رزق لي، ولا أعرف مهنة غيرها، فمنذ سنوات أستيقظ عند الصباح ولا أتعب، لأني أحب الصيد. ويوضح أن قطاع غزة ليس فيه غابات ولا أودية، ولا يصلح موطناً للطيور، لكن السبب وراء وجود الطيور فيه هو البحر المتوسط، حيث تصل الطيور المهاجرة عبره، وتكون غزة محطة عبور للطيور، وهنا يتمكن الصيادون من الصيد والرزق.”

ويؤكد أن الطيور التي يصطادها تتراوح أسعارها بين 5 و10 شواكل، لكن هناك أنواع أخرى من العصافير غالية الثمن، وبخاصة المهاجرة منها كالحسون الذي يغني اصطياد واحد منه عن العمل لمدة شهر كامل، إذ إن سعر الواحد منه يصل إلى (400 شيقل)، أي ما يعادل ) 110 دولارات(“.

رحلات صيد

ويوضح أن فترة هجرة العصافير المغادرة قصيرة، ولا تتجاوز الثلاث أو أربعة أسابيع، لذلك فهو يحرص على استغلالها، ويخرج في رحلات صيد شبه يومية برفقة عدد من أصدقائه مبكراً، ويقصدون إما  نحو البساتين التي تقع بجوارها أراضي مفتوحة شرق القطاع، أو السهول القريبة من شاطئ البحر.

مهنة أساسية

في حين يؤكد الشاب العشريني معاذ  حمد أن هذه المهنة ليست متعبة بل مليئة، وتساعده في تغطية مصروفه فقط، مشيرا إلى أن المئات من شباب قطاع غزة يعملون بالصيد كـ”مهنة” أساسية ووحيدة، لافتاً إلى أن الموسم الخاص لصيد الطيور المهاجرة هو فصل الخريف، حيث تبدأ الطيور المهاجرة بالوصول إلى فلسطين عبر البحر.

بينما يقول المواطن أبو أحمد سرور الصيد مصدر رزق لي، ولا أعرف مهنة غيره. منذ سنوات أستيقظ عند الصباح ولا أتعب، لأني أحب الصيد”.

ويوضح أن قطاع غزة ليست فيه غابات ولا أودية، ولا يصلح موطناً للطيور، لكن السبب وراء وجود الطيور فيه هو البحر المتوسط، حيث تصل الطيور المهاجرة عبره، وتكون غزة محطة عبور للطيور، وهنا يتمكن الصيادون من الصيد والرزق.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق