السلايدر الرئيسيثقافة وفنون

مغتربو فلسطين لم يتخلوا عن قضيتهم وحملوا هم وطنهم بترحالهم

محمد عبد الرحمن

– غزة – من محمد عبد الرحمن – عشقوا وطنهم، وأمنو بقضيتهم العادلة، فأصبح الوطن يذهب معهم على أي مكان يذهبون، فكانوا الأوفياء في حب الوطن ونقل رسالة أبناء شعبهم رغم غربتهم، وبعدهم عن وطنهم وأهلهم ففلسطين لا ترى هذه النماذج الفلسطينية الكبيرة، إلا جزءًا من حاملي المسك الفلسطيني ينفثون طيبه في كل بلد يقيمون فيه، والمغتربون الفلسطينيون كانوا ومازالوا عبر تاريخ القضية المتهتك بالوجع يحملون هم وطنهم في دمع أعينهم.

أحمد أبو سيدو (26عاماً)، من أولئك المغتربين ولد في مدينة غزة غادر القطاع قبل ثلاثة سنوات لإكمال دراسته في كندا، ومكث فيها وتعرف على أهلها؛ ولكنه فوجئ شيء غريب، وضع عقله في كفه وهو اعتقاد الكثير من سكان كندا، بأن الفلسطينيين هم من يحتلون إسرائيل ويقتلون الأطفال.

ويقول” عندما سافرت إلى كندا لإكمال دراسة الماجستير هناك، ظننت أن ألها سيتقبلونني بالورود كوني من فلسطين التي تعاني الويلات، ولكني دهشت بأن لا يعرفوا شيء عن القضية الفلسطينية، ويظنون أننا نحن من نعتدي على إسرائيل ونستولي عليها ونسلب حقوقها.

نقل الصورة الصحيحة

يواصل حديثه”عندما شاهدت ذلك دهشت وفكرت بشيء، لكي أقوم بتغيير الفكرة المزروعة في أذهانهم عن القضية الفلسطينية، وإيصال الفكرة الصحيحة فقمت أنا وعدد من الفلسطينيين المقيمين هناك بنقل الصورة الصحيحة عن قضيتنا، ونقل هموم أبناء شعبنا ومعاناتهم وإقناعهم، بأن شعب فلسطين هو المحتل من قبل إسرائيل.

ويواصل حديثه” بدورنا قمنا قدر المستطاع دحض أكاذيب هذه المنظومة الصهيونية، التي تعتمد على الكذب والتضليل للعالم، ونقل صورة الوضع الدائر في الأرض المحتلة من قتل للأطفال والأبرياء، والتشدد الإسرائيلي لجر مجتمعنا إلى العنف، خلال الكثير من الندوات الأوروبية، فواجبنا تجاه الوطن أن نحارب بالكلمة من أجل استعادة حقوقنا، وكل في خندقه يدافع عن هذا الوطن الجميل.”

قضيتنا العادلة

وفي حين يقول أحمد صلاح (26 عاماً)، غادرت غزة قبل ثلاث سنوات، متوجهاً إلى دولة تونس لإكمال دراستي هناك، وحينما وصلت إلى العاصمة التونسية لاحظت أن هناك تضامن مع الشعب الفلسطيني، ووجدت منهم تقبل في احتضان قضيتنا العادلة.

يضيف” هنا في تونس لديهم انطباع عن غزة إنها منطقة منكوبة ليس فيها حياة، وأنها مدمرة كما يشاهدون على شاشة التلفاز، ولكني أردت أن أعكس الصورة الحقيقة لغزة غزة التي تتنفس أمل من بين الأنقاض، فمقت بالتواصل مع عدد من أصدقائي لإرسال صور تعبر عن جمال غزة وعرضها في تونس، وقمت بإقامة معارض لإيصال رسالة للعام أن غزة، وبالرغم من حرجها النازف إلا أن الحياة ما زالت باقية فيها.

ويؤكد المغترب الفلسطيني خالد حميد (27 عاماً)، والذي غادر غزة قبل عام ليعمل في مجال الإعلام بمدينة إسطنبول التركية، أنه لم ينسى وطنه وقضيته وسيعمل على الدفاع عنها في أي خطوة يخطوها على الكرة الأرضية، وأنها ستكون الهدف الأول الذي سيحققه.

الوطن المسلوب

ويوضح أبو زيد أنه ينظم هو ومجموعة من أصدقاءه الفلسطينيين المقيمين في إسطنبول، ورشات عمل لكيفية الدفاع عن القضية الفلسطينية، بالإضافة على إنتاج أعمال تلفزيونية تسلط الضوء على معاناة أبناء شعبنا وتضحياتهم ودفاعهم عن وطنهم المسلوب.

ويشير إلى انه ينظم العديد من النشاطات لمناصرة انتفاضة القدس، ويقوم حملات توعوية في المدن التركية على حجم الدمار الذي يحدث في الضفة الغربية وقطاع غزة من قتل للأبرياء، وتتركز مهامهم في الوقت الحالي على إبراز ممارسات الاحتلال ضد الأطفال والتعذيب الوحشي، والمعاملة غير الإنسانية، التي جعلت جيش الاحتلال يبدو في حالة تخبط وعدم تمييز.

أما الناشطة الشبابية منار السوسي(25عاما)،والتي غادرت قطاع غزة قبل ثلاث سنوات بعد زواجها من شاب هندي وهي تقيم معه في هناك، وتدرس ماجستير “كيفية حل النزاعات ”

صورة مغايرة

تقول” منذ أن خرجت من غزة حملت على عاتقي أن أكون سفيرة لهذا الوطن، أحمله معي أينما كنت، فأن أقف أمام العشرات أنطق باسم فلسطين هذا دعم لشعبي وشرف لي، سأظل أفخر به وأواصل العمل من أجله”.

تضيف” العديد من الهنود لا يعرفون عن فلسطين إلا اسمها، والكثير منهم لديه صورة مغلوط فيها، ويعتقد أن فلسطين هي من احتلت الكيان العبري بسبب إعلامه الذي يسعى جاهدًا لترويج هذه الفكرة، وقد أتاح مجال دراستي الدور الأكبر في إزالة هذه الفكرة.

تحديات الفلسطينيين

وتتابع: دراستي تسلط الضوء كثيرًا على مناطق الصراع والنزاع في أنحاء العالم، وكانت فلسطين تطرح مثالًا، وفي كثير من المرات أتيحت لي الفرصة لكتابة ورقة بحثية عن فلسطين والتحديات التي تواجهها، ووقفت مرات عديدة متحدثة عنها وعن ما واجهته من معاناة خلال الحروب المتتالية والاعتداءات المستمرة وقتل الأبرياء بدم بارد، ولم أنس إبراز الجزء المفعم بالحياة وتحديات الفلسطينيين الذين تغلبوا على حصارهم والحرب الثلاثة.

وتلفت إلى أنها عملت على تمثيل فلسطين بالهند في العديد من المهرجانات والندوات التي أقامتها بعض المؤسسات لإبراز قضية فلسطين، فشاركت بحبها ومشاعرها ودافعت عن أبناء شعبها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق