أوروبا

تحقيق مع الأوروبيين حول الأرض، كيف سيطر مرض السل على العالم؟

– ظهر أول نوع من مرض السل قبل نحو ألف عام في أوروبا ثم انتقل من هناك إلى بقية أنحاء العالم وذلك حسب النتيجة التي توصل إليها فريق دولي من الباحثين في دراسة لهم اعتمادا على تحليل شامل للمجموع الجيني للبكتريا المسببة لهذا المرض.

كما تبين الدراسة أيضا أن كل نوع من بكتريا السل المستعصية على المضادات الحيوية المتوفرة نشأ بمعزل عن الآخر، ولم ينتشر تقريبا خارج حدود البلاد التي نشأ فيها مما يجعل مكافحتها دوليا ممكنا حسبما خلص الباحثون في دراستهم التي نشرت اليوم الاثنين في مجلة “ساينس أدفانسيس” العلمية.

قال الباحثون تحت إشراف فيجارد ايلدهولم من معهد الصحة النرويجي في أوسلو إن مرض السل هو أكثر الأمراض المعدية تسببا في حالات وفيات.

وفقا لمنظمة الصحة العالمية فقد توفي 7ر1 مليون إنسان عام 2017 بهذا المرض الذي تتسبب فيه المتفطرة السُلية.

أظهرت دراسة قبل بضعة سنوات أن الجد المشترك لجميع أنواع السل نشأ قبل قرابة 5000 سنة.

وكان الخط الرابع من أنواع البكتريا المسببة للمرض هو الأكثر انتشارا بفارق كبير عن أي نوع آخر.

وللوقوف على أصل هذا النوع درس الباحثون المجموع الوراثي لنحو 1700 ممرض نشأ في 15 دولة مختلفة على مدى عدد من الحِقَب الزمنية.

و توصل الباحثون من خلال ذلك إلى سلسلة نسب لهذا الخط الجيني من السل.

وخلص الباحثون من خلال التحليل إلى أن هذا النوع كان موجودا بالفعل في السنوات القريبة من عام 1096 وكانت نشأته في أوروبا على الأغلب، والتي يُلحِق الباحثون بها أيضا منطقة البحر المتوسط.

وتبين من خلال إعادة محاكاة تطور البكتريا المسببة للسل أن هذا الخط الجيني الرابع قد انتشر أولا من أوروبا إلى الشرق و وصل جنوب شرق آسيا مطلع القرن الثالث عشر الميلادي.

ثم كانت موجة الانتشار الثانية باتجاه أفريقيا حيث وصل الممرض المسبب للسل في القرن الخامس عشر إلى المنطقة المعروفة حاليا بجمهورية الكونغو الديمقراطية، و واصل انتشاره من هناك في القرن السابع عشر إلى جنوب أفريقيا وشرقها “وتعكس هذه النتائج قصة الاستعمار الأوروبي جنوب الصحراء الكبرى” حسبما قال الباحثون.

أوضح الباحثون أن دولة البرتغال المستعمرة أقامت قلاعها و مراكزها التجارية عام 1482 عند منطقة الساحل الذهبي التي تعرف اليوم بغانا، وأن ذلك تبعه حضور أوروبي ونفوذ متزايدان في هذه المناطق الساحلية في أفريقيا.

وجلب الأوروبيون هذا الخط الرابع من السل إلى أمريكا بدءا من القرن السادس عشر.

ورغم انتشار أنواع بكتريا قريبة من هذا النوع قبل ذلك بالفعل عند ساحل المحيط الهادي في دولة بيرو الحالية ، كانت هذه السلالات عبارة عن متفطرة سُلية تصيب الفقميات فقط تقريبا.

وبينما انتشر الخط الرابع من سلالات البكتريا السلية في أرجاء العالم ظلت البكتريا الناشئة عن هذا الخط و المستعصية على المضادات الحيوية مقتصرة على مناطق نشأتها حيث كانت هذه السلالات تنشأ بمعزل عن بعضها البعض في دول متعددة، كل على حدة كرد فعل على المضادات الحيوية المستخدمة في هذه الدول ولم تتجاوز حدود هذه الدول أبدا.

أوضح ايلد هولم أن “نتائجنا تشير بقوة إلى أنه وبالنسبة للخط الرابع فإن البكتريا المستعصية على المضادات الحيوية كانت تمثل تحديا محليا يوجد في الكثير من الدول والمناطق ولكنها انتشرت في أضيق الحدود”.

أضاف ايدلهولم: “لذلك فإن على الدول التي توقف السلالات المستعصية على المضادات الحيوية أن تلمس تراجعا واضحا للبكتريا السلية لديها”.

غير أن الباحثين أكدوا في الوقت ذاته إمكانية انتشار المستعصيات البكتيرية على المضادات الحيوية دوليا، مشيرين في ذلك إلى السلالة 2 واسعة الانتشار.

وأوضح الباحثون أن السلالات الجديدة المستعصية على المضادات الحيوية نشأت في الأصل في شرق أوروبا ثم امتدت إلى غربها. (د ب أ)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق