السلايدر الرئيسيشرق أوسط
مقتل خاشقجي شكل طعنة لمخططات ترمب وصفقة القرن والرئيس عباس في عُمان
فادي ابو سعدى
ـ رام الله ـ من فادي ابو سعدى ـ كشف صالح رأفت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية – نائب الأمينة العامة للاتحاد الديمقراطي “فدا” وجود اتصالات مع الاتحاد الروسي والصين الشعبية والاتحاد الأوروبي ومع دول أسيوية ودول أمريكا اللاتينية لاتخاذ إجراءات من الأمم المتحدة ضد إسرائيل. مؤكداً السعي لعقد مؤتمر دولي للسلام يضع أليات لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية واليات تلزم إسرائيل بإنهاء احتلالها للأراضي الفلسطينية.
وقال رأفت تعقيباً على دعوة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بايجاد صيغة دولية متعددة الأطراف للمفاوضات: “إن القيادة الفلسطينية على تواصل مع نظيرتها الروسية التي تعمل من أجل عقد مؤتمر للسلام خاصة وأنه كان هناك توافق دولي على ان تقوم موسكو بالدعوة لهذا المؤتمر مبينا أن المواقف الأمريكية هي من عطلت هذه الدعوة في الفترة الماضية”.
كما اعتبر الإجراء الأمريكي بدمج القنصلية الامريكية بالسفارة في القدس المحتلة تأكيدٌ لموقف ترامب من الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال وينسجم مع قانون القومية العنصري الذي أقره الكنيست وعمليا يؤكد على موقف الرئيس الأمريكي بأنه ليس مع حل الدولتين.
وأشار رأفت إلى أنه يجري العمل مع كل المؤسسات الدولية سواء في مجلس الامن وبما فيها محكمة العدل الدولية، حيث رفعت القيادة دعوى فيها ضد قرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة إليها، مبينا أن غالبية دول العالم تدعم الموقف الفلسطيني وتعارض الموقف الأمريكي بما فيها حلفاء الولايات المتحدة.
تأتي هذه الأحاديث في وقت نشرت فيه وكالة “أسوشيتد برس” الامريكية تقريرًا جاء فيه، أن مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي يهدد الخطط الطموحة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الشرق الأوسط، بما فيها خطة سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
واعتبرت ان قضية خاشقجي الذي قتل في قنصلية بلاده باسطنبول في الثاني من الشهر الجاري قد تضع حدا لـ”صفقة القرن” التي من المفترض أن يلعب ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الدور الرئيسي فيها عبر تقديمه الغطاء الدبلوماسي لطرفي النزاع. وأن ترامب قد يراجع استراتيجيته الإقليمية في ظل التساؤلات الكثيرة فيما إذا كان الأمير السعودي متورطا في مقتل الصحفي.
وأكد السفير الأمريكي لدى إسرائيل في عهد الرئيس باراك أوباما، دان شابيرو، للوكالة أن قضية خاشقجي عقّدت بشكل ملحوظ خطط ترامب المتعلقة بطرح صفقة القرن “إن كانت موجودة في الواقع”. وحسب السفير السابق أنه حتى لو قرر ترامب استمرار العمل مع السعودية ضمن صفقة القرن، فإن الأمير محمد ليس في الموقع الذي يتيح له “كسر المحرمات” وإقناع الفلسطينيين على تقديم تنازلات يعارضها العالم العربي كله.
وأشار شابيرو إلى وجود لاعبين آخرين على الصعيد الدولي، بمن فيهم الكونغرس الأمريكي والدول الأوروبية، سيشعرون بقلق إزاء الدور الرئيسي لولي العهد السعودي في الخطة ومن غير المرجح أن يجلسوا في المستقبل القريب حول طاولة واحدة معه، موضحا أنه ينبغي أن يكون الشريك السعودي لترامب في “صفقة القرن” قابلا للتنبؤ به وموثوقا فيه.
ترامب الذي تراجع عن “حل الدولتين”، بدأ يعوّل على أموال السعوديين وسمعتهم الإقليمية في الموضوع، وخاصة أن كبير مستشاريه وصهره جاريد كوشنر أقام علاقات شخصية ودية مع ولي العهد السعودي ووصل المملكة في العام الجاري بزيارة سرية لبحث تفاصيل الموضوع.
وجاء في التقرير أن إحلال السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين كان سيسمح لترامب ببدء العمل على إنشاء تحالف سعودي إسرائيلي ضد إيران، لكن خطة السلام هذه شهدت مشاكل حتى قبل مقتل خاشقجي، لا سيما في ظل رفض الرئيس الفلسطيني محمود عباس أي وساطة أمريكية بعد اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل من جانب، والانتقادات التي تعرضت لها السلطات السعودية على خلفية مقاطعة قطر والحرب اليمنية والخلاف الدبلوماسي مع كندا من جانب آخر.
وفي سياق الحراك الفلسطيني، اجتمع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بشكل منفرد ومطول مع سلطان عُمان قابوس بن سعيد. ووضع الرئيس، السلطان قابوس في صورة آخر تطورات القضية الفلسطينية، والظروف التي تحيط بالخطوات الأخيرة بما يخص مدينة القدس، كما بحثا بعمق عددا من القضايا والعلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل تطويرها في شتى المجالات. وأقام السلطان قابوس بعد اللقاء مأدبة عشاء على شرف سيادة الرئيس والوفد المرافق. وهذا هو اللقاء الثاني الذي يعقده الرئيس محمود عباس مع السلطان قابوس.
يذكر أن الرئيس محمود عباس وصل أمس الأحد، سلطنة عُمان في زيارة رسمية بناء على دعوة من السلطان قابوس بن سعيد، تستمر ثلاثة أيام، يرافقه فيها: أمين سر اللجنة المركزية لحركة “فتح” اللواء جبريل الرجوب، وعضو اللجنة المركزية لحركة “فتح”، رئيس الهيئة العامة للشؤون المدنية، الوزير حسين الشيخ، ورئيس جهاز المخابرات العامة اللواء ماجد فرج.