– باريس – من أحمد كيلاني – تحت هذا العنوان، عرضت صحيفة “لوموند” الفرنسية اليوم الثلاثاء تقرير منظمة “هيومن رايتس ووتش” عن عمليات القمع والتعذيب التي تمارسها السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، وحركة “حماس” في قطاع غزة، وتنديدها بتلك العمليات، وأبرزت ما تعرض له الصحفي الفلسطيني سامي الساعي في شهر فبراير/ شباط 2017 عند اعتقاله من قبل أجهزة الاستخبارات التابعة للسلطة الفلسطينية ونقله إلى مدينة أريحا.
“سوف نلتهمك”، تلك هي الجملة التي سمعها الصحفي سامي الساعي من قبل عناصر أمن السلطة عند اعتقالها له، وقالت الصحيفة إنه “عندما سُئل سامي عن صلاته المزعومة بحركة حماس، تم سحبه بحبل، وربطت يداه”، مضيفة أن “عناصر الأمن علقوا الحبل على الباب قبل دفعه ببطء لتمديد الأطراف، حيث أغمي على سامي، وعندما استيقظ تعرض للضرب على باطن قدميه عشرين مرة”.
وأوضحت “لوموند” أنه “في استجواب آخر، كان سامي مكبل اليدين إلى الخلف ومعلق في السقف، وهدده عناصر الأمن باتهامه علناً بالزنا، وبمنعه من عودة رؤية ابنه البالغ من العمر 10 سنوات والذي يعاني من مرض خطير. وبعد ثلاثة عشر يوماً من الاحتجاز، اضطر للاعترف سامي بالذنب المنسوب إليه “إثارة النعرات الطائفية””، مشيرة إلى “تخفيض العقوبة لاحقاً من خمسة عشر شهراً إلى ثلاثة أشهر، ثم تم إلغاء العقوبة بعد موافقته على دفع غرامة بسيطة، حيث أفرج عنه في نهاية احتجازه”.
وأكدت الصحيفة أن “هذه القصة هي واحدة وجزء من تقرير تقشعر له الأبدان، صدر الثلاثاء من قبل منظمة هيومن رايتس ووتش”، لافتة إلى أن هذا “التقرير هو نتيجة عامين من التحقيق، و 147 مقابلة مع معتقلين سابقين وأقاربهم ومحاميهم وممثلي المجتمع المدني الفلسطيني، وأن التقرير يوضح الجانب المظلم وغير المعروف للسلطة الفلسطينية وحماس”.
وأشارت “لوموند” إلى أن “كل طرف يطبق على أراضيه أساليب قمعية في تحد للقانون والالتزامات المقطوعة، من أجل إسكات الأصوات الناقدة، أو اضطهاد المعارضين”، مضيفة أن “المفارقة هي أن أجهزة الأمن الفلسطينية تتهم بانتظام سلطات الاحتلال الإسرائيلي بممارسة نفس تلك الانتهاكات ضد الفلسطينيين”.
وقالت الصحيفة إن “التعذيب الذي تمارسه كل من السلطة الفلسطينية وحماس يمكن أن يشكل جريمة ضد الإنسانية، نظراً لممارساتهما المنهجية على مدى سنوات عديدة”، وفقاً لمنظمة “هيومن رايتس ووتش”.
وذكرت “لوموند” أن “الشباب الفلسطينيين في مخيم بلاطة في نابلس المعروف بمعارضته للرئيس محمود عباس، عانوا من وضع أكثر عنفاً حيث تعرض زايد وهو “اسم مستعار” للصدمات الكهربائية على الكتفين”، مضيفة أن “عناصر الأمن قاموا بربط حبل بقضيبه لحوالي 8 ساعات حتى تحول إلى لون أزرق”.
وحول الوضع في غزة، أوضحت الصحيفة أن “حركة حماس تضع المحتجزين في غرفة تسمى “الحافلة”، حيث يضطرون إلى الوقوف لساعات أو حتى أيام”، مضيفة أن “ذلك حدث على سبيل المثال لبعض المتظاهرين في يناير 2017 الذين كانوا يحتجون على أزمة المحروقات الحادة”.
وقالت “لوموند” إنه “غالباً ما يكون التعذيب مصحوباً بوسائل أخرى، حيث يطالب المحققون بإبلاغهم عن الرموز السرية للهواتف المحمولة والحسابات على الشبكات الاجتماعية”، مضيفة أن “السلطة الفلسطينية تولي اهتماماً كبيراً للحسابات في موقع فيسبوك وغيره من المنصات”، مستفيدة من تشريعات “الجريمة الرقمية”.
وأوضحت الصحيفة أنه “بينما تزعم الفصائل الفلسطينية بأنها تعمل من أجل المصالحة، فإن مساحة التعبير تقلصت بشكل كبير في كل من غزة والضفة الغربية”.
وختمت “لوموند” بالقول انه “في هذا السياق من عدم المحاسبة ناشدت هيومن رايتس ووتش الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والدول الأوروبية التي تقدم التمويل والمساعدات للقوات الأمنية الفلسطينية للتحرك من أجل وقف الانتهاكات وطالبت بوقف تمويل تلك القوات”.