السلايدر الرئيسيتحقيقات

المرأة الفلسطينية رواية من العطاء و”مسيرات العودة” منحتها مزيداً من الكرامة

محمد عبد الرحمن

– غزة – من محمد عبد الرحمن – على مدار تاريخ القضية الفلسطينية القائم على ألم الحروب وقهر النكبات ، كانت المرأة الفلسطينية عنواناً للتضحية من أجل قضية الوطن العادلة، اتشحت بالإرادة وتزينت بالصبر قلادة جميلة، فاحتضنت هموم شعبٍ يخوض معركة التحرير للأرض، ووقفت صلبة عنيدة لا يتسلل إليها يأس أو وهن .

ومع توالي هجمات الاحتلال التي استلزمت استنهاض جميع الطاقات الوطنية، وجدت الفلسطينية نفسها في ميدان المواجهة تقاتل بذات آلية العمل التي انتهجها الرجل، لتنجح في إرباك العدو الذي بات يضعها في قائمة الشبهة.

ومنذ انطلاق فعاليات “مسيرة العودة وكسر الحصار” على حدود غزة، فقد عادت المرأة لتثبت من جديد قدرتها على المشاركة الفاعلة، لتقدم بذلك نموذجاً حُراً لكل باحث عن الحرية .

فوضع وضع المرأة الفلسطينية مختلف عن وضع النساء في كل أنحاء العالم وذلك بحكم وجود الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 1948 ، والذي مارس كل أنواع الظلم والعربدة والقتل والأسر بحق الفلسطيني، في ذات الوقت الذي استمر فيه الاعتداء على المقدسات والممتلكات فلم يسلم من بطشه شجر أو حجر” .

ودور المرأة الفلسطينية المقاوم آخذ في التصاعد، حتى برز دورها بصورة كبيرة في انتفاضة الحجر الأولى عام 1986 ، فكانت أول شهيدة من مخيم بلاطة حيث سجلت لها المشاركة في المسيرات والاعتصامات .

وظهر دور المرأة الفلسطينية في مواجهة الاحتلال في الفترة التي أبعد فيها الاحتلال 415 قيادي من حركتي حماس والجهاد الإسلامي إلى مرج الزهور عام 1992، تطور دورها بعد نشأة الرابطة الإسلامية للمرأة الفلسطينية التي نهضت وأخرجت الجماهير خلفها للشارع وذلك للتعبير عن صوت المرأة المقاوم للعالم”.

وفي عام 2000 والذي شهد انطلاق انتفاضة الأقصى بعد اقتحام وزير الحرب الإٍسرائيلي آنذاك آرئيل شارون باحات المسجد الأقصى ازداد نشاط المرأة الفلسطينية ، حيث خرجت الاستشهاديات على مستوى الوطن تدافع عن الأرض والقضية.

وحول دور المرأة الفلسطينية في “مسيرات العودة الكبرى” رفضاً لحصار غزة ولممارسات الاحتلال بحق سكان القطاع، تقول عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مريم أبو دقة “المرأة جزء لا يتجزأ من المجتمع، وهي تتأثر بأي اعتداء من الاحتلال يضرها ، وبحكم الوعي المتزايد لديها، فقد أخذت العبر من الانتفاضة الأولى والثانية ،وشعرت اليوم بأهمية دورها وواجبها في تسليط الضوء على القضية الفلسطينية ومعاناة الشعب الذي يعيش تحت سياسات الاحتلال المتغطرسة”.

تضيف” في ظل كل هذه الممارسات ترى المرأة نفسها أحياناً مضطرة للقيام بدور الرجل والمرأة في آن واحد ، فنجدها أماً مضحية وزوجة شهيد صابرة ومجاهدة تخط لشعبها العزة والكرامة”، مشددة على أن تواجد المراة الفلسطيينية على حدود غزة ضمن فعاليات مسيرة العودة الكبرى، يدلل على مساندة النساء للرجال، وقيامهن بدورهن البطولي في التصدي لقوات الاحتلال.

وفيما يتعلق بمدى نجاح المرأة في القيام بالدور المنوط بها في مسيرات العودة الكبرى رأت أبو دقة أن من الصعب الحكم على دور المرأة أو الرجل ، خاصة وأن كل يقدم على قدر استطاعته ، مؤكدة على أهمية العبء الذي تحمله النساء في صناعة الجيل إذ لا يقل أهمية عن المجابهة في ميدان المواجهة مع الاحتلال.

قهرٌ وفخر

ولأن قوات الاحتلال الإسرائيلي ومنذ انطلاق امسيرة العودة الكبرى لم تتوقف عن مزيد من الاعتداءات والاستهداف لأبناء الشعب الفلسطيني واستهداف النساء المشاركات، أوضحت أبو دقة أن سبل الدفاع عنها لن يكون إلا من خلال إنهاء الاحتلال ووجوده على أرض فلسطين ، مشيرة إلى الدور الملقى على عاتق منظمات حقوق الإنسان والمتمثل بالجرأة في فضح الممارسات الإسرائيلية ورصد حالات الانتهاك بشكل قانوني من أجل عرضها في المحاكم الدولية والمؤتمرات الصحفية التي تكشف إرهاب وهمجية الاحتلال.

وعبرت أبو دقة عن فخرها بالمرأة الفلسطينية التي عرفت دورها منذ قدوم الاحتلال إلى فلسطين ، وقالت : “أذكر الفلسطينية أنها صاحبة أعدل قضية في العالم، وعليها الصبر على الشدائد والمحن وعدم اليأس من نصر موعدنا به بات بفعل ضريبة الدم التي ما توقفنا عن دفعها أقرب”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق