ـ تونس ـ من سناء محيمدي ـ أثار مقتل الشاب ايمن العثماني(19 عاما) برصاص الجمارك بمنطقة السيجومي، بضواحي العاصمة التونسية، ردود فعل غاضبة لدى التونسيين، نخبا وشعبا، وأثارت الحادثة جدلا قانونيا وحقوقيا.
ووفقا للرواية الرسمية، توفي الشاب ايمن تونسي بعدما أصيب بطلق ناري بجهة سيدي حسين خلال “تعرض إحدى دوريات الجمارك لهجوم من قبل عدد من المحتجين، بعد عملية حجزها لكمية هامة من البضائع المهربة، وعلى إثر هذه الحادثة أذنت النيابة العمومية التونسية بفتح بحث قضائي، وعهدت بالملف إلى إلى فرقة الشرطة العدلية بجهة سيدي حسين لتتبع تفاصيل الحادث”.
وحول تطورات القضية، أفاد المتحدث باسم المحكمة الابتدائية بتونس، معز بن سالم لصحيفة “”، بأن قاضي التحقيق استمع إلى إفادات 4 عناصر من الجمارك على خلفية مقتل الشاب، مؤكدا أن الأفراد في حالة احتفاظ الآن لمدة 48 ساعة، وأن الأبحاث مازالت جارية إلى حين الاستماع إلى بقية الشهود وكل من سيكشف عنه البحث.
قتيل …على وجه الخطأ
من جهتها، بررت إدارة الجمارك التونسية ما حدث بالقول إنه كان رد فعل على هجوم تعرضت له دورية تابعة لها من قبل من وصفته بـ”العناصر المشبوهة”، اثناء تفتيشها لاحد المستودعات بالجهة.
ولفت بيان الجمارك التونسية إلى أن “افراد الدورية حاولوا صد المعتدين والتنبيه عليهم بالانسحاب في مناسبتين غير أنهم استمروا في هجومهم، مما دفعهم إلى إطلاق بعض الأعيرة النارية التحذيرية في الهواء”، غير أنه “أثناء انسحاب سيارات الدورية، لاحظ أفراد الجمارك أن أحد المعتدين سقط أرضا وقد تجمع حوله أطراف آخرون دون التمكن من تحديد سبب إصابته.
قوة مفرطة
“” اتصلت برئيسة مكتب “هيومن رايتس واتش” بتونس، آمنة القلالي، التي كانت بمكان الحادث واتصلت بأفراد عائلة الشاب، وقالت لصحيفة “” إن بعد المعلومات التي تحصلت عليها يظهر أن استعمال الرصاص الحي كان في غير مكانه، وأن الظروف لا تتطلب استعمال السلاح وكان يمكن تجنب ما وقع بطرق أخرى.
آمنة القلالي نقلا عن شهود عيان بالجهة، قالت إن مواجهات وقعت بين عناصر من الجمارك ومجموعة من الأفراد، وعلى إثرها أطلقت الأعيرة النارية، وعند سماع صوت الرصاص عمت حالة من الذعر والفوضى وخرج المتساكنون لمعرفة ما يجري، وأن عامل الفضول دفع الشاب التونسي إلى الاقتراب من مكان المواجهات وهناك أصيب بالرصاصة القاتلة.
وتقول رئيسة فرع “هيومن رايتس بتونس”، إن ايمن وهو عامل بناء لم يكن ضمن المجموعة التي حاولت منع عناصر الجمارك من تفتيش المستودع مشيرة الى ان الشاب بقي مصابا لمدة ساعة دون اسعافه.
وتفاعلا مع الحادثة، أعلنت جمعية المحامين الشبان بتونس عن تكوينها لجنة دفاع مجانا لتنوب عائلة الضحية، وفي حديث مع “” أكد رئيس الجمعية ياسين يونسي أن الحادثة هي جريمة في حق الشعب التونسي واستهتارا بالذات، واعتداء صارخا على حق الحياة، مطالبا النيابة العمومية إلى عقد ندوة صحفية وكشف الحقائق حول هذه الحادثة.
ملابسات غامضة
ويرى يوسف الوسلاتي، المحلل السياسي، في اتصال مع “”، ان ملابسات هذه الحادثة غامضة وتتضارب فيها الروايات، مطالبا بفتح تحقيق في تفاصيل الواقعة التي يشوبها الكثير من الغموض لينال كل حقه، حتى لا تذهب دماء الناس سدى، على حد قوله.
وأضاف أن إعلاء دولة القانون وفرض هيبة الدولة لا تجيز لأي جهة كان، قتل الناس واستخدام القوة المفرطة والرصاص الحي، بل هناك طرق آخرى للتعامل في مثل هذه الظروف.