السلايدر الرئيسيتحقيقات
هذه علاقة أزمة خاشقجي… وأوامر صادرة لتركي آل شيخ بالتهدئة مع الأهلي المصري
شوقي عصام
– القاهرة – من شوقي عصام – في مفاجأة غير متوقعة، جاءت بوادر الصلح بدون مقدمات، بين رئيس هيئة الرياضة السعودية والمستشار بالديوان الملكي، تركي آل شيخ، مع رئيس النادي الأهلي محمود الخطيب، بعد خصام وخلافات ومواجهة وتراشقات بينهما، وذلك عندما أعلن اتحاد الكرة المصري، أن النادي الأهلي سيكون طرفاً في مباراة السوبر المصري السعودي بالقاهرة، على كأس خادم الحرمين الشريفين، في يوم 27 من تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، بعد أن رفض الأهلي خوض مباراة السوبر السعودي المصري، على كأس الرئيس عبد الفتاح السيسي في أكتوبر الجاري، كبطل للدوري المصري، ليحل مكانه نادي الزمالك مع الهلال السعودي.
تهدئة آل شيخ والخطيب
اتحاد الكرة السعودي، رحب بموافقة الأهلي بخوض المباراة، ولحقه سريعاً بالترحيب تركي آل شيخ، الذي غيّر موقفه من الأهلي بعد هجوم لفترة طويلة، في بيان وصف فيه محمود الخطيب بـ”أخي”، وأكد أن انتماءه للأهلي، وسيكون أول الحاضرين للمباراة، في مؤشر يوضح أن هناك عملاً على إذابة أية خلافات، وألا يكون رجلاً مسؤولاً في المملكة، طرفاً في أزمة في هذا الوقت العصيب.
أزمة تدخل فيها سعود القحطاني
محللون رياضيون في القاهرة، فسروا هذه المصالحة، بأنها جاءت بناء على أوامر من الرياض لرئيس هيئة الرياضة السعودية، بتهدئة الأجواء، والعمل على بناء جسور إيجابية، وعدم افتعال أزمات مستقبلية، وإذابة أية خلافات حالية، مع جمهور هو الأكبر في مصر والعالم العربي، وهم مشجعو الفريق الأحمر، الذين دخلوا في مواجهة مع آل شيخ، وصلت إلى السباب العلني، وتدخل فيها الديوان الملكي السعودي في الشهر الماضي، عبر المستشار بالديوان، والرجل الذي كان قوياً بالمملكة، وتم إعفاؤه الأسبوع الماضي على خلفية الكشف عن أزمة مقتل الصحفي السعودي، جمال خاشقجي، وهو سعود القحطاني، موضحين أن التهدئة هدفها ألا يكون هناك أي ضغينة، في ظل ما تواجهه الرياض من حرب إقليمية ودولية من جانب الراغبين في استغلال أزمة مقتل خاشقجي.
صدمة لمرتضى منصور والزمالك
صاحب مباراة السوبر المصري السعودي، كأس خادم الحرمين الشريفين، هو نادي الزمالك الذي خاض مكان الأهلي مباراة كأس السوبر السعودي المصري في تشرين الاول/أكتوبر الجاري، وهو النادي الذي تقرب كثيراً لآل شيخ، من خلال رئيسه مرتضى منصور، في إطار المناكفة مع الأهلي والحصول على مكاسب من تركي، الذي وجد في استغلال الغريم التقليدي “الزمالك” فرصة لتصفية الحسابات مع النادي وجمهوره، لدرجة أن منصور أطلق اسم تركي على المبنى الاجتماعي الجديد بالنادي، ولكن جاءت الصدمة لمجلس الأبيض، عندما تفاجأوا بأن اتحادي مصر والسعودية لكرة القدم، اتفقا على أن يخوض الأهلي مباراة السوبر المصري السعودي مع اتحاد جدة في آخر تشرين الثاني/نوفمبر.
توجيهات عليا بإنهاء أزمة الأهلي
المحلل الرياضي المصري، عمرو كمال، قال إنه من الواضح أن هناك توجهات عليا من الرياض، وجهت للمسؤول السعودي، بإزالة أية علاقات سيئة، قد تتسبب في إحداث خلل بين الشعوب، في الوقت الذي تواجه فيه المملكة المتربصين بها في أزمة خاشقجي، موضحاً أن كرة القدم يكون لها تأثير واضح، إما في تحسين العلاقات أو ضربها بين الدول، مدللاً على ذلك بالأزمة التي استمرت سنوات بين مصر والجزائر، على خلفية أحداث أم درمان الشهيرة في عام 2010، عندما تواجه الفراعنة ومحاربو الصحراء على تأشيرة الصعود لكأس العالم، واستكمل التدليل بمباراة الأهلي والمصري، التي شهدت مجزرة قتل فيها 74 مشجعاً، والتي قال عنها إنها كانت حرباً أهلية بشكل مصغر.
مواجهة مستغلي أزمة “خاشقجي”
وأكد كمال، في تصريحات لـ””، أن ما حدث في إنهاء أزمة “الأهلي” وآل شيخ، خلال الساعات الماضية، تظهر مدى التنسيق على مستويات عليا في الدولتين، في إطار أن الرياضة لا تكون وسيلة لإضعاف علاقات الشعوب، والعمل على إزالة أي شوائب، قد تعكر صفو القاهرة والرياض، في ظل أزمة “تركي” والأهلي، في الوقت الذي تعمل فيه المملكة على مواجهة مستغلي أزمة خاشقجي.
بيان الخارجية المصرية
وأشار كمال إلى أن بيان القاهرة في أزمة خاشقجي على لسان وزير الخارجية المصري، جاء بدفعة معنوية قوية للسعوديين في المواجهة، والنظر إلى إذابة ما كان سيؤدي لضرب العلاقات بين القاهرة والرياض في الشهور الماضية، على خلفية مواجهة تركي والنادي الأهلي، صاحب الشعبية الأولى عربياً، وطلب على الفور إنهاء الأزمة، وهو ما جاء بعمل كل الأطراف سواء تركي أو الخطيب ببيانات ناعمة.
45 مليون أهلاوي
وتابع كمال إن جمهور الاهلي المصري يبلغ 45 مليون شخص داخل مصر، وهذا الرقم وصل إليه رئيس النادي الأهلي السابق، محمود طاهر، عندما جاء خلال ولايته بشركات أمريكية وإنجليزية متخصصة في الإحصاء، للحصول على شهادات بحجم جمهور الأهلي، لاستخدام هذه الشهادات في عملية التسويق، والإحصائيات قالت، إن جمهور الأهلي 45 مليوناً من شريحة تصل إلى 60 مليوناً تشجع الكرة في مصر، موضحاً أن تذمر 45 مليون مشجع أمر سيئ، ولذلك كان من الضروري أن يتم العمل على إنهاء الأزمة بين تركي والأهلي المصري.