– تونس – من سناء محيمدي – اعلن الديوان السياسي لحزب نداء تونس استعداده للتشاور مع القوى السياسية بتونس وما سماه بالطيف الديمقراطي التقدمي لتشكيل الحكومة المقبلة وإجراء تعديل وزاري دون مشاركة حركة النهضة حليفه في الائتلاف الحكومي.
خطوة تصعيدية من حزب الرئيس التونسي الباجي القائد السبسي، تأتي على خلفية ما قاله راشد الغنوشي زعيم النهضة، في خطاب أمام أنصار حزبه.
ووجه حزب نداء تونس انتقادات حادة لتصريحات الغنوشي بشأن قضية الصحفي السعودي جمال خاشقجي مشبها حادثة مقتله بحادثة حرق محمد البوعزيزي لنفسه مشعل الثورات العربية، واعتبره تدخلا في علاقات البلاد الدبلوماسية، كما وصفه بالتدخل الذي يمس من المصلحة الوطنية ويقحمها في سياسة المحاور التي تمثل انقلابا على العرف الدبلوماسي لدولة الاستقلال.
استحواذ على السلطة
و تعليقا على مضامين خطاب الغنوشي أكد بيان حزب الرئيس ان كلام خطير جاء على لسان رئيس حركة النهضة يوم السبت والذي كشف أن هذه الحركة لم تبتعد عن طبيعتها غير المدنية ومحاولاتها وضع يدها على مفاصل الدولة والسعي إلى تغيير إرادة الناخبين عبر فرضها شروط التحوير الوزاري المقبل.
كما دعا الحزب حكومة يوسف الشاهد الى “التعامل بشكل جدي مع الوثائق الجديدة التي قدمتها لجنة الدفاع عن شكري بلعيد ومحمد البراهمي لكشف الحقيقة.
بلعيد والبراهمي” يحاصران النهضة
وتتهم هيئة الدفاع عن بلعيد والبراهمي حركة النهضة بممارسة التجسس وإدارة جهاز سري مواز للدولة والتستر على وثائق خطيرة وجهات ترتبط باغتيال السياسيين واختراق مؤسسات الدولة، فيما ينفي الحزب، الذي صعد الى السلطة بعد فترة حظر طويلة لنشاطه السياسي خلال حكم النظام السابق، هذه الاتهامات المنسوبة إليها.
ونفت حركة النهضة وجود أي نشاط لها خارج إطار القانون المنظم للأحزاب، واعتبرت أن اتهامات الجبهة ليست سوى استثمار في دماء الشهيدين للتغطية على فشلها السياسي في المحطات الانتخابية السابقة وعجزها عن تقديم برامج جدية للشعب”.
وفي حديث مع “”، صرح القيادي بحركة النهضة عبد الحميد الجلاصي أنه من المهم إيجاد حل للأزمة العالقة بالبلاد، وأن ما يزعجه حقا ليس بيان النداء بقدر حالة الفراغ السياسي التي تعيشها البلاد منذ فترة، ملاحظا أن تقسيم التونسيين إلى حداثيين ودتقدميين وغيرها من التسميات قد تجاوزها الزمن على حد تعبيره.
وفي سياق متصل، أوضح المحلل السياسي صلاح الدين الجورشي لـ””، ان بيان حزب الرئيس يعكس تذبذب قياداته وامتداد لجزء من الأزمة الهيكلية للحزب، فهو من جهة يريد أن يبقى قوة ضاغطة على يوسف الشاهد وحكومته حتى ينخرط في جزء من الحكومة القادمة.