السلايدر الرئيسيتحقيقات

عمليات تطهير بتمويل أمريكي لمتفجرات داعش القاتلة تمكن الأقليات العراقية من إعادة بناء مجتمعاتهم بأمان

سولومون بلاك

– واشنطن – بقلم سولومون بلاك – إن الأقليات العرقية والدينية عانت من الوحشية التي لا توصف في ظل حكم داعش الذي اتسم بالإبادة البشرية. وقام داعش وبالإضافة إلى الخسائر التي لحقت بالسكان الشيعة والسنة باستهداف منهجي للمجتمعات المسيحية والكاكائية والشبك والتركمان واليزيدية في أنحاء محافظتي نينوى وكركوك. كما قام تنظيم داعش بارتكاب فظائع لا حصر لها ضد هذه الجماعات، بما في ذلك القتل الفردي والجماعي وكذلك الصلب والعبودية فضلا عن التعذيب والاغتصاب. وتلتزم الولايات المتحدة بمساعدة هذه المجتمعات المهمشة تاريخيا والمدمرة مؤخرا بالعودة بأمان إلى موطن اسلافهم وإعادة بناء حياتهم في سلام. وأن إحدى العقبات التي تحول دون عودة الأقليات العراقية إلى ديارها هي مخلفات المتفجرات الخطيرة، بما في ذلك الألغام الأرضية والعبوات الناسفة ومخلفات متفجرات الحرب غير المتفجرة التي خلفها تنظيم داعش. إذ أن هذه العبوات تقتل المدنيين العائدين وتمنع فرق الإصلاح من الوصول إلى البنية التحتية المتضررة والمرتبطة بتقديم الخدمات الأساسية وتعوق زراعة الأراضي الزراعية وكذلك تؤخر التعافي الاقتصادي وتديم فترة حكم داعش الإرهابي لفترة طويلة بعد زوالها.

وقامت فرق إزالة المتفجرات التي تمولها وزارة الخارجية منذ سنة 2015 بتطهير بأكثر من 10,500 من مخلفات المتفجرات في مجتمعات الأقليات في محافظتي نينوى وكركوك مما يؤثر على البنية التحتية الحيوية المرتبطة بتوفير المياه النظيفة والكهرباء وكذلك الرعاية الصحية والتعليم فضلا عن المنازل والكنائس والمعابد والأراضي الزراعية. وقد حددت وزارة الخارجية الأمريكية التزام بحوالي 37 مليون دولار في السنة المالية 2017 من أجل دعم عملية مسح مخلفات الحرب والتطهير والتوعية بالمخاطر داخل وحول مناطق الأقليات العراقية. ويفي هذا الدعم المتزايد بتعهد توسيع عملية إزالة المتفجرات من مخلفات الحرب في مجتمعات الأقليات الدينية التي قدمها الوزير بومبيو في تموز/يوليو 2018 من أجل تعزيز الحرية الدينية وسيمكن شركائنا من الوصول إلى الميدان لتجنيد وتدريب 15 فريقا جديدا لإزالة المتفجرات من مخلفات الحرب مع التركيز على تطهير موطن اسلاف المجتمعات المسيحية والأيزيدية في العراق. كما أن هذه الفرق الجديدة ستستكمل جهود الفرق الممولة أمريكيا لإجراء المسح والتطهير والتوعية بالمخاطر والتي يتم نشرها في نينوى حاليا.

يقوم الباحث عن مخلفات الحرب بمسح العبوات الناسفة لداعش على طول خط أنابيب خواجة خليل (الصورة بإذن من عمليات جانوس العالمية)

واستهدف تنظيم داعش القرى المسيحية والأيزيدية في نينوى خلال فترة عهده الذي اتسم بالإرهاب ودمر دور العبادة والأضرحة والمنازل والمقابر وكما تعرض السكان المسيحيين والأيزيديين لبعض أشنع الفظائع التي ارتكبها التنظيم. وعلى الرغم من طرد داعش من موطن اسلاف المجتمعات المسيحية والأيزيدية في العراق إلا أن خطر مخلفات متفجرات الحرب ما يزال قائما. وسمحت العمليات الممولة أمريكيا لإزالة الألغام من مخلفات المتفجرات لفرق الإصلاح من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وحكومة العراق في الوصول الأمن إلى البنية التحتية التي تضررت من داعش واستعادة تقديم الخدمات الأساسية، بما في ذلك المياه النظيفة، إلى المجتمع المسيحي وغيره من مجتمعات الأقليات الدينية في أنحاء سهل نينوى. وأحد الأمثلة على هذا الدعم هو خط أنابيب مياه خواجة خليل، وهو مصدر رئيسي للمياه لمناطق تلكيف والقوش وكذلك وانه في نينوى. وينبع خط الأنابيب من شمال غرب الموصل في بلدة خوجة خليل، حيث يتم استخراج المياه من نهر دجلة ويتم معالجته وضخه شمالا من خلال سلسلة من خطوط الأنابيب التي تجهز المياه النظيفة إلى حوالي 60,000 شخص قبل أن يعطلها تنظيم داعش.

وقام برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والسلطات المحلية وبمجرد تحرير خواجة خليل والمناطق المحيطة به من داعش بإيلاء أولوية إلى ترميم خط الأنابيب لاستعادة المياه النظيفة. ولكن لا يمكن إجراء هذه الإصلاحات بأمان حتى يتم إزالة مخلفات المتفجرات التي خلفها تنظيم داعش على خط الأنابيب والمناطق المحيطة. وقام الشريك شركة جانوس غلوبال أوبريشنز الممول أمريكيا بتولي المهمة الخطيرة التي تتمثل في تطهير ما يقرب من خمسة أميال من خط الأنابيب لتسهيل الإصلاحات. وقامت شركة جانوس وشريكها العراقي الفهد بإزالة أكثر من 160 عبوة ناسفة لداعش على طول خط الأنابيب. وتمكن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والمهندسون العراقيون بفضل المساعدة السريعة الممولة أمريكيا من إصلاح خط الأنابيب بأمان، والذي يوفر مرة أخرى المياه النظيفة لمجتمعات الأقليات العائدة في سهل نينوى. كما أن إزالة جانوس للعديد من الأحزمة الكبيرة للعبوات الناسفة اثناء تطهير خط الأنابيب قد مكن المجتمعات المحلية من زراعة الأراضي الخصبة المحيطة بخط الأنابيب بأمان.

قامت فرق مولتها الولايات المتحدة بتطهير أثنين من 160 عبود ناسفة لداعش من خط أنابيب خوجة خليل (الصورة بإذن من عمليات جانوس العالمية)

إن عمليات الفرق الممولة أمريكيا لإزالة المتفجرات تجعل العراقيين يشعرون بالأمان في العودة إلى دور العبادة الخاصة بهم بالإضافة إلى تسهيل الوصول إلى البنية التحتية الحيوية وتقديم الخدمات الاجتماعية الأساسية. وكانت داعش احتلت مدينة كرمليس، والتي تقع على بعد 18 ميلا جنوب شرق الموصل، من أب/أغسطس 2014 إلى تشرين الأول/أكتوبر 2016. وقام تنظيم داعش خلال هذه الفترة بتدمير وتدنيس الكنائس والأديرة وكذلك المقابر بالإضافة إلى نصب العديد من الأحزمة الكبيرة من العبوات الناسفة حول المدينة لإعاقة تقدم قوات الأمن العراقية ومنع المجتمعات العائدة من الوصول إلى الأراضي الخصبة. وقامت سويس فاونديشن وهي منظمة غير حكومية ممولة أمريكيا لإزالة الألغام بتطهير 30 عبوة ناسفة في كرمليس والتي كانت تمنع العوائل من كرمليس والقرة المحيطة من العيش في حياتهم بأمان. وأن تطهير أحزمة العبوات وكذلك العبوات الناسفة الأخرى ومخلفات الحرب غير المنفجرة مكن السكان المحليين من العودة بأمان إلى منزلهم وحضور كناسهم دون أن تروعهم قنابل داعش المدفونة.

 

عامل منظمة سويس فاونديشن يقوم بتحييد العبوات الناسفة لداعش في كرمليس (الصورة بإذن من منظمة سويس فاونديشن)

وعندما غزا تنظيم داعش سنجار وأحاط بالمدن المحيطة بها في سنة 2014، فإنه قتل أكثر من 3000 أيزيدي وأخذ 6000 منهم على الأقل كرقيق جنس أو أطفال كجنود، والذين لا يزال نصفهم في عداد المفقودين. كما دمر تنظيم داعش المعابد الايزيدية وهدم المنازل في القرى الأيزيدية وأغرق المزارع بالعبوات الناسفة.  وكانت الولايات المتحدة واحدة من أوائل الدول التي دعمت أنشطة إزالة المتفجرات من محلفات الحرب في قرى الأيزيديين المحررة من داعش في منطقة سنجار بنينوى، وهي حاليا أكبر داعم دولي لجهود إزالة المتفجرات من مخلفات الحرب في هذه المنطقة. وساعدت العمليات الممولة أمريكيا لإزالة المتفجرات من مخلفات الحرب والتي نفذتها المجموعة الاستشارية لإزالة الألغام في تسهيل عودة النازحين الايزيديين من خلال تطهير البنية التحتية والمنازل والأراضي الزراعية من مخلفات الحرب. كما أن التمويل الأمريكي للمجموعة الاستشارية مكن من إزالة المتفجرات من مخلفات الحرب في العديد في المعابد الأيزيدية، مما مكن المجتمعات المحلية من إعادة بناء دور العبادة الخاصة بهم

 

عامل المجموعة الاستشارية لإزالة الألغام يقوم بإزالة العبوات الناسفة لداعش على سفح جبل سنجار (الصورة بإذن المجموعة الاستشارية لإزالة الألغام)

ان تنظيم داعش قد استولى على مدينة بارباروشك في آب / أغسطس 2014 ودمر العديد من المنازل وأغرق المنطقة بمخاطر المتفجرات قبل تحرير القوات العراقية للمدنية في تشرين الثاني/نوفمبر 2016. وشرع المجموعة الاستشارية لإزالة الألغام بعد تحرير بارباروشك بالعملية الخطرة والمنهجية لمسح القرية وإزالة مخاطر المتفجرات التي خلفها تنظيم داعش. وقامت فرق إزالة المتفجرات الأيزيدية التي وظفتها المجموعة الاستشارية لإزالة المتفجرات بإزالة 22 عبوة ناسفة و11 قطعة من الذخائر غير المنفجرة التي كانت تهدد سلامة السكان المحليين وكذلك منع الوصول الآمن إلى نقطة تجهيز الماء التي توفر مياه الشرب لأربعة قرى محيطة بها. وأن العديد من سكان بارباروشك بفضل المساعدة الأمريكية في الوقت المناسب قد عادوا إلى منازلهم وكذلك تمكن المهندسون المحليون من إعادة تأهيل نقطة تجهيز المياه بأمان.

 

عمال محليون يقومون بإعادة تأهيل محطة مياه بارباروشك بأمان بعد إزالة الفرق الممولة أمريكيا 33 من أخطار مخلفات المفجرات. (الصورة بإذن من المجموعة الاستشارية لإزالة الألغام)

كما أن تنظيم داعش بالإضافة إلى استهداف المجتمعات المسيحية واليزيدية وجه جهوده ضد التركمان والكاكائية والشبك في أنحاء نينوى وكركوك. وأن العمليات الممولة أمريكيا لإزالة المتفجرات من مخلفات الحرب لعبت دورا حاسما في تسهيل الوصول إلى المياه النظيفة والطاقة الكهربائية وكذلك الرعاية الصحية والتعليم والأراضي الزراعية فضلا عن مصائد الأسماك لهذه المجتمعات في المناطق الممتدة من تلعفر إلى نينوى والبو محمد في كركوك. وقام شركاء الولايات المتحدة في مدينة تلعفر التركمانية تاريخيا، على سبيل المثال، بتطهير العديد من مرافق تخزين ومعالجة الحبوب بالإضافة إلى الأراضي الزراعية للمساعدة في تسهيل إعادة تطوير مكان كان يمثل مركزا زراعيا مزدهرا قبل عهد داعش المدمر. كما قامت فرق التطهير الممولة أمريكيا بإزالة 31 عبوة من ثلاث مزارع سمك محلية في قرية ترابة الكاكائية، مما مكن المجتمع المحلي من إعادة بناء اقتصاده.

فريق الإزالة الميكانيكية الممول أمريكيا يبحث في الأنقاض عن العبوات الناسفة لداعش في منشاة لتخزين الحبوب في تلعفر (الصورة بإذن من جانوس العالمية)

 

وكانت جهود داعش لاجتثاث الأقليات العرقية والدينية في العراق قد تركت اثارا عميقة، ولكن الولايات المتحدة تبقى ملتزمة بمساعدة هذه المجتمعات المضطهدة على التعافي من الموت والدمار الذي الحقته داعش. كما أن الجهود الممولة أمريكيا لإزالة المتفجرات من مخلفات الحرب تلعب دورا حاسما في إزالة الإرث القاتل لداعش وإرساء الأسس لهذه المجتمعات للعودة بسلام إلى موطن أسلافهم وإعادة بناء حياتهم بكرامة واحترام.

كما استثمرت الولايات المتحدة أكثر من 176,000,000 دولار منذ سنة 2015 في سلامة وأمن الشعب العراقي من خلال عملية مسح للمتفجرات في مخلفات الحرب وإزالتها وتقديم توعية بمخاطرها. ويستمر هذا الدعم في إنقاذ الأرواح يوميا وكذلك يساعد على إرساء الأسس لعراق مستقر ومزدهر. كما يمكنك مراجعة تقريرنا السنوي بعنوان السير على الأرض بأمان (To Walk the Earth in Safety)   ومتابعتنا على موقع تويتر من خلال العنوان التالي  @StateDeptPMلمعرفة المزيد من المعلومات عن الجهود العالمية للولايات المتحدة في تدمير الأسلحة التقليدية.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق