– تونس – من سناء محيمدي – لم تعد المعتقلات التونسية، حصوناً مغلقة على سجنائها، او جدراناً باردة، فقد اضحت فضاءات للفن، والثقافة، للترفيه عن السجناء التونسيين.
وفي مبادرة هي الاولى من نوعها عربيا وافريقيا، تستعد السجون التونسية لتنظيم فعاليات خاصة بمناسبة مهرجان قرطاج السينمائي، حيث تم تنظيم دورة خاصة بالسجون التونسية ليستفيد منها نحو 500 سجين.
وسيكون لسجناء تونس موعدا مع الدورة الرابعة لايام قرطاج السينمائية داخل السجون، بداية من يوم الاحد 4 نوفمبر/تشرين الثاني، وستعرض الافلام في 6 سجون تونسية بمجمل البلاد، وستكون شارة انطلاق الدورة الرابعة التابعة لهذا المهرجان السينمائي بسجن المرناقية بمحافظة منوبة، بعرض فيلم “في عينيا”، لمخرجه التونسي نجيب بلقاضي، وذلك وفقا لما ادلى به مدير دورة مهرجان قرطاج السينمائي نجيب عياد.
وستتيح هذه الدورة لـ500 سجين للتمتع بمشاهدة أفلام سينمائية من إعداد المهرجان، بعد أن كانت الدورات السابقة تتيح مشاهدتها لسجناء لا يتجاوز عددهم 150، كما سيتم عرض 5 افلام سينمائية، بينها فيلم مصري “امل”، وجزائري بعنوان “اخر أيام زمان”، وتونسي “غزالة”.
سجناء لكن مثقفون
ويقول سفيان مزغيش المتحدث باسم إدارة السجون التونسية، إن ادارة السجون تعمل على توفير خدمة اجتماعية للسجناء كي يستعيد السجين مواطنته، على حد تعبيره.
في المقابل، تعمل الإدارة العامة للسجون على تحسين علاقة السجين بحراس السجون، لان سلب الحرية لا يعني أن يفقد السجين بقية حقوقه الثقافية لأن الإبداع الثقافي يعمل على غرس قيم التسامح، وليس هذا فحسب اذ سيقع بعث اذاعة داخلية في السجون بالاتفاق مع وزارة الثقافة التونسية.
ومنذ عام 2015، تسعى السلطات التونسية الى مسح الصورة السوداء عن زنازين تونس والتي اقترنت لسنوات بقصص التعذيب وانتهاكات حقوق الانسان، حيث احدثت إدارات البعض من سجون البلاد نوادي للمسرح للمساجين يديرها أساتذة مسرح وممثلون معروفون، الى جانب عرض مسرحية من تمثيل مساجين حقيقيين.
فضلا عن ذلك، حولت تونس سجن الناظور احد ابرز السجون في عهد بن علي، الى متحف فني في محاولة للقطع مع ارث النظام القديم الذي استخدم أساليب القمع لترهيب خصومه ومعارضيه.
وفي مبادرة اخرى، لطمس الهوية السابقة للسجون التونسية، اطلقت الناشطة الحقوقية لينا بن مهنى، مبادرة لتزويد السجون بالاف الكتب، وتمكنت من جمع ما يزيد عن ثلاثين الف كتاب، وساهم عشرات المواطنين واصحاب دور النشر في تجميع الكتب لفائدة السجون.