خالد القشطيني
كثيراً ما أتساءل لمَ لا تصبح أزياء الرجال محطاً لمواسم الموضة على نحو ما نلاحظ بالنسبة للأزياء النسائية؟
حقا نجد أن الموضوع مهم بالنسبة لمظهر المرأة وما يتصل به من الاعتبارات الجمالية، من رشاقة وقيافة وجاذبية وحسن وفتنة. ولكن للملابس الرجالية مكانة أوسع وأهم. لا تحمل ثياب المرأة مدلولات مهمة على نحو ما نجد في ثياب الرجال حيث يكون لكل شيء رموزه ودلالاته. فالرجل يعبر عن مهنته وانتمائه فيما يضع على رأسه أو بدنه أو قدمه.
توجد لدى كل الشعوب دلالات في أزياء الرجال. تسمع الناس يقولون إن فلانا لابس قبعة المحافظين أو الاشتراكيين أو قميص الثورة. هناك لدينا في عالمنا الإسلامي دلالات مشابهة بالنسبة للعمائم وألوانها ونسقها ولَفّتها. وهي تختلف من بلد إلى بلد. كثيرا ما يحدث أن يعبر الرجل عن تغير انتمائه أو منزلته بتغيير ملبسه. يصف الإنجليز الرجل المتقلب بأنه يغير سترته، ترن كوت. ويقولون عمن غير تفكيره ومبدأه بأنه غير سترته أو قبعته.
لنا استعمالات ملابسية على هذا الغرار. يختفي رجل عن مجالسه فنقول لبس طاقية الإخفاء. هناك من شق ثوبه أو منّ الله عليه بثوب العافية. حدثني يوما أحد ضباط الجيش العراقي فقال إنه يستطيع معرفة البلد الأصلي لكل من جنوده من طريقة لبسهم لملابسهم.
وما دامت لثيابنا دلالات مهنية وفكرية وحزبية، فالمفروض أن تكون هناك معارض خاصة بأزياء الرجال، نجد فيها جناحا خاصا بالثوريين وآخر للمحافظين والديمقراطيين الأحرار ونحو ذلك. وفي كل موسم يطلع علينا المصممون بما تفتق عنه ذهنهم من بنطلونات ومعاطف وستر جديدة، ولكن في إطار دلالاتها المهنية والسياسية والفكرية المعروفة.
ولما كانت معظم البلدان العربية في مراحل انتقالية فالمتوقع أن تظهر أزياء تناسب هذا التحول. وهذا موضوع مهم بالنسبة لكثير من بلداننا، فأكثرها خرجت من مظلة الحكم العثماني وورثوا منه طراز ملابسهم. وراح المواطنون يشحذون أذهانهم فيما يصح لهم من ثياب. أتذكر أن العراق مر وما زال يمر بهذا الاضطراب الملابسي. حاول الملك فيصل الأول رحمه الله توحيد شعار الرأس فانتقى السدارة وراح يدور بنفسه لإقناع المسؤولين ونواب المجلس بلبسها، ولكنها كانت حملة فاشلة، وقلما تجد أحدا من العراقيين يستعملها. وأتذكر أن أحد كبار المسؤولين البعثيين سألني في الموضوع في عهد صدام حسين. فلم أستطع أن أفيده بشيء. وبقي العراقيون يتحملون على رؤوسهم ضراوة شمس العراق.
الحقيقة من وراء كل هذا السرد هو أن الساحة مفتوحة للمصممين وتجار الملابس أن يحاولوا طرح تصاميم جديدة تفي بالغرض. ظهرت أنواع جذابة للأزياء النسائية ولكن الرجال بقوا مشتتين، فما عساهم يفعلون؟!
حقا نجد أن الموضوع مهم بالنسبة لمظهر المرأة وما يتصل به من الاعتبارات الجمالية، من رشاقة وقيافة وجاذبية وحسن وفتنة. ولكن للملابس الرجالية مكانة أوسع وأهم. لا تحمل ثياب المرأة مدلولات مهمة على نحو ما نجد في ثياب الرجال حيث يكون لكل شيء رموزه ودلالاته. فالرجل يعبر عن مهنته وانتمائه فيما يضع على رأسه أو بدنه أو قدمه.
توجد لدى كل الشعوب دلالات في أزياء الرجال. تسمع الناس يقولون إن فلانا لابس قبعة المحافظين أو الاشتراكيين أو قميص الثورة. هناك لدينا في عالمنا الإسلامي دلالات مشابهة بالنسبة للعمائم وألوانها ونسقها ولَفّتها. وهي تختلف من بلد إلى بلد. كثيرا ما يحدث أن يعبر الرجل عن تغير انتمائه أو منزلته بتغيير ملبسه. يصف الإنجليز الرجل المتقلب بأنه يغير سترته، ترن كوت. ويقولون عمن غير تفكيره ومبدأه بأنه غير سترته أو قبعته.
لنا استعمالات ملابسية على هذا الغرار. يختفي رجل عن مجالسه فنقول لبس طاقية الإخفاء. هناك من شق ثوبه أو منّ الله عليه بثوب العافية. حدثني يوما أحد ضباط الجيش العراقي فقال إنه يستطيع معرفة البلد الأصلي لكل من جنوده من طريقة لبسهم لملابسهم.
وما دامت لثيابنا دلالات مهنية وفكرية وحزبية، فالمفروض أن تكون هناك معارض خاصة بأزياء الرجال، نجد فيها جناحا خاصا بالثوريين وآخر للمحافظين والديمقراطيين الأحرار ونحو ذلك. وفي كل موسم يطلع علينا المصممون بما تفتق عنه ذهنهم من بنطلونات ومعاطف وستر جديدة، ولكن في إطار دلالاتها المهنية والسياسية والفكرية المعروفة.
ولما كانت معظم البلدان العربية في مراحل انتقالية فالمتوقع أن تظهر أزياء تناسب هذا التحول. وهذا موضوع مهم بالنسبة لكثير من بلداننا، فأكثرها خرجت من مظلة الحكم العثماني وورثوا منه طراز ملابسهم. وراح المواطنون يشحذون أذهانهم فيما يصح لهم من ثياب. أتذكر أن العراق مر وما زال يمر بهذا الاضطراب الملابسي. حاول الملك فيصل الأول رحمه الله توحيد شعار الرأس فانتقى السدارة وراح يدور بنفسه لإقناع المسؤولين ونواب المجلس بلبسها، ولكنها كانت حملة فاشلة، وقلما تجد أحدا من العراقيين يستعملها. وأتذكر أن أحد كبار المسؤولين البعثيين سألني في الموضوع في عهد صدام حسين. فلم أستطع أن أفيده بشيء. وبقي العراقيون يتحملون على رؤوسهم ضراوة شمس العراق.
الحقيقة من وراء كل هذا السرد هو أن الساحة مفتوحة للمصممين وتجار الملابس أن يحاولوا طرح تصاميم جديدة تفي بالغرض. ظهرت أنواع جذابة للأزياء النسائية ولكن الرجال بقوا مشتتين، فما عساهم يفعلون؟!
الشرق الأوسط