السلايدر الرئيسيشرق أوسط

حماس والجهاد تقرران “تهدئة” مسيرات العودة

فادي ابو سعدى

  • هدوء نسبي وآلاف الفلسطينيين يتظاهرون قرب السياج بإشراف مصري
  • والد الجندي الإسرائيلي غولدين يطالب الحكومة بعدم المصادقة على اتفاق مع حماس

 

– رام الله/ غزة – من فادي ابو سعدى – نشرت وسائل الإعلام الإسرائيلية، تقارير تشير إلى قرار حماس والجهاد الإسلامي “تهدئة” مسيرات العودة بغية إعطاء فرصة للمباحثات التي تجريها مصر للتوصل إلى تهدئة في القطاع. فقد كتب موقع “YNET” التابع لصحيفة “يديعوت أحرونوت” أن حماس والجهاد الإسلامي أعلنتا أن “مسيرات العودة وكسر الحصار عن قطاع غزة”، التي تُقام كل يوم جمعة في منطقة الحدود بين إسرائيل والقطاع منذ يوم 30 آذار الفائت، ستستمر حتى تحقق أهدافها ومن خلال الحفاظ على شعبيتها وسلميتها.

وقال الموقع أن هذا الإعلان جاء في سياق بيان صدر في ختام اجتماع عُقد بين الحركتين في غزة، يوم الخميس، تضمن تثمين الجهود التي تبذلها مصر وقطر والأمم المتحدة من أجل التخفيف من معاناة سكان القطاع وتحقيق تطلعاتهم لإنهاء الحصار. كما تم الترحيب بهذه الجهود مع تأكيد الاستعداد لتقديم كل ما يلزم من أجل إنجاحها.

وعُقد الاجتماع بين الحركتين برئاسة إسماعيل هنية، عن حماس، ونافذ عزام عن الجهاد الإسلامي، في الوقت الذي يقوم وفد أمني مصري رفيع المستوى برئاسة مسؤول ملف فلسطين في المخابرات العامة اللواء أحمد عبد الخالق بزيارات مكوكية بين غزة ورام الله والقدس من أجل التوصل إلى تهدئة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل وتخفيف الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ أكثر من 10 سنوات.

في سياق متصل، يكتب موقع YNET، أن مسؤولا كبيرا في “الهيئة العليا لمسيرات العودة”، قال للموقع (الخميس)، إن هذه الهيئة التي تضم ممثلي الفصائل الفلسطينية توافقت على أن تكون تظاهرات “مسيرات العودة” اليوم (الجمعة) هادئة بغية إعطاء فرصة للمباحثات التي تجريها مصر والرامية إلى التوصل إلى تهدئة في مقابل تخفيف الحصار الإسرائيلي.

وأضاف هذا المسؤول، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أنه تم التوافق في إطار الهيئة العليا على مواصلة حشد المواطنين في “مسيرات العودة” ومنح فرصة لنجاح الجهود المصرية للتهدئة ورفع الحصار وأن تكون أحداث الجمعة هادئة. وقال: “سنحافظ على سلمية المسيرات وشعبيتها وعلى وقف البالونات الحارقة وتقليل إشعال الإطارات المطاطية”، وأشار إلى أن الهيئة ستعقد يوم الأحد القريب، اجتماعاً لتقويم الأوضاع الميدانية واتخاذ الخطوات المناسبة.

الجهاد الإسلامي

في السياق نفسه تنشر “هآرتس” أن خليل الحية، نائب زعيم حماس في القطاع يحيى سنوار، تحدث عن تقدم في المحادثات بهدف تحقيق الهدوء مع إسرائيل. وقال: “نحن نقترب من نقطة تحقيق نجاحات في أعقاب مسيرات العودة، ونحن نتوقع بشائر جيدة ستؤثر لصالح الجميع. نحن نتعقب الوعود التي قُطعت على الشعب الفلسطيني من خلال الوسطاء، إسرائيل الآن في اختبار، ونحن نقول للعالم أن المواكب ستستمر حتى نهاية الحصار، وإذا انتهى، سنغير استراتيجيتنا فيما يتعلق بكفاحنا “.

وطبقاً لمسؤول في الجبهة الشعبية، حضر اجتماع ممثلي الفصائل الفلسطينية والوفد المصري، فإن المسيرات على حدود غزة ستتوقف في غضون ثلاثة أسابيع إذا ما أوفت إسرائيل بوعودها لتخفيف الحصار عن قطاع غزة. وقال المسؤول الكبير الذي تحدث مع “هآرتس” إن المصريين سيكونون مسؤولين عن كبح الرد الإسرائيلي على المظاهرات في الأسابيع الثلاثة القادمة. ودعت اللجنة المنظمة للمسيرات، الخميس، للمشاركة الجماعية فيها، مع الحفاظ على مبدأ الاحتجاج غير العنيف.

وقال المتحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي، داود شهاب، إن المسيرات ستستمر في شكل مختلف، لكنه لم يفصّل. وتشير التقديرات إلى أنه يشير إلى الاتفاقات المبرمة مع مصر، والتي بموجبها سينخفض مستوى العنف في المظاهرات. وقال عضو اللجنة المنظمة للمظاهرات ماهر مزهر لوكالة “سوا” للأنباء في غزة، إن أعضاء الوفد المصري سيقومون بجولة في المخيمات بالقرب من السياج ومراقبة المظاهرات.

في الوقت نفسه، نشر موقع “هآرتس” أن حوالي 7000 فلسطيني شاركوا بعد ظهر الجمعة، في مظاهرات جرت في عدة مواقع بالقرب من السياج الأمني في قطاع غزة. ووفقاً للتقارير الفلسطينية، فإن معظم المتظاهرين لم يقتربوا من السياج وظلوا في الغالب في منطقة المعسكرات على بعد 700 متر تقريباً. ومع ذلك، وبحسب الجيش الإسرائيلي، فقد وصل حوالي نصف المتظاهرين إلى المنطقة المجاورة للسياج، وبقي نصفهم الآخر في مناطق بعيدة ولم يواجهوا قوات الأمن. كما ذكر الجيش أن قواته استخدمت وسائل تفريق المظاهرات، بما في ذلك نيران القناصة.

وأفاد الهلال الأحمر الفلسطيني أن 87 متظاهراً أصيبوا في اشتباكات مع قوات الأمن. ووفقاً لوزارة الصحة الفلسطينية، تم نقل 32 من الجرحى إلى المستشفيات في قطاع غزة، وأن سبعة منهم أصيبوا بالذخيرة الحية، وواحد بالرصاص المطاطي والبقية باستنشاق الغاز المسيل للدموع. وأضافت الصحيفة أن حالة الجرحى غير معروفة، ولكن لم يتم الإبلاغ عن إصابات خطيرة، وقالت إن هذا عدد قليل نسبيا من المصابين مقارنة بعدد الجرحى في مظاهرات الأسابيع الأخيرة. ووفقاً لتقارير في غزة، فقد وصل الوفد الأمني المصري إلى مخيم البريج الشرقي لمراقبة الأحداث عن كثب.

 

وقال مصدر سياسي بارز في حاشية رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، إلى بلغاريا، ظهر الجمعة، إنه يجب استنفاد إمكانية التوصل إلى اتفاق من شأنه تحسين الوضع الإنساني الصعب في قطاع غزة. وقال: “نجحنا في حل الأمر مؤقتا على الأقل عن طريق هذه الترتيبات، سواء فيما يتعلق بالوقود (إدخال الوقود الذي تموله قطر)، وفيما يتعلق بالرواتب الخاضعة للرقابة [لمسؤولي حماس في قطاع غزة]. لقد كان الأمر قريبا من عدم التنفيذ، وربما يفشل. ربما يفشل بعد ساعة أخرى – ونحن مستعدون للاحتمال الثاني – أي إذا انفجر الأمر، فإننا مستعدون لممارسة قدر كبير من القوة.

 

ووفقاً للمصدر السياسي، فإن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس هو الذي “أخذ المال” ومن الأفضل أن يقوم بتحويل الرواتب إلى مسؤولي حماس في قطاع غزة. وأضاف: “في الوقت الحالي، هناك رغبة قطرية، وعلينا أن نتأكد من عدم دفع الرواتب للعناصر الإرهابية، وهذا أيضا يخضع لنتائج الجهود الرامية إلى تحقيق الهدوء”.

 

في السياق، تنشر “يسرائيل هيوم” أن سمحا غولدين، والد الجندي الإسرائيلي هدار غولدين، الذي تحتجز حماس جثته منذ حرب 2014، ناشد وزراء الحكومة عدم دعم الترتيب لوقف إطلاق النار مع حماس دون إعادة جثث الجنود الذين تحتجزهم الحركة.

وفي رسالة شخصية وجهها إلى الوزراء، كتب غولدين: “بصفتك عضوًا في مجلس الوزراء، لا يمكنك العودة إلى تفاهمات عملية الجرف الصامد قبل أن تعيد حماس الجنود الذين قتلوا واختطفوا نتيجة “للتفاهمات” ونتيجة “لوقف إطلاق النار”. أنت تعلم أن وقف إطلاق النار لم ينته لأن الأولاد لم يعودوا إلى ديارهم. إذا صوتت مرة أخرى لاتفاق وقف إطلاق النار مع حماس، دون تصحيح إخفاقات وقف إطلاق النار السابق، فإنك تعرض جنود الجيش الإسرائيلي للخطر وتكرر بشكل إجرامي إخفاق عام 2014. دمهم في رأسك، حتى لو قمت بتغطية مصطلح “وقف إطلاق النار” وأطلقت عليه “تفاهمات” أو “هدوء أمني”. مواطنو دولة إسرائيل ليسوا أغبياء. خذ هذا في الاعتبار، في حساباتك الأخلاقية، وفي الحسابات السياسية”.

كما كتب البروفيسور غولدين أنه شعر بخيبة أمل عميقة لأن إسرائيل لم تعمل مقابل قطر لإعادة الأولاد من غزة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق