السلايدر الرئيسيتحقيقات
“بروباغندا” قطرية لخدمة تركيا حول منافستها لمصر كمركز إقليمي في غاز المتوسط
شوقي عصام
– القاهرة – من شوقي عصام – “بروباغندا” جديدة تخوض فيها قطر، من خلال أذرعها الإعلامية، موجهة إلى القاهرة، تستهدف مشروع تحول مصر إلى مركز إقليمي لإثالة وتوزيع الغاز في منطقة شرق المتوسط، التي تحتوي على كميات ضخمة من أكبر احتياطيات الغاز في العالم، وهو المشروع الذي انطلق بحقل “ظهر” ويستكمل بحقول أخرى، يتم العمل على الاستثمار في آبارها البحرية، من خلال شركات إيطالية وإنجليزية، وهو المشروع الذي بدأ بالغاز الواقع في مياه فلسطين المحتلة، والذي سيدخل عبر إسرائيل في المركز الإقليمي، الذي ستكون مصر محوره، ومعه غاز لبنان، قبرص، اليونان.
وتحدثت محطات “الإخوان” الممولة من قطر التي تبث من تركيا، عن أن قطر أجرت مفاوضات لتستقبل غاز دول شرق المتوسط مع لبنان وقبرص واليونان، وبالطبع هذه المحطات لم تذكر إسرائيل حتى لا تشوه الحملة البروباغندية، التي أرجع بعض المتخصصين في مجال الغاز، أنها تخدم حليفة قطر “تركيا”، التي عملت طوال الأشهر الماضية على المساس بالمشروع بعد أن أعلنت مصر عن انطلاقه، بجانب توقيع القاهرة عقود شراكة في الإثالة والنقل مع قبرص واليونان، وهما الدولتان اللتان تعاقدتا بالفعل مع شركات تنقيب عالمية، لبدء استخراج المخزون من احتياطاتها البحرية، وقابلت تركيا الأمر، بتهديدات عسكرية لهذه الشركات، خلال بدء عمليات التنقيب.
وأوضح متخصصون في مجال الغاز ، أن تركيا تحاول أن تدخل في هذا المشروع، بمواجهات مع اليونان وقبرص، بدعوى وقوع آبار الغاز المستكشفة في مياهها الإقليمية، بعد أن استخدمت نفس الأسلوب مع مصر، ولكن في توقيت متأخر، بعد أن أنتجت مصر بالفعل الغاز من آبارها، في الوقت الذي أوقفت فيه روسيا شحنات غاز توجه إلى تركيا منذ سنوات، تحت تأثير أزمة روسيا في أوكرانيا.
وأكد خبراء في مجال الغاز والنفط، أن الأمر لا يتعدى البروباغندا، في ظل عدم قدرة قطر على أن تكون مركزاً إقليمياً في شرق المتوسط، نظراً لبعدها الجغرافي، وعدم امتلاكها قدرات أن تكون مركزاً إقليمياً حتى في مكانها، على الرغم من أنها من أكبر الدول المصدرة، في ظل حجز مصر مكانها كمركز إقليمي في البحر المتوسط لعدة أسباب، منها، كونها تقع بين أكثر من قارة عبر مراكز اتصال بحرية، وذلك بحسب د. جمال القليوبي، عضو الجمعية المصرية للبترول.
وقال “القليوبي”، في تصريحات خاصة لـ”” ، إن مصر تمتلك قدرات على تصنيع المواد البترولية، سواء معامل تكرير أو مصانع بتروكيماوتات، أو مراكز غاز مسال، فضلاً عن امتلاك خط عربي قديم 1 و2 لنقل الغاز، بالإضافة إلى 11 ميناء مرتبطة بتصدير البترول والغاز، منها الطور، شرق وغرب بورسعيد، القصير، السويس، سفاجا، الإسكندرية، دمياط،السخنة، وامتلاك ربط قاري لخطوط الغاز من خلال الخط الذي يعد مع قبرص واليونان، بجانب الخط الآسيوي من الأردن، وأيضاً هناك 9 مراكز تكرير و11 مصنع بيتروكيماويات، وكوادر، تعمل في البترول لأكثر من 60 سنة.
وأوضح”القليوبي” أن قطر ليس لديها سوى مصنع قطر بتروليوم كومباني، وإمكانياتها هي خط الدولفين، الذي يسير من الأرصفة البحرية القطرية في بحر العرب، ثم الإمارات، البحرين، الكويت المملكة العربية السعودية، لافتاً إلى أن منطقة الاستقبال والمد للغاز في هذه المنطقة موجودة بالسعودية، ثم جنوب شرق العراق إلى سوريا، ثم المنطقة الأرضية المفتوحة لتركيا، وهي منطقة صعبة وعرة، بها حرب يصعب أن يمد لها خطوط، وهذا ما كانت تأمل به قطر في الماضي، بالاعتماد على الخط العراقي السوري الأوروبي.
أما مؤسس الخبير النفطي، ومؤسس هندسة البترول والطاقة بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، د. مجدي مكرم، فقال إن قطر لديها غاز، لكن موقع مصر يؤهلها لأن تكون المركز الإقليمي، في ظل كميات الغاز الموجودة في البحر المتوسط، في قبرص، اليونان، لبنان، إسرائيل، بجانب الكميات الأكبر في مصر، مشيراً إلى أن “نوبل أنيرجي”، هي التي تمتلك حق الغاز الإسرائيلي، ومصر تتعاون مع هذه الشركة، كمركز إقليمي، من خلال توقيع عقود بجانب ما وقع مع اليونان وقبرص.
وأشار “مكرم” في تصريحات خاصة لـ”” ،إلى أن قطر بعيدة عن هذه المنطقة بالبحر المتوسط، في ظل المقاطعة العربية، بينما مصر تمتلك أنابيب جاهزة للنقل إلى أوروبا، حيث يتم العمل حالياً بالنقل من ظهر إلى أماكن تسييل بشمال مصر، ثم التصدير والنقل إلى أوروبا، مشيراً إلى أن قطر لا تستطيع التوافق مع اليونان وقبرص، في ظل العلاقات الاستراتيجية مع مصر من جهة، وعلاقات قطر القوية مع تركيا، العدو لهذين البلدين الأوروبيين، وإذا كانت هناك علاقات قطرية مع إسرائيل، فالشركة الأمريكية ستكون خاسرة، لأنها هي التي ستتحمل أعباء النقل ومخاطره لقطر.