العالم
إيرانيون يرون في جديد العقوبات واقعاً معاشاً منذ عقود
– يرى بعض الإيرانيين أن الحزمة الأخيرة من العقوبات الأمريكية التي تستهدف قطاع النفط الحيوي كانت واقعاً يومياً معاشاً حتى قبل دخول هذه العقوبات حيز التنفيذ الاثنين.
ويؤكد فرزاد المتقاعد البالغ من العمر 65 عاما “لا أحتاج إلى نشرات الأخبار لتعلمني أن العقوبات بدأت. أشعر بها في عظامي”.
وقال لوكالة فرانس برس لدى توجهه إلى سوق تجريش الشعبي في شمال طهران “أي شخص يذهب إلى السوق لشراء حاجياته الأساسية سيشعر بالعقوبات مباشرة”. وتم تطبيق آخر حزمة من العقوبات على إيران الاثنين حيث استهدفت القطاعين النفطي والمالي بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في أيار/مايو الانسحاب من الاتفاق النووي الذي أبرم عام 2015.
وبعد شهور من الاهتزازات الاقتصادية الناجمة عن هذا القرار، جزئيا بسبب الضغوط الأمريكية لكن أيضا نتيحة وجود مشكلات قديمة يعاني منها الاقتصاد المحلي والقطاع المصرفي، لم يدب الخوف في نفوس الكثير من الإيرانيين عندما فرضت العقوبات الأخيرة.
وقالت المحاضرة الجامعية المتقاعدة سوغند “لطالما كانت هناك عقوبات، منذ قرابة 40 عاما، لا جديد في ذلك”.
وأضافت “أمريكا تملك النفوذ لذا فإنها تتنمر على الجميع وليس علينا فقط، إنهم يتنمرون حتى على الأوروبيين”.
وبدا المزاج العام المخيم على إيران خليطا من الكآبة والقلق والتحدي والغضب.
وقال مهدي ميرزاي “لا دخل لأمريكا في ما نقوم به”.
“مئة عام”
وتأتي نبرته التي غلب عليها طابع التحدي بالرغم من الصعوبات الشخصية الكبيرة التي يواجهها بعدما أُجبر على إغلاق مشغل الأقمشة الذي يملكه جراء ارتفاع أسعار الصوف.
وقال “أمريكا تستهدفنا منذ مئة عام، لكننا لن نصبح خدما لهم”.
وفي هذا السياق، أكد آخرون أنهم شعروا بأنهم كانوا ساذجين عندما تأملوا بأن عزلة بلدهم الدولية ستنتهي بتوقيع الاتفاق النووي مع الدول الست الكبرى بما فيها الولايات المتحدة عام 2015.
وقالت فيريشته سفرنزهاد، وهي مدرسة تبلغ من العمر 43 عاما “عندما تم التوقيع على الاتفاق النووي، فرحنا كثيرا. اعتقدنا أن الأمور ستتغير نحو الأفضل”.
وأضافت “لكن مع الأسف، تم التعامل معنا بلا احترام من قبل الحكومتين الأمريكية والإيرانية. لم يكن الأمريكيون ملتزمين يوما بالاتفاق بينما لم تنفق الحكومة الإيرانية الأموال التي جنتها منه على الشعب”.
لكنها أكدت أن الإيرانيين لم ينتظروا حلاً سريعاً لمشكلات بلدهم الاقتصادية. وأوضحت “المشكلة هي أن الاقتصاد الإيراني كان مريضاً أصلاً. فحتى ولو رفعت العقوبات فوراً، سيستغرق علاجه سنوات”.
وأما بالنسبة لآخرين، فالرهان خاسر بجميع الأحوال.
وقال فرزاد “لا يمكنك محاولة إصلاح الأمور عن طريق التجربة والخطأ. الحكومة تحاول على مدى الأعوام الأربعين الماضية وقد فشلت. إنهم بكل بساطة غير قادرين على أداء هذه المهمة. عليهم الاستقالة وإفساح المجال لمن بإمكانهم القيام بها”. (أ ف ب)