– باريس – من أحمد كيلاني – قالت صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية في مقال بعنوان “ترامب يلعب برئاسته”، إنه بعد عامين من انتخاب دونالد ترامب المفاجئ كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية، تأتي انتخابات التجديد النصفي للكونغرس الأمريكي التي ستجري اليوم الثلاثاء لتحدد ملامح العامين القادمين للرئيس في البيت الأبيض، حيث يدرك ترامب أهمية التحدي الذي عمل على استثماره بالكامل في الحملة الانتخابية الحالية متعمداً اللعب بورقة الاستفتاء على شخصه.
وأوضحت الصحيفة أنه بعد أن وضع معظم التزاماته الرئاسية جانباً، أمضى ترامب الأسبوع الماضي وقته بالظهور مرتين أو ثلاثة كل يوم بهدف تعبئة أنصاره، حيث قال الأحد الماضي إن “هذه المسيرات الكبيرة هي أفضل ما قمنا به وان مستوى الحماس قوي جدا”.
وأشارت “لوفيغارو” إلى أنه على الرغم من الهجوم على المعبد اليهودي في بيتسبيرغ نهاية الشهر الماضي، لكن ترامب سرعان ما عاد لموضوعه المفضل وهو خطر الهجرة، المتمثلة في قافلة المهاجرين المتجهة للولايات المتحدة الأمريكية.
وأضافت الصحيفة أنه وفقاً لاستطلاع أجرته صحيفة “واشنطن بوست”، فقد ازدادت النسبة المئوية للجمهوريين الذين يشيرون إلى الهجرة باعتبارها مصدر القلق الأول في شهر واحد من 14 ٪ إلى 21 ٪ حيث يحتل الموضوع المركز الثالث بعد الرعاية الصحية والاقتصاد.
ولفتت “لوفيغارو” إلى أنه في مواجهة حملة ترامب، راهن الديموقراطيون على التنوع والوجوه الجديدة، موضحة أنه يمكن لهذه الانتخابات ان تغير جذرياً في شكل الكونغرس والمحافظات التي يهيمن عليها حتى الآن من قبل الرجال البيض 69 بالمئة، حيث يقدم الديموقراطيون 293 من النساء والمرشحات الأمريكيات من أصل إفريقي وأميركي لاتيني وآسيوي، بينما يقدم الجمهوريون 109.
وقالت الصحيفة إن الديمقراطيين يعملون لتفادي المواجهة المباشرة مع الجمهوريين وتجنب الإجابة عن سؤال الهجرة، إذ ركزوا خطاباتهم حول الدفاع عن الرعاية الصحية.
وتابعت “لوفيغارو”، لكن المخاطر تبدو أكبر من ذلك بكثير، وذلك عندما قال الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما “إنها هوية بلدنا التي تظهر في صناديق الاقتراع”، في حين قالت “صحيفة واشنطن” بوست ان “السؤال المهيمن يتمحور حول أسلوب حكم ترامب المثير للشك والاضطهاد”.
وأشارت الصحيفة إلى أن التكهن الأكثر شيوعاً هو أن الديمقراطيين يمكنهم الفوز بأغلبية في مجلس النواب بينما يبقون أقلية في مجلس الشيوخ، لافتة إلى أنه منذ نهاية الحرب العالمية الثانية فقد الرؤساء في المتوسط 26 مقعداً تمثيلياً و4 أعضاء في مجلس الشيوخ في الانتخابات النصفية.
وأوضحت “لوفيغارو” أنه إذا كان الاستفتاء على شخص ترامب قد أسفر عن خسارة كل من المجلسين، فسيكون لديه مثل سلفه باراك أوباما بعد عام 2010، إمكانية الحكم بواسطة المراسيم، وحق النقض، وحجة عجز الكونغرس، والتي غالباً ما أدت إلى إعادة انتخاب الرئيس المنتهية ولايته، أما إذا أنقذ أغلبيته المزدوجة في مبنى الكونغرس فسيصبح القائد العظيم للسياسة الأمريكية، الذي لا يمكن المساس به حتى نهاية فترة ولايته.