– باريس – من أحمد كيلاني – قالت صحيفة “لوموند” الفرنسية، إن الصينيين يبحثون عن مخرج من الحرب التجارية مع الولايات المتحدة الأمريكية، مضيفة أنهم يتساءلون عن تغيير نبرة واشنطن في الأيام الأخيرة ضدهم، وهل ذلك التغيير يعتبر مناورة ما قبل انتخابات التجديد النصفي للكونغرس الأمريكي أم أنه انعطاف حقيقي ؟
وأوضحت الصحيفة أنه في البداية جرت مكالمة هاتفية بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينغ في الثاني من نوفمبر الجاري، أدت إلى نقاش جيد جداً حسب ترامب الذي قال “أعتقد أننا سنصل إلى اتفاق مع الصين، وأعتقد انه سيتم التوصل إلى اتفاق جيد جداً مع الصين”، وذلك بشأن العلاقات التجارية بين البلدين، مشيرة إلى أنه من المقرر أن يلتقي الزعيمان لإجراء مباحثات على هامش اجتماع مجموعة العشرين في أواخر نوفمبر في الأرجنتين.
ولفتت “لوموند”، إلى تأكيد وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو في الخامس من الشهر الجاري بأن الصين من بين الدول الثماني التي سمح لها لمدة ستة أشهر بمواصلة شراء النفط الإيراني على الرغم من العقوبات التي فرضت في اليوم نفسه.
وأضافت الصحيفة أنه بعد ساعات قليلة علم أن بومبيو ووزير الدفاع جيمس ماتيس سيستقبلان يوم الجمعة المقبل نظيريهما الصينيين يانغ جيتشي “الشؤون الخارجية” ووي فينغ “الدفاع”.
وأكدت “لوموند” أن الصين لا تزال حذرة لكنها تبحث عن مخرج من الحرب التجارية مع الولايات المتحدة التي بدأت تعاني من آثارها، حيث قال نائب الرئيس الصيني وانغ تشي شان أثناء توجهه إلى سنغافورة في السادس من الشهر الجاري، إن “الصين مستعدة لتقديم اقتراحات مقبولة لحل نزاعاتها الاقتصادية والتجارية مع واشنطن”.
وقالت الصحيفة إن الصين ظلت بعيدة عن العقوبات الأمريكية المفروضة على إيران حتى قبل أن تعلم رسمياً أنها معفاة جزئياً، ربما لتجنب ارتفاع أسعار النفط الخام خاصة أثناء الانتخابات النصفية الأمريكية.
ونقلت “لوموند” عن الباحث في معهد ميريك الألماني والمختص بالشؤون الصينية جان ويدينفيلد قوله إن “الصين تشكو قليلاً وتربط بين المفاوضات التجارية مع الولايات المتحدة والعقوبات ضد إيران وأيضاً ضد كوريا الشمالية”، مضيفاً أنه “إذا كانت الصين المشتري الأول للنفط الإيراني، فإن إيران ليست المزود الرئيسي لها، إذ أنها لا تعتمد كثيراً على إيران ويمكنها أن تستمر في تنويع مصادرها”.
وأوضحت الصحيفة أنه بالنسبة للحكومة الصينية لم يكن هناك أي مجال لوقف أي استيراد للنفط الخام الإيراني، حيث قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشون يينغ “نعتقد أن تعاون الصين الطبيعي مع إيران بموجب القواعد الدولية قانوني وشرعي ويجب احترامه”.
كما نقلت “لوموند” عن وانغ جين الباحث في مركز الأبحاث الصيني تشارشار قوله إن “إيران شريك هام للصين، خاصة في إطار مشروع طريق الحرير”، مضيفاً أن “الصين مثل الهند في هذا الشأن، لا تستطيع الاستغناء عن النفط الإيراني في المستقبل المنظور”.
وأشارت الصحيفة إلى أن أستاذ العلاقات الدولية في جامعة الشعب في بكين شي ينهونغ يعبر عن نفس الرأي بقوله ان “من المستحيل تقنياً الاستغناء عن النفط الإيراني وأن شركات النفط الصينية ستعاني من العقوبات”، لافتة إلى أنه بالنسبة لجميع الخبراء ستسعى الصين إلى كسب الوقت أو حتى الالتفاف على العقوبات من خلال بعض المؤسسات المالية.
وقالت “لوموند” إنه إذا كان الصينيون يرون في المسألة الإيرانية فرصة لتعزيز التعددية إلى جانب الأوروبيين ، فإن جان ويدينفيلد أكثر تشككاً حيث قال “في هذه المسألة، لا يوجد تنسيق، بل منافسة بين أوروبا والصين، وان الاستثناءات تزيد من الانقسامات بين البلدان”.