السلايدر الرئيسيشرق أوسط
سيول الاردن الجديدة بين الغضب الالهي ونزعات نحو التطرف وكشف عورة الحكومة
رداد القلاب
– عمان – من رداد القلاب – في الوقت الذي أعلن فيه الاردن عن حصيلة ضحايا سيول اجتاحت منطقة ضبعة الواقعة على الطريق الصحراوي، جنوبي الاردن وبالتزامن اجتاحت سيول اخرى قرية مليح – الفقيرة – جنوب محافظة مأدبا ووادي الهيدان، مساء يوم الجمعة الفائت، واقالة وزيرا التربية والتعليم والتعليم العالي والبحث العلمي د.عزمي محافظة ووزيرة السياحة والاثار لينا عناب ، وتحميلهم المسؤولية الاخلاقية عن فاجعة البحر الميت اثر الفيضانات التي اجتاحت المنطقة قبل نحو 11 يوماً.
وقبل ان يهدأ الرأي العام على فاجعة الفيضانات، ظهر جدل واسع على ساحة وسائل التواصل الاجتماعي، الاردنية ، نحو توصيف الفيضانات التي شهدتها المملكة فيما عرف بفاجعة البحر الميت والتي راح ضحيتها 21 وفاة و35 اصابة ثم فيضانات وفيضانات – مليح ، ضبعة ، وادي الهيدان – الجمعة الماضي، التي خلفت 12 وفاة بينهم – منقذ،من جهاز الدفاع المدني -، الجدل الاردني تضمن فريق يتحدث عن ان هذه الفيضانات عقاب رباني جراء مشاهد الفسق والفجور في المجتمع واما الفريق الثاني يدحض هذه الافكار ويصنفها بانها كوارث طبيعة تحدث في اي مكان.
وتورد ” ” جزء من رصد العديد من المنشورات والردود عليها على سبيل المثال وليس الحصر ، ما ينذر بانقسام عمودي حاد – لاسمح الله – في الاردن .
وعجت وسائل التواصل الاجتماعي الأردنية ، بتعليقات على الحادث وانقسم المجتمع انقساما حادا، حيث ، يستشهد عبدالله – اسم مستعار – ، بآيات قرآنية كريمة ” ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ” الآية (41) من سورة الروم ، ويضيف عبدالله :”ان ما يحصل في بلادنا من سيول جارفة وارواح تزهق هي رسالة من الله عزوجل، لنعود إلية ، لنرجع إلية ،فلينظر كل منا لما قدم ويتوب إلية توبة نصوحة “.
ويرد سليمان – اسم مستعار – :”هل تعلم عزيزي ان لاس فيجاس (مدينة الذنوب) لم يحصل فيها فيضان او زلزال او بركان ؟ عجيب “.
الى ذلك وبنفس السياق ، يؤكد خبير الجماعات الارهابية الكاتب حسن ابو هنية لـ” ” في حديث سابق ، ان الاردن بيئة حاضنة للافكار المتطرفة وان لم تكن منظمة تغذيها السياسات الحكومية والاوضاع الاقتصادية في البلاد، ما يدعو الى الحذر من الانفجار في اي وقت.
وبحسب ابو هنية ، ان هذه الخلايا النائمة او ما يسمى “الذئاب المنفرد” وان لم تكن منظمة مع احد التنظيمات الارهابية الا انها تجتهد وتعتبر نفسها تقوم بواجبها الديني تجاة الله في مسألة ما .
وظهر ذلك الانقسام المجتمعي ، وسط لامبالاة رسمية وحكومية تجاة الازمة الحقيقة وليس الفيضان ، وذلك بعدما ظهر على وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة وفي الافراح والاتراح الاردنية المختلفة ، التي رافقت فاجعة البحر الميت قبل نحو 11 يوم ، ان هذا غضب رباني ، لان البحر الميت ” بحيرة لوط ” وهم القوم الذين اهلكهم الطوفان لسوء اعمالهم ، وجاء هذا الحديث على لسان خطيب يوم الجمعة التي تلت الحادث في احد مساجد العاصمة عمان :”ان البحر الميت يمر منه الانسان مسرعا لان الله هلك قوم لوط ، لا للزيارة والاستمتاع وسياحة المغامرة ..”.
وبنفس الاطار ، أعلنت وزيرة الدولة لشؤون الاعلام والاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة الاردنية جمانة غنيمات عن ارتفاع حصيلة ضحايا السيول والامطار الغزيرة التي تعرضت لها المملكة مساء الجمعة إلى وفاة 12 شخصا، بينهم أحد غطاسي كوادر الدفاع المدني، قضى في “الوحل” .
وأعلن الديوان الملكي تنكيس الاعلام واعلان الحداد الرسمي في البلاد ، حدادا على ارواح ممن قضوا في فيضانات الجمعة الماضي ، كما اعلن الديوان الملكي ، ان العاهل الاردني عبدالله الثاني المتواجد في الولايات المتحدة لحصولة على جائزة دولية ، إطمئن عن البلاد من ولي العهد نجلة الحسين .
وشاركت طائرات وناقلات جنود ومدرعات الجيش العربي الاردني مع منتصف ليلة امس وفجر السبت التحرك في المناطق المنكوبة بالعاصفة المطرية والسيول والجارفة بحثا عن ناجيين او جثث المفقودين.
واعلن مدير التوجيه المعنوي في القوات المسلحة الاردنية العميد عودة الشديفيات ، تم اخلاء من تقطعت بهم السبل وداهمت المياه بيوتهم الى مدارس تابعة للثقافة العسكرية خصوصا في منطقة الجنوب – الجفر ، اضافة الى مشاركة آليات الجيش بدأت المساعدة بالتنسيق مع بقية الاجهزة الامنية في البلاد.
ووجه اعضاء برلمان وشيوخ عشائر ورجال دين في مناطق البادية الجنوبية ومعان والعقبة والجفر نداءات استغاثة للإحتياط بسبب وصول سيول الامطار إلى مناطقهم المأهولة خصوصا بالقرب من الأودية وبعيدا عن المرتفعات.
وفتحت السلطات جزئيا الطريق الصحراوي الدولي الرابط بين شمال المملكة وجنوبها وشوهدت آليات ثقيلة تتبع للجيش تزيل السيارات العالقة وتوفر الملاذ للسياح الأجانب حيث تم تأمين ونقل نحو 4 الاف سائح على الاقل من المناطق المتضررة.
وكشفت الحكومة الاردنية ، انها تواصلت مع سفير “اسرائيل ” في عمان أمير فايسيرود والسفير الاردني في تل ابيب غسان المجالي والجيش الاردني، لمعرفة مصير نحو 7 “اسرائيلين ” فقدوا الاتصال مع عائلاتهم بسبب سيول الاردن في منطقة البترا السياحية جنوب البلاد ، بحسب مصادر صحافية ، وقالت الناطق باسم الحكومة الاردنية جمانة غنيمات :تبين بعد عملية البحث العثور على اثنين فقط .
بالتزامن يتحدث اردنيون بشكل غير رسمي عن عدد المفقودين قد يفوق البلاغات الرسمية حتى الان خصوصا وان السبل تقطعت في الكثير من المواطنين في المناطق الصحراوية والمنخفضة.
وادار رئيس الوزراء د. عمر الرزاز ووزيرا الداخلية سمير مبيضين والدولة لشؤون الاعلام والاتصال جمانة غنيمات وكبار المسئولين في غرفة العمليات في مركز الازمات الوطني في محاولة لإدارة جهود الإسعاف وبنفس الوقت اعلان الاستمرار في عقد مجلس ادارة الأزمات لحين انتهاء عمليات البحث عن ناجين .
واعلنت جامعات اردنية حكومية وخاصة ، تعليق الدوام يوم امس السبت، بسبب الحالة الجوية، وخوفا من حدوث طارئ للطلاب، كذلك قامت وزارة التربية والتعليم بتعليق دوام المدارس التي تنتظم في الدراسة ايام السبت .