السلايدر الرئيسيتحقيقات
الأردن: وسط تخبط رسمي.. جماعة متطرفة تعلن “الحرب على العلمانية” وتوجه التحية لوزارة الداخلية
– عمان – رداد القلاب – تعيش الحكومة الاردنية حالة ارباك شديدة، فيما يخص الجريمة السياسية، و الاعتداء على امين عام منظمة مؤمنون بلاد حدود في الاردن، يونس قنديل، من قبل مجهولين اقتادوه الى احراش الرصيفة التابعة لمحافظة الزرقاء وسط البلاد ،وعذبوه وكتبوا على ظهره “اسلام بلا حدود ” .
واتهم مقربون من الضحية قنديل، الاجهزة الامنية ، بالتلكؤ بالشكوى التي تقدم بها قنديل سابقا وقبل الحادث بايام والتي تفيد بتعرضه للتهديد بالقتل، مشددين على الخطورة الكامنة في اقتياد مواطن وسط العاصمة من قبل مسلحين ملثمين من الى مدينة الرصيفة التي تبعد نحو 30 كيلومتر .
واكد هؤلاء على ان قنديل ، قام بالاتصال مع الشرطة وبعث لهم موقعه “Location ” عبر هاتفه النقال ، الذي استُدل على مكان وجودة بعد 8 ساعات من الاختطاف والتعذيب.
وشددوا على ان الموقف يتطور بمنحنى خطر بالتزامن مع اعلان جماعة متطرفة عبر صفحة على وسائل التواصل الاجتماعي “فيسبوك ” تطلق على نفسها اسم “درع ” ، تعلن قيادة الحرب ضد العلمانية ، بالاضافة الى عشرات الصفحات التي تحمل اسماء وهمية واخرى تحمل اسماء مؤسسات اعلامية اردنية ونائب اردني سابق ، اعلاميين اردنيين، وسط صمت وقصور وزارة الداخلية الاردنية ومديرية الامن العام – المسؤولة عن رصد صفحات التواصل الاجتماعي المسيئة والتي تحمل “إشاعات ” .
إلى ذلك استمعت وحدة الجرائم الالكترونية التابعة لمديرية الامن العام الاردني ، إلى شهادة رئيس مركز مسارات تنوير المهندس رائد الخطيب وعضو منظمة مؤمنون بلا حدود معاذ بني عامر ،حيث أشاروا للوحدة عن الصفحات الفيسبوكية التي تهاجم العلمانية تدعو الى التطرف والقتل ، منها “جماعة درع” المتطرفة وصفحات تعود الى مؤسسات منها اعلامية وصفحات باسماء حقيقية منها نائب سابق وصفحات تعود لاشخاص وجهات وهمية .
من جهتها حاولت ” ” مراراً التواصل مع وزارة الداخلية ومديرية الامن العام ، ولم نفلح بالوصول لإجابة حول تقدير الموقف ، وماذا بشأن هذه المجموعات ؟ .
ورداً على سؤال ” ” المتضمن ما يدور على صفحات التواصل الاجتماعي ، قالت وزيرة الدولة لشؤون الاعلام والاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة جمانة غنيمات : ان الحكومة ، لا علم لديها بهذه الجماعة وانها تنتظر نتائج التحقيق في القضية “.
ويبدو ان الحكومة الاردنية اكتفت بالزيارة التي قام بها وزير الشباب والثقافة محمد ابو رمان لـ قنديل في المستشفى واكد ان الزيارة بايعاز من الرئيس الرزاز وان الحكومة تنبذ العنف والفكر المتطرف”.
وبالعودة الى “جماعة درع” المتطرفة التي نشرت قسما للجماعة تحت عنوان ” اردنيون ضد العلمانية ” وتضمن القسم “أقسم بالله العلي العظيم ، ان اقف في وجه العلمانية ، مدافعاً عن ديني ، ومعتقداتي ، ما دام القلب ينبض واللسان ينطق “.
وأعلنت “جماعة درع ” الالكترونية عن مراحل الحرب على العلمانية بـ:
1 – التخطيط الاستعداد والتجهيز
2- التدريب والتحضير
3 – الحشد والتأييد
4 – التقدم نحو العدو
5 – طرد العلمانية
6 – إقامة النظام الاسلامي
7 – تحسين حياة المجتمع .
وبنفس الاطار وجهت “الجماعة المتطرفة ” التحية الضمنية الى وزير وزير الداخلية الاردني سمير مبيضين ، الذي قرر منع إقامة مؤتمر منظمة مؤمنون بلا حدود قبل نحو 12 يوما ، اثر تدخل من النائب ، عضو حزب جبهة العمل الاسلامي ، عضو كتلة الاصلاح النيابية ، ديمة طهبوب ، بتهمة ان المؤتمر يسئ للذات الالهية وتضمنت تحية “درع “:”تم منع فعاليات “تعهًر ” المجتمع بجهود المخلصين في هذا البلد المبارك “.
وجاء في منشور “جماعة درع ” :”تعهًير ” المجتمع أصبح غاية بل ضرورة عند بعض الجهات والتي لانعلم من يشرف على نشاطاتها ودفعها ، والترويج لفعالياتها : حفل “قلق” كان حلقة من حلقات المتابعة ثم تبعه “كفار بلا حدود ” ثم تبعه حفل في اربد “شمالي البلاد” وحفل البلقاء “وسط البلاد ” كان سيحضره شاذً مثليً.
واضاف المنشور “الفيسبوكي”، والذي حمل تعليقات بالاسماء الصريحة والمجهولة ايضاً ، ان الحفل الاول “قلق ” مضى بغفلة وبمخادعة المنظمين وتم منع البقية بجهود المخلصين في هذا البلد المبارك .
وقال المنشور : خلاصة الامر : نحن اليد الضاربة ونحن اليد الثالثة للدولة ولن نسمح لاصحاب الاجندات ان يدمروا بقية الاخلاق والقيم المتبقية.
وطالبت الجماعة المتطرفة اعضائها ، بالرفض وقالت : “علموا ابنائكم ان مستقبلهم بيد الله وحدة” و”ان الحوارات والتنوير المزعومة ماهي الا حركة تدمير ممنهج ” وأضافت “علينا جميعاً (دولة ومؤسسات وعشائر وافراد ) التصدي لحركة التعهًير والفجور “.
وأطلقت الجماعة المتطرفة على صفحتها الالكترونية هشتاغ تحت عنوان #العلمانية_مرض
وفي ذات الاطار احتج النائب عضو كتلة الاصلاح الاسلامية المحامي صالح العرموطي وبشدة وحاول وقف النائبان اعضاء كتلة معا المهندس خالد رمضان والنائب قيس زيادين ، عن الحديث داخل البرلمان الاردني ، حول ما تعرض له المواطن – امين عام منظمة مؤمنون بلا حدود يونس قنديل – من اقتيادة من قبل مجهولين وايذائه ، ما يؤشر الى منزلقات خطيرة.
وبحسب رئيس مجلس ادارة تلفزيون المملكة شبه الرسمي ، الكاتب في صحيفة الغد الاردنية ، فهد الخيطان في مقاله اليومي امس :”كل المؤشرات تفيد بان التيار الوسطي والمعتدل بدأ يخسر المعركة لصالح ثقافة التطرف والكراهية ونبذ الاخر ، يحفزها انقسامات عميقة مسكونة بكل الهويات الفرعية وتمثل وسائل التواصل الاجتماعي منقة الاطلاق لها “.
وتطورت الحالة الاردنية في ظل قصور رسمي وارتباك ، بعدما اعلنت صفحات فيسبوكية الحرب على العلمانية.
ومن جهتها لم تتوقف حالة الارباك على وزارة الداخلية ومديرية الامن العام بالذوت بالصمت حول الاسئلة.