السلايدر الرئيسيشرق أوسط

نتنياهو: لا يوجد حل سياسي مع غزة مثلما لا يوجد حل سياسي مع داعش

فادي ابو سعدى

– رام الله – من فادي ابو سعدى – كتبت صحيفة “هآرتس” أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قال في مؤتمر صحفي عقده في باريس إنه “لا يوجد حل سياسي مع غزة كما هو الحال مع داعش”. وقال إن إسرائيل كانت “على بعد خطوة من تفعيل القوة القصوى” في قطاع غزة. وأضاف: “إنني أفعل كل ما بوسعي لتجنب الحرب غير الضرورية. كل حرب تجبي الضحايا، وأنا لا أخاف من الحرب إذا كانت ضرورية، لكنني أحاول منعها إذا لم يكن ذلك ضروريا”.

وأشار نتنياهو إلى دخول الأموال القطرية إلى غزة وقال إنه عمل “بكل الطرق من أجل إعادة الهدوء لسكان غلاف غزة ومنع الانهيار الإنساني”. وفي رده على سؤال حول معالجة إسرائيل لمسألة الأسرى والمفقودين وما إذا كان قرار السماح بدخول الأموال والوقود إلى القطاع لا يتعارض مع سياسته المعلنة أنه لن يجري الحوار مع حماس، قال نتنياهو: ” نحن لا نتخلى عن الأسرى والمفقودين، هذا هو أول شيء. لكننا قسمنا قرارات مجلس الوزراء إلى رتبتين، الهدوء والترتيب. الأسرى والمفقودون لا ينتمون إلى الهدوء، هكذا كان الحال في المجلس الوزاري السياسي – الأمني. هذه المسألة تتعلق بمسألة الترتيب، التي لا تزال مطروحة أمامنا. لا أعرف ما إذا كنا سنصل إليها.

بالنسبة للرؤية بشأن غزة، أضاف “لا أستطيع أن أقوم بتسوية سياسية مع هيئة تقوم أيديولوجيتها على تدميرنا، هذا واضح وضوح الشمس. هناك عدة خيارات، الأول هو الاحتلال والاستبدال أو البقاء، أو توجيه ضربات مبرحة جداً تفهم حماس أنها ستتلقاها. الخيار الثاني هو الوصول إلى موقف سأسميه وقف إطلاق نار مطول، وهو نتيجة للردع. نحن نمنع الكثير من الأشياء. كما تعلمون، كانت هناك قنوات تهريب ضخمة في قطاع غزة. وقمنا بوقفها”.

وقال “بادئ ذي بدء، لتقليص قدرات حماس العسكرية ووضع أمامه حقيقة ضخامة الجيش الإسرائيلي، والإمكانية الأخرى هي السماح بنوع من الخروج من هذا الاختناق، وهو بالمناسبة ليس بسببنا. لم أقم أبدا بمنع دخول الشاحنات المحملة بالبضائع أو الملابس. هذه ليست سياستنا لأننا نحاول المنع بين السكان والسلطة في غزة، ونريد أن نمنع الانهيار الإنساني في غزة. ولا يوجد حل سياسي لغزة، وليس لدي حل لداعش، وليس لدي أي حل لإيران طالما أنها تعلن أنها تحاول تدميرنا. هناك أنظمة لا يمكن التوصل معها إلى تسوية سياسية، ولذلك يجب العمل ضدها، وهذا هو الوضع في غزة. طالما كانت حماس هي المسيطرة، فإن أفضل حل يمكن أن تصل إليه هو الهدوء”.

وسئل نتنياهو عما إذا كانت عملية الجرف الصامد في غزة، حرباً غير ضرورية، وما هو الفرق بين ما كان آنذاك وما يحدث اليوم، وما هي الخطة طويلة المدى لغزة، فقال: “الجرف الصامد لم تكن حربا غير ضرورية، لقد كانت بمثابة حرب أوقفت بالفعل هجوم حماس علينا، ونحن بكل بساطة سبقناهم، وكانت خطتهم قائمة على حفر الأنفاق وخطط أخرى – في الجو والبحر، على الأرض وتحت الأرض. لقد سبقناهم وفي الواقع ألغينا خطتهم. أعتقد أنه إلى حد كبير حماس انهارت، وفي الوقت الحالي، ما يقوض الاستقرار هو ليس تغييراً في ميزان الردع، بل انفجار داخلي في غزة يمكننا منعه، ربما.”

وأضاف نتنياهو: “أقولها في أبسط طريقة، في النهاية، أنت تقوم بجمع بعض رصيد الائتمان، ويجب عليك استخدامه في يوم ممطر، وأنا أفعل ذلك. مع العلم أن هذه هي مهمتي، ضمان أمن إسرائيل وتحصين مستقبلها. أعتقد أن الجرف الصامد لم تكن حرباً لا داعي لها، بل كانت ضرورية، لكنني لست خائفاً ولا أخشى الحروب.”

وسئل نتنياهو عن قرار المجلس الوزاري، قبل ثلاثة أشهر، إخلاء قرية الخان الأحمر، وما إذا حدث شيء منذ ذلك الوقت، فقال: “في مسألة خان الأحمر، نتفق تماماً على أن هناك سيطرة غير قانونية، يجب علينا إخلاءهم وسنقوم بإجلائهم. لقد قررت إعطاء فرصة أخرى للترتيب … إذا لم يتم التوصل إلى ترتيب، فسيتم إجلائهم. هل تريدين مني الإعلان مسبقا عن تاريخ محدد؟”

وسئل رئيس الوزراء الإسرائيلي عما إذا كانت إسرائيل تستطيع العمل بحرية مع دول الخليج طالما لم يتم توقيع اتفاق مع الفلسطينيين. فقال للصحفي: “هل تستطيع، أم هل تفعل ذلك؟ ما هو الجواب حسب رأيك؟” ووفقا له، فإن الطابو ضد إسرائيل يتآكل، مضيفا: “تقول الدول العربية إنها تفهم مدى تعنت السياسة الفلسطينية … لكنها تقدر قدراتنا، واقتصادنا، كما أنها تريد بناء اقتصادها”.

وفقا لنتنياهو، فإن “إسرائيل هي حامي أوروبا في الشرق الأوسط، ونحن لا نقوم فقط بملء الفراغ المادي، ولكن أكثر من ذلك بكثير. عندما ندافع عن أنفسنا، فإننا ندافع عن أوروبا، وأتوقع حدوث تغيرات في موقف أوروبا تجاهنا”.

وسئل رئيس الوزراء أيضا عن قضية الغواصات، قائلا إنه تصرف بلا شائبة. وقال إنه ينبغي انتظار اكتمال الإجراءات قبل الإشارة إلى توصيات الشرطة بمقاضاة بعض المقربين منه في هذه القضية. وقال “لم يكن هناك أي خلل في أي شيء فعلته” مضيفا أن وسائل الإعلام ما زالت تحاول ربطه بهذه القضية. “إنكم تبذلون جهداً عظيماً وقيماً من حيث المحررين لديكم، وتحاولون ربطي بالقضية، لكن ليس لي أي علاقة.”

وأضاف أن “من يقرر ما إذا كنت جديرا بالقيادة هو ليس أي واحد منكم (الصحفيون)، وإنما الجمهور الإسرائيلي. هو من يقرر ما إذا كنت أقود إسرائيل بشكل مسؤول أم لا.” ورفض نتنياهو الإجابة عندما سئل عما إذا كان على الجمهور أن يقلق من حقيقة اكتشاف فساد في واحدة من صفقات الشراء الأمنية الأكثر أهمية وتكلفة في إسرائيل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق