السلايدر الرئيسيشمال أفريقيا

التعتيم السياسي يمنع قوى المعارضة السياسية في الجزائر من اتخاذ قرار بشأن رئاسيات 2019

نهال دويب

– الجزائر – من نهال دويب – قررت قوى المعارضة السياسية في الجزائر, التريث في الكشف عن مواقفها من الانتخابات الرئاسية المقررة في شهر أبريل / نيسان القادم, بسبب التعتيم والغموض وعدم وضوح المعطيات السياسية في البلاد, أبرزها عدم صدور أي مؤشر من الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة يزيل الغموض القائم بشأن قراره في الترشح مجددا أو الانسحاب من المشهد السياسي.

وأربك هذا التعتيم المعارضة ونسف أحلام موالين ومعارضين بالترشح للانتخابات القادمة, وهو ما عبر عنه رئيس الحكومة الجزائرية السابق ورئيس حزب طلائع الحريات المعارض والمنافس الرئيس للرئيس بوتفليقة في الانتخابات الرئاسية في 2014, على بن فليس, السبت, في مؤتمر صحفي, قائلا إن ” التعتيم السياسي يمنعنا من اتخاذ قرار بشأن الانتخابات القادمة “.

واعتبر على بن فليس, اتخاذ قرار تشكيلته الحزبية بخصوص الانتخابات الرئاسية القادمة في هذه الظروف ليس بالأمر ” الهين ” ولا يتخذ بـ ” استخفاف “, موضحا في هذا السياق أن ” التعتيم الذي يعرفه المشهد السياسي يمنعنا من إجراء أي تحليل واضح ومن اتخاذ أي قرار “.

وبشأن الرئاسيات القادمة يرى المعارض الجزائري, على بن فليس, أن ” عام 2019 سيجسد الفارق والاختلاف القائم بين دعاة الجمود وانعدام الحركة والمنادين والمطالبين بالتجديد الوطني من جهة أخرى “, ويضيف قائلا إن ” سنة 2019 ستبلور الصراع القائم بين دعاة ما يسمى بشرعية الميدان وبين المدافعين عن الشرعية الشعبية, فالجزائر حاليا في حيوية للذهاب نحو الشرعية الشعبية “.

إلى ذلك تتجه أنظار المتتبعين للمشهد السياسي في البلاد نحو الأحزاب الإسلامية التي تسير نحو تشتت جديد بمناسبة الانتخابات الرئاسية المنتظرة بعد خمسة أشهر تقريبا.

حركة مجتمع السلم, أكبر الأحزاب الإسلامية في البلاد, قررت التريث في الإعلان عن موقفها بشأن الانتخابات الرئاسية القادمة, وقال القيادي في ” حمس ” كبرى الأحزاب الإسلامية, في تصريح لـ ” ” إن مجلس شورى الحركة سيعقد اجتماعه المقبل نهاية العام الجاري, ومناقشة ملف رئاسيات 2019 سيكون حسب المستجدات, لكن المجلس أبقى على مجم الخيارات مفتوحة, بما فيها خيار المقاطعة وأعلن بالمقابل استعداد الحركة للتوافق على مرشح إجماع شرط أن لا يكون الرئيس عبد العزيز بوتفليقة, وهو ما كشف عنه رئيس الحركة عبد الرزاق مقري, منذ أيام, قائلا في تدوينة له على صفحته الرسمية في ” تويتر ” ” التوافق الوطني ” : نحن مستعدون لدعم أي مرشح في إطار التوافق الوطني باستثناء، العهدة الخامسة، أو التوريث، أو مرشح فاسد”، وهو ما يكرس حالة التشظي في أوساط التيار الإسلامي الجزائري ، رغم أن الطرفين كانا في خندق واحد قبل العام 2017.

الوضع ذاته ينطبق على حركة البناء الوطني, التي قررت التريث في حسم موقفها بشأن رئاسيات 2019, لكنها وحسب التصريحات التي أدلى بها رئيسها عبد القادر بن قرينة فإن ” خيار المقاطعة مستبعد, ورجحت خيارين لا ثالث لهما, يتعلق الأول بترشيح الحركة لأحد أطرها وخوض غمار المنافسة أو التحالف مع مرشح يتوفر على إمكانيات الفوز ويمتلك رؤية واضحة.

يحدث هذا في وقت تغيب أحزاب التيار الديمقراطي عن المشهد السياسي في البلاد, فلم تعلن قيادة ” التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية, أبرز الأحزاب الديمقراطية المعارضة في البلاد, عن موقفها بشأن الانتخابات الرئاسية القادمة, رغم أن التصريحات الأخيرة لرئيس الحزب محسن بلعباس, والبيانات الصادرة عن قيادية توحي بتوجهه نحو مقاطعة رئاسيات 2019.

الموقف ذاته من المرتقب أن يتبناه حزب ” جبهة القوى الاشتراكية “, إذ أعلن السكرتير الأول للحزب, محمد حاج جيلاني, أن الجبهة غير معنية في الوقت الحالي بالانتخابات الرئاسية القادمة.

ويقول القيادي في حركة النهضة الجزائرية, محمد حديبي, في تصريح لـ ” ” إن المعارضة الجزائرية دائما تتعرض مبادرتها دائما للحصار والمصادقة والتشويه والإفشال, فكلما تتكامل المعارضة تتعرض للإجهاض ومثال ما ذلك ما حصل لعقد ” روما ” وندوة ” مزافران “, ويرى المتحدث أن ” المعارضة قد استسلمت للولاية الرئاسية الخامسة التي باتت المخرج الوحيد للجهاز السياسي الذي يحكم البلد “, يرى القيادي في حركة النهضة أنه وفي وقت تمكن معسكر الموالاة من توحيد صفوفه والالتفاف حول مشروع الولاية الرئاسية الخامسة, عجزت المعارضة عن تجميع قواها وأيضا أن تجمع الشارع الجزائري عليها وتقنعه بالالتفاف حولها, لأن الجزائر في منعرج سياسي دقيق.

ويرى المحلل السياسي محمد أرزقي فراد, أنه وأمام غياب معارضة حقيقة, فإنه من المنتظر أن يتم ” التداور ” بدل التداول على السلطة في البلاد, ويقول في تصريخ لـ ” ” إن الصراع في الانتخابات الرئاسية القادمة ستنحصر بين عصب السلطة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق