مال و أعمال
إرجاء الجدول الزمني لاتفاق تجارة كبير تدعمه الصين
– تم إرجاء موعد إنجاز أكبر اتفاق تجاري في العالم — تدعمه بكين ويستثني الولايات المتحدة — إلى العام المقبل وفق ما أعلن رئيس الوزراء الصيني لي كيكيانغ الثلاثاء وذلك بعد فشل وزراء التجارة في منطقة آسيا-المحيط الهادئ في الاتفاق على بنود رئيسية في قمة في سنغافورة.
ويوصف اتفاق “الشراكة الاقتصادية الشاملة الإقليمية” الذي ينضوي فيه نصف سكان العالم، بأنه رد على سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب “أمريكا أولا”، والتي تم بموجبها فرض رسوم جمركية على حوالى نصف السلع التي تصدرها الصين إلى الولايات المتحدة، ما دفع بالصين إلى الرد بالمثل.
وكانت الصين تأمل في إبرام الاتفاق — أعضاؤه اليابان والهند ودول جنوب شرق آسيا — بنهاية 2018 كرد على الرسوم الأمريكية والخطاب الحاد المتصاعد إزاء التجارة.
لكن الجدول الزمني تأخر وسط استمرار وجود نقاط شائكة حول فتح الأسواق واجراء عدد من الانتخابات العامة المقررة مطلع العام المقبل والتي من المرجح أن تعوق تقدمه.
وفي كلمة في سنغافورة قال رئيس الوزراء الصيني إنه يأمل بتوقيع الاتفاق وتنفيذه العام المقبل.
وقال إن اتفاق الشراكة الاقتصادية الشاملة الإقليمية “سيقدم فوائد حقيقية لشعوب منطقتنا”.
وأضاف أن الصين هي التي تقود حاليا شعار التجارة العالمية الحرة وأن الأعضاء ال16 في الاتفاق هم في قلب استراتيجيتها.
وقال لي في تصريحات في معهد إيسياس-يوسف إسحق إن الاتفاق “سيوجه رسالة إلى المجتمع الدولي مفادها أننا ندعم التجارة الحرة … ووسط تصاعد الحمائية والقيود على التجارة الحرة، فإننا نحتاج إلى تسريع مفاوضات اتفاق الشراكة الاقتصادية الشاملة الاقليمية”.
ورأى أن الاقتصاد الصيني يواجه “تحديات” على وقع النزاع التجاري مع الولايات المتحدة، لكنه شدد على أن الأسس القوية تعني أن التدخل الجذري ليس الحل.
وتابع “رغم الضغوط السلبية لن نقدم حوافز كبيرة”.
تقدم بارز
قال ممثلون تجاريون إن المفاوضات ستستمر خلال 2019.
وقال وزير الدولة النيوزيلندي لشؤون نمو التجارة والصادرات ديميان آوكونور للصحافيين في أعقاب محادثات في ساعة متأخرة الإثنين “لقد أحرزنا تقدما بارزا” مضيفا أن الوفود “مستعدة لإنجازه العام المقبل، كما نأمل”.
وقلق الهند إزاء فتح أسواقها أمام المنافسة، وخصوصا من جانب شركات صينية، كان عائقا أساسيا خلال المفاوضات التي استمرت سنوات عدة.
لكن وفد نيودلهي رحب بالخطوات التدريجية نحو إبرام الاتفاق التجاري.
وقال وزير التجارة الهندي سوريش برابو للصحافيين إن “المستقبل هو في اتفاق الشراكة الاقتصادية الشاملة” لكنه دعا إلى مقاربة متأنية للمحادثات لضمان “أن تستفيد منه كل دولة”.
ومن المقرر إجراء عدد من الانتخابات العامة مطلع العام المقبل، منها في الهند وتايلاند وإندونيسيا. وقد تسبب ذلك بتعقيد الجدول الزمني لاتفاق من شأنه فتح الأسواق في دول تمثل نحو ثلث الناتج المحلي الإجمالي العالمي.
ونال الاتفاق زخما إضافيا بعد انسحاب الولايات المتحدة من اتفاق الشراكة عبر المحيط الهادئ.
ولا يزال اتفاق الشراكة عبر المحيط الهادئ قائما حتى بدون واشنطن، لكن اتفاق الشراكة الاقتصادية الشاملة الاقليمية هو الآن أكبر اتفاق تجاري في العالم.
غير أن الاتفاق المدعوم من بكين، أقل طموحا بكثير عن اتفاق الشراكة عبر الهادئ في أماكن مثل التوظيف وحماية البيئة.
وتناقش قمة آسيان، التي تفتتح رسميا بعد ظهر الثلاثاء التجارة والخلافات البحرية وأزمة الروهينغا.
وتصاعد التوتر إزاء معاملة بورما للأقلية المسلمة الثلاثاء.
وخرج رئيس وزراء ماليزيا مهاتير محمد عن بروتوكول قمة آسيان الودي عادة، بتصريحه للصحافيين إن الزعيمة البورمية أونغ سان سو تشي “تدافع عمن لا يمكن الدفاع عنه” بعدم الدفاع عن الروهينغا الذين أجبر مئات الآلاف منهم على النزوح إلى بنغلادش في أعقاب حملة دموية العام الماضي.
وبعيد ذلك، وقف مهاتير بجانب سو تشي لالتقاط صورة رسمية.
والإثنين جردت منظمة العفو الدولية الزعيمة البورمية من جائزة كانت منحتها لها، وذلك بسبب “تجاهلها” الفظاعات التي ارتكبها جيش بلادها بحق المسلمين الروهينغا.
وتحضر شخصيات بينها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونائب الرئيس الأمريكي مايك بنس قمة آسيان المنعقدة هذا الأسبوع في سنغافورة على وقع النزاعات التجارية المستمرة منذ شهور بين بكين وواشنطن.
ومن المتوقع أن يواصل بنس الضغط على بكين على خلفية عملياتها المتزايدة في بحر الصين الجنوبي والسعي في الوقت نفسه الى كسب التأييد لسياسة واشنطن المتعلقة بنزع السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية. (أ ف ب)