– غزة – من محمد عبد الرحمن – عشقت اللغة العربية كشعق الطفل لحليب أمه، فاختارت تخصص اللغة العربية، وأرادت الوصول إلى أعلى مرتبة في علم هذه الدراسة، من باب الدفاع عن اللغة في ظل الجهود الغربية، التي تحاول أن تفرض هيمنته،ا لتشويه مناهج النقد وهدم البناء النصي لفنون اللغة والتأثير عليها.
تهاني أبو صلاح أصغر طالبة على مقاعد الدكتوراه في فلسطين، أنهت دراسة البكالوريوس والماجستير في فترة وجيزة، وأرادت التميز في تخصص اللغة العربية، للحصول على أعلى درجة علمية في تخصص اللغة العربية، للمحافظة عليها من الضياع، ومحاربة المحاولات الساعية للتأثير عليها، وتشتيت المناهج القائمة عليها اللغة.
فعلى الرغم من عدم تجازوها الـ(25) ربيعاً إلا أنها أخذت على عاتقها الحفاظ على اللغة العربية، واتخذتها واجهة لها للحصول على الدكتوراه” تقول في حديث خاص لـ” يواربيا”: ” كنت أدرك تماماً أننا كمسلمين يجب أن نحافظ على لغة القرآن الكريم من السرقة والتشويه، في ظل محاولات الغرب لسرقة الجهود”.
قبول
تضيف” أنهيت دراسة البكالوريوس بثلاث سنوات ونصف، ولكن طموحي لم يتوقف عند ذلك، فأردت الحصول على درجة الماجستير بالتخصص ذاته، وبعد إجراء المقابلة للحصول على الموافقة بالالتحاق في برنامج الماجستير، اندلعت حرب عام 2014، وفي اليوم الثاني لتوقيع اتفاق التهدئة بين الاحتلال الإسرائيلي وفصائل المقاومة حصلت على القبول للبدء بالمرحلة العملية الثانية”.
وتكمل حديثها” بعد الحصول على الموافقة بالالتحاق في برنامج الماجستير، أردت الانجاز سريعاً للامساك بناصية الماجستير المعنوية بـعنوان” الشعر الفلسطيني المقاوم في القرن الحادي والعشرين”، وبأقل من عامين أنهيت هذه الدرجة العلمية، فكنت أسجل أربعة مساقات في الوقت الذي كان يسجلن فيه زميلاتي مساقين وثلاثة”.
تسارع الزمن
وتتابع”بعد الحصول على درجة الماجستير أردت إكمال مسيرتي التعليمية للحصول على درجة الدكتوراه في اللغة العربية، انتظرت فصلاً دراسياً واحداً لحين افتتاح أبواب الدكتوراه ولم تُفتح سوى في الجامعة الإسلامية التي يحق لها أن تنشر هاشتاق “تميز بانضمامك”، مشيرة إلى أن إنهاء المراحل الجامعية، بمدة أقل من الوقت المعتاد كان له الأثر في تسارع الزمن مع اللقب، ووصولها إلى الدكتوراه.
وتوضح طالبة الدكتوراه الصغيرة أنها لم تحصل على أي وظيفة ولم تًمنح أيتها منحة حتى هذه اللحظة، ولكنها أرادت تحدي الظروف والاستمرار لتحقيق طموحها، وأهدافها التي تميزت لأجلها، لافتة إلى أنها ترفض مغادرة وطنها سواءً، لوظيفة أو منحة دراسية، فهى تعتز بوطنها فلسطين غزة التي ولدت وترعرعت فيها.
علم اللغة
وتردف بقولها” لن أقف برهة في الوقت الذي تستدعينا به اللغة لنسدد خطاها، وندافع عن لغة القرآن الكريم المحفوظة بحفظ الله تعالى ولكن نحن كمستخلفين، لن نجعل الغرب يعبث يمنة ويسرة بمفردات وتراكيب، وبناءات أصيلة من أصول علم اللغة، فلذلك لن أتردد في دراسة الدكتوراه رغم الظروف الصعبة التي نحياها في قطاع غزة”.
ووجهت أبو صلاح رسالة إلى حملة الشهادات العلمية في قطاع غزة “لا تغلقوا أبواب العزائم، لا تركنوا علمكم جانباً أخرجوا في المؤتمرات العلمية أفصحوا عن مواهبكم الفكرية انفعوا بما تعلمتم، مضيفة “أهمس في آذان المعلمين من مربي في رياض الأطفال إلى محاضر في الجامعة الزموا قول النبي صلى الله عليه وسلم: ” تواضعوا لمَن تُعلمون ” ولا تحبطوا الطموحات ولا تحطموا النُخَب واتقوا الله فيمَن تكلف ما تكلفه ليأتي يأخذ منك علماً نافعاً”
محاولات كثيرة
وعلى الرغم من تفوق الطالبة أبو صلاح، إلا أنها تواجه مشكلة كبيرة عندما تتقدم لوظيفة في المؤسسات التعليمية، فيكون الرد “اذهبي لجامعتك التي تخرجتي منها لتوظفك”، فهي لم تحصل على أية وظيفة رغم محاولاتها الكثيرة، وتكدس أوراقها في أدراج المؤسسات، كغيرها من خريجي الجامعات وأصحاب الكفاءات.
وتبين أن والدتها كانت تعلمها قواعد اللغة العربية منذ صغرها، فترسخت اللغة في ذهنها، وأصبحت تتقنها جيداً قبل التحاقها بالجامعة، الأمر الذي جعلها تدرسها لتصبح أكثر تميزاً وإبداعاً بها.