أقلام يورابيا

غولن مقابل خاشقجي وايزنكوت يتفوق على ليبرمان

فادي عيد

فادي عيد

يتجه يوم الاثنين الموافق 19 نوفمبر الجاري الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لـتركيا، للمشاركة في الفعاليات الاحتفالية بمناسبة انتهاء بناء الجزء البحري من خط أنابيب نقل الغاز “التيار التركي” ولقاء نظيره التركي أردوغان.

وبالتزامن سيتجه وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو لواشنطن لحصد ما يمكن حصده بورقة خاشقجي، بعد أن طالبت واشنطن تركيا بتعديل سلوكها تجاه الرياض، ومن المتوقع أن تكون ابرز طلبات اوغلو لواشنطن هي رفع العقوبات على “بنك خلق” المملوك للنظام التركي، والافراج عن نائب الرئيس التنفيذي السابق لبنك خلق محمد حقان عطا الله، المعتقل في الولايات المتحدة منذ مارس 2017 بتهمة خرق العقوبات المفروضة على إيران، وهي الامور التى ناقشها اردوغان مع ترامب أثناء تواجدهم بباريس مؤخرا، والاهم تناول مصير الداعية فتح الله غولن، في ظل تكهنات امريكية غير رسمية بترحاله من بنسلفانيا الى جنوب افريقيا، أن لم يكن تركيا نفسها، على غرار قصة اوجلان.
ففي كل الحالات اردوغان بنفسه يولى ملف اعادة غولن لتركيا بالفترة الحالية مستغل كارت مقتل خاشقجي، وضعف موقف حليفي ادارة ترامب بالجزيرة العربية.

أعتقد أن الاسبوع القادم سيحدد على ما سينتهي له الصراع بين اطراف قضية خاشقجي، وأذا كان أردوغان سيكتفي بما سيقدم له من السعودية وادارة ترامب، من مليارات وتنازلات فى الدوحة وشرق الفرات، أم لن يهدأ اردوغان الا بالقضاء تماما على الامير الشاب محمد بن سلمان، فى ظل أمور كثيرة متشابكة ومعقدة، بجانب شعور أردوغان أن تلك هي الفرصة الوحيدة للتخلص من المحمدين معا، محمد بن سلمان ومحمد بن زايد، وأن تلك الفرصة لن تكرر مرة اخرى.

واعيد واكرر انه ليس صراع من اجل حقوق الانسان والحريات والديمقراطية …وما الى أخره، فتركيا بعهد حزب العدالة والتنمية هى أكبر سجن فى العالم للصحفيين والمعارضين، ولكن أنه صراع من أجل الزعامة على العالم السني، صراع للحفاظ على مثلث “تركيا، اسرائيل، ايران”.

وسؤال يطرحه المشهد هل رأى اردوغان أن ذلك التوقيت هو الافضل لتصعيده الاخير ضد قبرص على خلفية الصراع من أجل ثروات شرق المتوسط ؟

وأذا كان ذلك هو الامر فى غرفة المساومات بين اطراف قضية خاشقجين، ففيما يخص البيت الداخلي لدولة الاحتلال، فيبدو أن ليبرمان لن يهدأ حتى بعد رحيله، فمع بدء اللقاء الذى جمع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بوزير التعليم نفتالي بينت، والذي طالب فيه الاخير مجددا بتولي حقيبة وزارة الحرب خلفاً لأفيعدور ليبرمان.
قال ليبرمان : “أن وزراء المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر (الكابنيت) منحوا الحصانة لقادة حركة حماس.”

فوزير الحرب الذى كان قد انتهى اكلينيكيا منذ شهور بسبب الخلاف الدائم مع رئيس الاركان غادي ايزنكوت، مقابل التقارب بين الاخير مع نتنياهو فى رؤيتهم تجاه التعامل مع ملف غزة، قبل أن يحترق ليبرمان تماما بفعل صواريخ فصائل القطاع، أعاد تكرار تصريحه بأنه يرفض الانبطاح أمام الارهاب متهما نتنياهو بالتخازل، قبل ان يلقي التصريح الثاني الاكثر صدمة على الرأي العام الاسرائيلي، عندما صرح ليبرمان قائلا: “ان لم نوقف قوة الفصائل في غزة الآن فبعد عام سنرى الأخ التوأم لحزب الله داخل غزة.”

فالتصعيد الذى يرغب فيه افيجدور ليبرمان لا يرغب فيه أحد من أعضاء الكابينت غيره، فكافة جنرالات جيش الاحتلال بالنسبة لهم رؤية الإطارات المشتعلة والبالونات الحارقة والطائرات الورقية أفضل من رؤية الجنازات داخل المستوطنات الاسرائيلية وسكان اشكلون (عسقلان) على أسرة المستشفيات.

باحث ومحلل سياسي بشؤون الشرق الاوسط
[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق