شرق أوسط

حركة حماس في مواجهة إسرئيل في غزة: ما يجب أن نعرفه

 

– اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تسيطر على قطاع غزة، أن استقالة وزير الدفاع الاسرائيلي افيغدور ليبرمان احتجاجاً على وقف إطلاق النار في القطاع، تشكل “انتصارا سياسيا” لغزة. فهل هي فعلاً كذلك؟

– ما هو السياق؟ –

– سنوات من العداء وثلاث حروب بين إسرائيل وحركة حماس وحلفائها منذ العام 2008.

– ترفض حماس الاعتراف بإسرائيل. وتعتبر الدولة العبرية حماس منظمة “إرهابية” وتفرض على غزة حصارا منذ أكثر من عشر سنوات.

– يعاني القطاع من الفقر والنقص المزمن في المواد الغذائية والمياه والكهرباء والوقود. وتفاقم الوضع في غزة، تدابير السلطة الفلسطينية التي تسيطر عليها حركة فتح.

– لا يلوح أي احتمال بإيجاد تسوية سياسية.

وازدادت التوترات منذ انطلاق مسيرات العودة في 30 آذار/مارس الماضي. وفي هذا السياق جرت تظاهرات وأعمال عنف على طول السياج الفاصل بين اسرائيل وقطاع غزة وإطلاق صواريخ فلسطينية وشنّ غارات إسرائيلية ، ما أدى إلى مقتل 235 فلسطينياً على الأقل، وفق مصادر في غزة. وقُتل فلسطيني في إسرائيل في انفجار صاروخ أطلق من غزة.

تتهم الحكومة الاسرائيلية حركة حماس بتنظيم هذه التظاهرات التي تتخللها أعمال عنف.

– ماذا حصل هذا الأسبوع؟ –

شهد هذا الاسبوع أشد مواجهة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية المسلحة منذ حرب 2014.

وبدأ التصعيد مع عملية توغل قامت بها وحدة خاصة إسرائيلية في قطاع غزة وتخللها اشتباك أسفر عن مقتل ضابط إسرائيلي واستشهاد فلسطينيين أحدهم قيادي في كتائب القسام.

في اليوم التالي أطلق المقاتلون الفلسطينيون نحو 460 قذيفة هاون وصاروخ من قطاع غزة على إسرائيل، كما أطلقت صاروخا مضادا للدبابات على حافلة قالت حماس إن الجنود الاسرائيليين يستخدمونها ما أدى إلى إصابة جندي بجروح خطيرة.

وردت اسرائيل بشن غارات كثيفة على القطاع حيث ضربت 160 هدفاً لحماس وحركة الجهاد الإسلامي.

وأعلن وقف لاطلاق النار الثلاثاء بوساطة مصرية.

وندد وزير الدفاع افيغدور ليبرمان الأربعاء بوقف إطلاق النار باعتباره “استسلاماً للإرهاب” وأعلن استقالته تاركا الحكومة بغالبية مقعد واحد.

– ماذا الذي حصلت عليه حماس؟ –

رأت حركة حماس والجهاد الإسلامي في الاستقالة “انتصاراً سياسياً”، إذ اعتبرت أنها “نجحت في إحداث هزة سياسية في ساحة الاحتلال”.

ودافع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو عن قراره وقف إطلاق النار مؤكداً ما قاله قبل أيام أنه يسعى إلى تجنّب اندلاع حرب.

وبعد أشهر من التوترات، بدت مسيرات العودة في مأزق. لكن في تشرين الأول/أكتوبر ووفقاً لاستراتيجية تثير الكثير من التكهنات وبعد تدخل جهات دولية فاعلة، سمحت إسرائيل بإدخال إلى غزة وقود تموّله قطر بهدف التخفيف من أزمة الكهرباء في القطاع. وفي تشرين الثاني/نوفمبر، سمحت إسرائيل أيضاً بدخول أموال قطرية لدفع رواتب موظّفي الدوائر الحكومية في القطاع.

وتواصل مصر والأمم المتحدة جهودها من أجل التوصل إلى هدنة دائمة تتضمن التهدئة على طول السياج الفاصل مقابل تحفيف الحصار.

ويرى أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر في غزة مخيمر أبو سعدة أنه في ظل الحصار الذي لا يزال قائما، “لا يمكن أن نقول إن مسيرات العودة حققت أهدافها”.

ويضيف “لكن الأمر بات أفضل من السابق. فالكهرباء باتت متوافرة ثماني ساعات في اليوم بدلاً من أربع”.

– كيف يرى سكان غزة ذلك؟ –

يقول أبو سعدة إن ما حدث مؤخراً جعلهم يقفون جميعاً خلف “المقاومة” ضد إسرائيل.

ويتابع “لكن إذا اندلعت حرب، فهذا يمكن أن يتغيّر”. فسكان القطاع يريدون قبل كل شيء تجنب نزاع جديد. أما بالنسبة للاحتجاجات الاجتماعية، فقد قمعت حركة حماس بوادرها منذ عام 2014.

– ماذا عن “القضية” الفلسطينية؟ –

شددت المفاوضات غير المباشرة بين حماس إسرائيل عزلة السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس في رام الله بالضفة الغربية المحتلة، وهي التي يعترف بها المجتمع الدولي كمحاور، إلا أنه تم تجاهلها في المفاوضات الأخيرة بشأن غزة.

طردت حركة حماس السطة الفلسطينية من غزة عام 2007. وباءت جهود عباس من أجل إعادة سيطرته على غزة بالفشل حتى الآن. ومن المفارقة أن يتم عزل أحد المدافعين التاريخيين عن حل تفاوضي مع إسرائيل.

وتبدو غزة ورام الله متباعدتين. ويترقب الجميع خلال الأشهر المقبلة مبادرة دبلوماسية أمريكية، تخشى السلطة الفلسطينية أن تعمق الانقسام بين الضفة الغربية وقطاع غزة اللذين يفترض أن يشكلا مستقبلا دولة فلسطينية مستقلة.

ويعتبر أستاذ العلوم السياسية في غزة جمال الفادي أن إسرائيل تستفيد من الانقسام فيقول “لا يمكن أن نحقق نتائج في وجه إسرائيل إلا من خلال الوحدة”.

– تصعيد جديد؟ –

وتعتبر هذه الهدنة ضعيفة كما سابقاتها وتبقى رهن أي تجاوزات أو حوادث. وفي سياق الأوضاع السياسية الداخلية في إسرائيل بعد استقالة ليبرمان، يواجه نتانياهو انتقادات الإسرائيليين لعدم ضربه حماس بشدة أكثر، ما يطرح مسألة الردّ على أي تصعيد مقبل.

ويرى الفادي أن “الأيام القادمة ستكون صعبة”.

ويتابع “كانت حكومة يمينية والانتخابات ستوصل حكومة يمينية”، و”للأسف الاعتداء على الشعب الفلسطيني سيستمرّ”.

(أ ف ب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق