العالم
البحرية الأرجنتينية تعلن العثور على حطام الغواصة “سان خوان” بعد سنة على اختفائها
– عُثر على حطام الغواصة الأرجنتينية سان خوان بعد عام من اختفائها مع طاقمها المؤلف من 44 بحارا في جنوب المحيط الأطلسي، في أسوأ كارثة بحرية شهدتها البلاد منذ عقود.
وقال قائد البحرية الأرجنتينية الأدميرال خوسيه فيان في مؤتمر صحافي إن طبيعة قاع البحر أعاقت تحديد الموقع مؤكدا أن “كافة السفن الأرجنتينية والأجنبية أجرت عمليات بحث في المنطقة”.
وأعلنت البحرية الأرجنتينية على تويتر أنه “تم تحديد مكان الغواصة سان خوان” على عمق 800 متر، مؤكدة أنها تعرّضت لانفجار داخلي.
وعثرت سفينة تابعة لشركة “أوشن إنفينيتي” على الغواصة الأرجنتينية المنكوبة. وكانت بدأت في أيلول/سبتمبر عملية بحث عن الغواصة سان خوان التي تسبب اختفاؤها بإقالة قائد البحرية الأرجنتينية.
وفقدت البحرية الاتصال مع الغواصة سان خوان في 15 تشرين الثاني/نوفمبر 2017 على بعد نحو 450 كيلومترا من سواحل الأرجنتين أثناء توجهها شمالا من أقصى جنوب البلاد.
وتم رصد أجزاء من حطام الغواصة المنكوبة بطول 11 مترا، و13 مترا، و30 مترا في “منطقة أخاديد” وقد تضرر هيكلها، بحسب ما أعلن القبطان إنريكي بالبي في المؤتمر الصحافي.
وجاء العثور على الغواصة غداة مراسم حزينة شارك فيها ماكري في القاعدة البحرية مار دل بلاتا التابعة لها الغواصة سان خوان في الذكرى السنوية الأولى لاختفائها.
وعثرت السفينة “سيبد كونستركتر” على الغواصة الأرجنتينية قبيل توجّهها إلى جنوب إفريقيا للصيانة. وقبيل الانطلاق قرر فريق البحث تفقّد منطقة كان سوء الأحوال الجوية حال سابقا دون تمكّنهم من تفقدّها.
وقال المتحدث باسم البحرية رودولفو رامايو لمحطة “تودو نوتيسياس” التلفزيونية لقد “قرروا إجراء عملية بحث جديدة، والحمد لله، تمكّنوا من العثور على منطقة” الحطام.
وتابع رامايو “الآن يفتح فصل جديد. بعد تحليل حالة الغواصة سنرى كيف نمضي قدما”.
ولاحقا أكد غبريال آتيس قائد قاعدة مار دل بلاتا البحرية للصحافيين أن السفينة تعرّضت لانفجار داخلي.
وقال لويس نيز وهو والد أحد البحارة المفقودين “كنت لا زلت آمل أنهم قد يكونون على قيد الحياة” على الرغم من أن حكومة الرئيس الأرجنتيني ماوريسيو ماكري أعلنت عدم وجود ناجين.
وقالت يولاندا منديولا والدة البحار لياندرو سينيروس (28 عاما) “نحن مع عائلات أخرى. سوف يعرضون علينا الصور. إنهم يقولون إن أبناءنا داخلها”.
وتابعت “نحن محطّمون”.
ويطالب أهالي البحارة برفع حطام الغواصة لكي يتمكن خبراء من معاينتها لكن وزير الدفاع أوسكار أغواد قال إن “القضية باتت في عهدة القضاء”، مشككا في إمكانية تنفيذ طلب الأهالي نظرا إلى أن بلاده لا تملك الوسائل التكنولوجية اللازمة.
الفرصة “الأخيرة”
وسفينة “سيبد كونستركتر” مجهّزة بكاميرات يمكن أن تنزل إلى عمق ستة آلاف متر. وكانت رصدت لها جائزة قدرها 7,5 ملايين دولار في حال عثورها على الغواصة المفقودة.
وقبل بدء عملية البحث الناجحة قال لويس تاليابييترا والد اللفتنانت أليخاندرو، وهو أحد أفراد طاقم الغواصة، إنها “آخر فرصة للعثور عليهم (أفراد الطاقم)”.
وشركة “أوشن إينفينيتي” مكلّفة كذلك البحث عن طائرة الرحلة “أم إتش 370” التابعة للخطوط الجوية الماليزية والتي اختفت من دون أي أثر في آذار/مارس 2014 خلال توجّهها من كوالالمبور إلى بكين.
وقال ضابط في البحرية الأرجنتينية طالبا عدم كشف هويته إن العثور على حطام الغواصة “سيسمح لنا بأن نعرف المزيد حول هذه المأساة. على هذا العمق يجب أن نكون قادرين على معاينة (الغواصة) وتحديد سبب وقوع الحادث”.
ويقول خبراء إن الغواصة قد تكون تعرّضت للسحق جراء ضغط المياه لدى غوصها إلى ما دون 600 متر. وهم يرجّحون فرضية تسرّب المياه عبر صمام معطّل في منظومة إدخال الهواء إلى محرّكات الغواصة.
وتعتبر مأساة سان خوان إحدى أسوأ كوارث الغواصات في العالم منذ عقود وأكبر كارثة تشهدها البحرية الأرجنتينية منذ هزيمة الأرجنتين أمام بريطانيا في حرب أرخبيل فوكلاند (بحسب التسمية البريطانية) أو المالوين (بحسب التسمية الأرجنتينية).
وتعرّضت البحرية الأرجنتينية لانتقادات حادة على خلفية تعاملها مع الكارثة منذ أول تبليغ عن عدم عودة الغواصة إلى قاعدتها البحرية في 16 تشرين الثاني/نوفمبر 2017.
وقد استغرق قادة البحرية عدة أيام للإقرار بأن الغواصة القديمة الألمانية الصنع كانت أبلغت عن مشاكل في البطاريات في آخر تواصل معها في 15 تشرين الثاني/نوفمبر 2017.
وبعد نحو عشرة أيام أكدت البحرية أن الغواصة تعرّضت لانفجار رجّح خبراء أن يكون مرتبطا بمشكلة البطاريات.
وأقيل على خلفية الكارثة عدد من كبار الضباط البحريين بينهم قائد سلاح البحرية مارسيلو سرور.
وشاركت 13 دولة في عملية البحث جوا وبحرا لكن غالبية طواقمها تخلّت عن المهمة أواخر 2017.
وفتحت السلطات الأرجنتينية تحقيقا جنائيا في الحادث.
وأبقت عائلات أفراد الطاقم الضغط قائما على الحكومة لعدم التخلي عن عملية البحث.
وقالت يولاندا منديولا “نريد أن نعرف ما الذي حصل”، مطالبة بمعاقبة كل المذنبين في هذه القضية.
وأضافت منديولا “كان هناك 44 شخصا على قد الحياة عندما صعدوا إلى الغواصة”. (أ ف ب)