أقلام يورابيا

السعودية والطريق للشرق الأوسط الجديد

عمرو جوهر

عمرو جوهر

يبدو ان الراعي الاول للعالم وهي الولايات المتحدة الامريكية، قد سأم شكل الشرق الاوسط بوضعه الحالي، بالشكل الذي قد يشكل فيه تقطيع الصحفي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية بتركيا مدخلا لشرق اوسط جديد.
هناك مشكلات عميقة معلقه في الشرق الاوسط، وعلى ما يبدو ان الخيارات السابقة من جانب الولايات المتحدة لم تقم بالدور المطلوب منها بالشكل الذي خرجت فيه ليبيا واليمن وسوريا والعراق عن السيطرة بشكل كبير، ولا بالطريقة التى أظهرت فيها الولايات المتحدة بمنظر الضعيف، وهو الامر الذي لم يرضي الغرور الامريكي.
في البداية يجب التاكيد أن مسألة سأم الولايات المتحدة من الشرق الاوسط بشكله الحالي ليس وليد اليوم لكن بناء على نتائج العشر سنوات الماضية، حيث الربيع العربي الذي خلف شرق اوسط جديد غريب على الايادي الامريكية، وعلى هذا قد يكون مقتل الصحفي السعودي بهذا الشكل ورقة التوت التى ستكون السلاح للكشف عن أنظمة لا ترغب الولايات المتحدة بقاءها.
لا يوجد هناك من شك في الغضب العالمي من الطريقة التي تم التخلص فيها من الصحفي جمال خاشقجي داخل قنصلية تابعة لدولته وبأوامر من اجهزة دولته الاستخباراتية، وبغض النظر عن انتهاء التحقيقات من عدمه، فان جريمة مكتملة الأركان قد وقعت مع اعتراف السعودية بها.
وعلى نفس المقياس، وبالتوازي مع الحدث، قد وصمت السعودية في هيبتها وخسرت كل ما قام به ولي العهد الامير الشاب محمد بن سلمان في محاولة منه لإظهار السعودية بشكل مخلف، قد ذهب مع الريح، لتطفوا رياح القتل بشكل فاق تصورات أفلام الرعب نفسها.
وليس هناك من شك أيضا ان السعودية دولة كبيرة ومحورية في الشرق الاوسط، وان اي تغير في نظامها الحالي قد يؤثر بشكل كبير على ممالك اخرى ثرية في الشرق الاوسط.
كما ان الاحتفالات قائمة في دولة قطر ليلا ونهارا بسبب المأزق السعودي الذي اضعف مظهرها كثيرا في الرأي العام العالمى، وكأن اى خسائر في السعودية هي مكاسب لقطر كما يتخيل القطريون.
وبعيدا عن الشكل العربي، فان الغرب بشكل عام وأمريكا بشكل خاص قد تجد نفسها مضطرة للدفع بانتقال السلطة في السعودية حتى تغسل يدها من دم الصحفي جمال خاشقجي، مسألة انتقال السلطة في السعودية قد لا ترضي الجانب السعودي، الا انها قد تكون حلا للسيطرة على الأوضاع قبل فوات الاوان بالشكل الذي قد يربك حركة التجارة في الخليج الغربي.
وعلى نفس المقياس قد تجد أنظمة عربية نفسها في مهب رياح التغيير حتى تمر الأزمة بسلام.
هناك دعوات بالفعل بدأت تظهر في الصحف الامريكية بتغيير ولى العهد السعودي، وبدأت أيضا دعوات تظهر في الكونغرس بفتح تحقيق فيما قامت به السعودية في قنصليتها بتركيا، هذه الدعوات وان لم تاخد ماخذ جدي حتى الان، الا ان بداية النار شعلة.
وليس سرا ان اجهزة الاستخبارات الامريكية اشارت بشكل وأضح آلى تورط ولى العهد الامير محمد بن سلمان في مقتل الصحفي جمال خاشقجي، وحتى وان كانت قد إشارات الى بداية التحقيقات التى لم تنتهى، الا ان هذا الإعلان قد يعطينا تصور الى اين تسير الامور.
* كاتب صحفي مقيم في واشنطن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق