السلايدر الرئيسيشمال أفريقيا
المغرب: زيارة الداعية المصري عمر عبد الكافي تثير جدلا واسعا
فاطمة الزهراء كريم الله
وأطلق عدد من المثقفين والكتاب المغاربة، حملة لجمع التوقيعات من أجل رفض استضافة الداعية عبد الكافي، في المغرب، معتبرين أن مبادرتهم تأتي “ضد الحقد والتطرف”.
واعتبر الموقعون الأوائل على العريضة، ومنهم أحمد عصيد وعمر بروكسي وفؤاد عبد المومني وعبد الرحيم الجامعي وادريس كسيكس، أن “الشيخ عمر عبد الكافي معروف بآرائه المتطرفة، التي تنشر الحقد ضد باقي الديانات السماوية، متهمينه بـ “عدم إخفاء إعجابه بأدولف هيتلر”، واعتباره أن الزعيم الألماني “استلهم أحد خطاباته من القرآن”، بالإضافة إلى أن عبد الكافي، “معروف بفتاويه التمييزية ضد النساء المسلمات”.
وقال الموقعون: إن “لا شيء يبرر قدوم هذا الداعية المثير للجدل إلى المغرب”، داعين المنظمين إلى إلغاء هذه الزيارة. وطالبوا وزارة الثقافة بأن تضمن عدم استغلال الفضاءات التابعة لها منابر لدعاة يروجون الكراهية والميز العنصري أو الديني والإقصاء والعنف”.
وحملت العريضة توقيع 15 شخصية بينهم جامعيون وكتاب ومدافعون عن حقوق الإنسان.
وقال أحمد عصيد، الناشط الحقوقي العلماني: ” عمر عبد الكافي هو الذي أفتى بلعن المرأة العاملة التى تسافر إلى عملها لوحدها واعتبرها آثمة. إذ لابد من أن يكون برفقتها رجل وأن تكون مغشاة جميعها من رأسها إلى قدمها، وما أحوجنا اليوم في المغرب إلى مثل هذه الأفكار “التنموية” والعملية”.
وأضاف عصيد في مقال له: إن”فلسفة عبد الكافي التي يروج لها ضد الحرية وضد المواطنة، والتي سيأتي بها إلى بلدنا، تتلخص في العبارة التالية التي ننقلها كما نطق بها:”دع الله يدبر لك، فدبر ألا تدبّر، واختر ألا تختار، فربك يخلق ما يشاء ويختار”. من أسباب تخلفنا أننا لا نحسن التدبير والتخطيط والاختيار، ومن أسباب نهضة الشعوب الراقية أنها تربي أبناءها على حسن التدبير وحرية الاختيار، فما الذي سيكون عليه حالنا إذا قررنا أن نتبع هذا الشيخ، إنها حياة الغاب والعشوائية البدائية، فالله لا يمكن إلا أن يتخلى عن قوم لا يستعملون عقولهم التي وهبها إياهم كبقية البشر”.
بالمقابل عبر مثقفون آخرون عن رفضهم التوقيع على عريضة منع عبد الكافي، ومنهم محمد الناجي، الكاتب والمؤرخ، والذي صرح بمعارضته على توقيع عريضة منع عمر عبد الكافي، معتبرا أن حرية التعبير مبدأ ملزم للجميع.
وأضاف الناجي، في تدوينة له على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، أمس الخميس، أن الرد على فكر عبد الكافي يجب أن يكون عن طريق النقد والتحليل، وليس بالحظر والمنع، ما لم يدع للعنف.
في حين أكد نسؤولون من جمعية “الجود” المنظمة لهذه الزيارة، أن هذه المحاضرات ما تزال مبرمجة، مشددا على أنه “لا يرى أية كراهية” في خطب الداعية المعني.