_ رام الله _ من فادي ابو سعدى _ تَوِّجَ الاتحاد الأوروبي مدرسة نور القدس في منتزه بيت حنينا بلقب “مدرسة القدس الخضراء” بعد فوزها في المسابقة التي تحمل نفس الاسم. وقد شاركت ثمان مدارس أساسية من القدس الشرقية في المُسابقة من خلال أعمال فنية حول البيئة، وكانت المواد المُعاد تدويرها المُستخدمة في تنفيذ الأعمال الفنية البيئية قد جُمِعَت من قَبل بواسطة الطُلاب أنفسهم من شوارع القدس الشرقية، حيث كان هذا جزء من مبادرة الاتحاد الأوروبي بعنوان “قُدسي الخضراء”. تم تنظيم حفل التتويج بالشراكة بين الاتحاد الأوروبي ومؤسسات المُجتمع المدني.
هذه المُبادرة جزء من برنامج القدس الشرقية الذي وضعه الاتحاد الأوروبي، ويعمل هذا البرنامج على دعم صمود السُكان الفلسطينيين في القدس الشرقية والطابع الفلسطيني للمدينة. ضَمَّت مُسابقة “مدرسة القدس الخضراء” ثمان مدارس من القدس الشرقية وأكثر من 200 طالب، بالإضافة إلى مُشاركة أهالي الطُلاب والأُسَر الأُخرى. وقد شارك الطلاب في تدريب حول كيفية تحويل النفايات إلى عمل فني بعد أن قاموا من خلال فِرَق مدارسهم المُشاركة في المُنافسة بجمع المواد القابلة للتدوير لاستخدامها في بناء عمل فني بيئي.
وكان هُناك لجنة من الحُكَّام للحُكم في المُسابقة حيث تَشَكَّلَت من ممثلين عن الاتحاد الأوروبي ومؤسسة التعاون والتنمية الإيطالية (CESVI) والسيد عاهد ازحيمان وهو أحد فناني القدس الشرقية. حيث فازت مدرسة نور القدس بالمُسابقة وتُوِّجَت “مدرسة القدس الخضراء” لأنها أبدت مُستوى رفيع من الابتكار والإبداع والاستدامة في عملها الفني.
وقال محمد، وهو أحد طلاب مدرسة نور القدس، وذلك بعد فوز مدرسته بالمُسابقة وحصولها على الكأس “هذا الكأس ليس لمدرستنا فقط وإنما لكافة المدارس والطلاب الذين شاركوا في تنظيف شوارع القدس الشرقية. وتبقى مسؤوليتنا أن نُحافظ على نظافة مدينتنا. كما أن تحويل النفايات إلى شيء يُمكن الاستفادة منه هو أمر ممتع، وعلينا أن نذكر أنفسنا بإعادة التدوير.”
وشَعَرت لَمَى من مدرسة الشابات المُسلمات في وادي الجوز بالسرور وطرحت فكرة وضع آلات بيع في القدس الشرقية لاستبدال المواد البلاستيكية بتذاكر تُستبدل بجوائز.
وقال ممثل الاتحاد الأوروبي رالف طراف بهذه المُناسبة “نحن فخورون بدعم مبادرة “مدرسة القدس الخضراء” في القدس الشرقية، إن قيام الطلاب بتحويل المُهملات إلى أعمال فنية هو انجاز كبير. هذه فرصة لكي نتقدم بالامتنان إلى شركاؤنا في القدس الشرقية على تعاونهم في هذه المبادرة ومبادرات أخرى. ربما نكون قد تَوَّجنا مدرسة فائزة واحدة اليوم ولكننا نعتبر كافة المدارس والطُلاب فائزين. في الحقيقة، لقد فاز كافة الفلسطينيين في القدس الشرقية بنظافة شوارع المدينة.”
وبخصوص برنامج القدس الشرقية فهو برنامج يَستثمر في عدة قطاعات، وقد سَجَّل نمو موازنة هذا البرنامج السنوية أكثر من 12 مليون يورو. ويغطي البرنامج مجالات تتراوح بين التعليم والصحة والنواحي الاجتماعية وتطوير القطاع الخاص وتمكين المجتمع وحقوق الإنسان. وقد عَمِل الاتحاد الأوروبي من خلال هذا البرنامج باستمرار مع منظمات فلسطينية شريكة لدعم تطوير المجتمع المدني في القدس الشرقية الذي يمتاز بالحيوية والتنوع، كما يهدف البرنامج إلى الحفاظ على الطابع الفلسطيني للمدينة.
وتم إنشاء منتزه بيت حنينا، والذي جَرَت فيه عملية تتويج “مدرسة القدس الخضراء”، من خلال منحة من الاتحاد الأوروبي بلغت مليون ونصف يورو تم تنفيذها من قبل مركز التعاون والسلام الدولي. وكانت هذه المنحة قد خُصِّصَت من أجل دعم قُدرة المُجتمع على تطوير أماكن عامة وتعزيز الحقوق الحَضَرِيَة في القدس الشرقية.