الجزائر _ _ من نهال دويب _ يستمر الجدل حاليا داخل حزب جبهة التحرير الوطني الحاكم بالجزائر، على خليفة استمرار الغموض المحيط بهوية الأمين العام الذي يقود الحزب بسبب تضارب الأنباء حول استقالة جمال ولد عباس من عدمه وأيضا تعيين رئيس الغرفة السفلى معاذ بوشارب كمنسق مؤقت لـ ” الآفلان “، وما زاد الأمور تعقيدا رفض قياديين في المكتب السياسي تزكية هذا الأخير أمينا عاما جديدا لحزب الرئيس عبد العزيز بوتفليقة.
ويتواصل الغموض رغم تأكيد وكالة الأنباء الرسمية أن جمال ولد عباس قدم استقالته منذ حوالي أسبوعان تقريبا، ورغم ذلك يصر القيادي في الحزب وعضو المكتب السياسي، أحمد بومهدي، على نفي جميع الأخبار التي تؤكد استقالة الأمين العام السابق.
وقال في تصريحات صحفية إن “جمال ولد عباس يبقى الأمين العام الوحيد للحزب، وأن كل ما في الأمر أنه اضطر للركون إلى الراحة بسبب ظروف صحية “.
وأصر القيادي في الحزب وعضو المكتب السياسي، أحمد بن مهدي، على تكذيب جميع الأخبار التي تفيد باستقالة الأمين العام السابق، وأكد المتحدث بقاء ولد عباس على رأس الأمانة العامة للحزب الحاكم وأن الأطباء نصحوه بالركون إلى الراحة بسبب وضعه الصحي.
هذه التصريحات نفاها قياديون بارزون في الحزب الحاكم بينهم الوزير الحالي المكلف بالعلاقات مع البرلمان، بدة محجوب، الذي أكد أن التغييرات التي حصلت في هرم ” الآفلان ” جاءت لضخ دماء جديدة في القيادة “.
ويرفض جمال ولد عباس، تأكيد خبر استقالته أو إقالته، ويكتفي تعليق اختفاءه فجأة وبطريقة مباغتة عن المشهد على شماعة المرض، وتحاشى هذا الأخير الخوض في آخر تصريح صحفي أدلى به لصحيفة ” الخبر ” في مصيره على رأس الحزب.
وأبلغ الصحفي قائلا ” لقد زرت الطبيب الأربعاء في مستشفى عين النعجة العسكري بالجزائر العاصمة، وطمأنني على صحتي التي تحسنت كثيرا وكل التحاليل الطبية جيدة، أنا بخير، أنا حاليا في فترة نقاهة “.
وعن إمكانية عودته لجبهة التحرير الوطني الحاكم، لم ينف هذا الأخير عودته، لكنه استرسل قائلا ” أبلغني الأطباء بضرورة الخلود إلى مزيد من الراحة، فأنا حاليا في فترة نقاهة “.
وفي ظل استمرار الغموض حول هوية من سيقود حزب الرئيس في المرحلة القادمة, وأيضا استمرار شغور منصب الأمين العام, يتحدث ” مركزيو الآفلان ” عن رغبة صناع القرار في تبني خيار القيادة الجماعية المؤقتة إلى غاية المؤتمر القادم, تشرف هذه القيادة على إدارة الحملة الانتخابية للرئيس بوتفليقة في حال ما إذا قرر الترشح لولاية رئاسية خامسة “.
وتحدث أحد ” مركزيو الآفلان “, رفض الكشف عن هويته, في تصريح لـ ” ” قائلا إن ” صناع القرار في الحزب يواجهون صعوبات في ضبط تركيبة القيادة الجماعية المؤقتة التي ستقود الحزب في المرحلة القادمة, تقوم بحملة الرئاسيات ثم تشرف على التحضير لانعقاد المؤتمر الذي سيعطي الشرعية لهيئات الحزب “.
ويقول المصدر إنه ” ولحد الساعة لم تتضح هوية القيادات التي ستكون ضمن هذه اللجنة ” لكنه لم يستبعد أن تكون هذه القيادات محسوبة على الجيل الجديد لا على الحرس القديم “, وبرر ذلك برغبة الجهات النافذة في الحزب الحاكم بتغيير واجهة النظام واسترجاع الثقة المفقودة تحسبا لرئاسيات 2019.