_ غزة _ من محمد عبد الرحمن _ تزداد معاناة النساء المريضات بالسرطان في قطاع غزة يوماً بعد يوم، فأصبح مرض السرطان وصمة عار، وكأن المرأة ارتكبت ذنباً، يؤدي بها إلى انهاء حياتها الزوجية، فالمرأة أصبحت بالنسبة للرجال تعد بمثابة سلعة يجدر رميها والتخلي عنها بمجرد انتهاء مدة صلاحيتها.
مراسل “” قام بتسليط الضوء على مريضات السرطان اللواتي أصبن بهذا المرض وأصبح الزوج والمرض يزيدان الألام عليهن فهناك أزواج تركوا زوجاتهم يصارعن المرض بحثاً عن حقوقهم الزوجية مع شريكة أخرى.
المرض الخبيث
حنان والتي فضلت عدم الكشف ‘عن اسمها بالكامل هي واحدة من النساء اللواتي أفنين حياتهن في خدمة شريك الحياة، إلا أنها وبمجرد أن أصيبت بالمرض الخبيث انقلبت حياتها رأسا على عقب، تقول لـ””:” إن زوجها لم يهضم الخبر حين أبلغه الطبيب أنها مصابة بالسرطان، وأصبح عدائياً اتجاهها ويصرخ في وجهها وكأنها السبب في إصابتها بهذا المرض الفتاك، الذي أثر كثيرا في نفسيتها وجعلها في حاجة دائمة إلى من يأخذ بيدها لتتجاوز محنتها”.
وتضيف” بعد اصابتي بالمرض تغيرت معاملته معي بشكل كبير، وقرر الزواج من إمرأة أخرى، بذريعة أني مريضة ولم أستطيع القيام بواجياتي الزوجية، وأنه بحاجة إلى زوجة ترعاه”.
أصبح يعايرني
وتردف بقولها” بعد فترة من زواجه أصبح يعاملني معاملة سيئة ، ولا يهتم بي، وكافة اهتماماته لزوجته الثانية ، وأصبح يعايرني بمرضي، وعندما أطلب منه المال ، يردد العبارة التي لا يغيرها ” ليش بدك مصاري وانتي ما بتنفعي بإشي” ، مشيرة إلى ان بعد اشتداد مرضها طلقها وطردها من البيت والأن هي تسكن في بيت والدها.
قصة أخرى كانت بطلتها امرأة في ريعان الشباب نخر المرض الخبيث جسدها قبل أن يكتب لها المولى عز وجل الشفاء. أم أحمد 45 عاماً أصيبت مؤخرا بورم على مستوى الثدي، وعلى الرغم من أنه لم يمض على زواجها سوى ستة أشهر عند معرفتها لذلك، إلا أن شريك حياتها لم يستطع الصبر معها في رحلتها مع العلاج الكيميائي.
مقاومة المرض
تقول: “العلاج الكيميائي حول حياتي إلى كابوس، وتخلي زوجي عني، وتركني وحيدة أواجه المرض، جعلني أتجرع مرارة المرض؛ إلا أني سرعان ما استعدت إرادتي، لمقاومة المرض ولم أستسلم أبدا”.
فأسباب طلاق الأزواج زوجاتهم تتراوح ما بين اعتبار المرض مرض معدي وعدم المعرفة بطبيعته، بالإضافة الى اعتبار المرأة المصابة بسرطان الثدي أنها فقدت شيئا من أنوثتها ولم تعد تصلح للحياة الزوجية بالإضافة الى المصاريف الاقتصادية للعلاج التي يراها الزوج ثقيلة.
ويقول الدكتور علاء مطر عميد كلية الحقوق والعلوم السياسية في جامعة الاسراء بغزة ان 42″% من مريضات السرطان في قطاع غزة طلقهن أزواجهن بعد اكتشاف إصابتهن بمرض السرطان”.
ويؤكد الدكتور مطر ان مريضات السرطان في قطاع غزة وخاصة سرطان الثدي يعانين من ضعف شديد في طبيعة الخدمات المقدمات لهن من ناحية التشخيص، حيث أن هناك عجز في صبغات العينات وعدم توفر مسح ذري لمدى انتشار المرض، ومن ناحية العلاج فمعظم أشهر السنة لا يوجد علاجات كيماوية، بالإضافة الى عدم توفر الأدوية الحديثة لمرضى السرطان، والتي لا تدخل غزة منوها الى وجود بروتوكولات قديمة في علاج مرض السرطان .
من الناحية الشرعية، أوضح الدكتور الداعية عماد حمتو عميد الكليات الازهرية في قطاع غزة، أن الحياة الزوجية في الأصل تكون مبينة على التفاهم والتحمل والشراكة، معتبراً أن قضية طلاق الزوجة لأنها مصابة بمرض السرطان فيه ظلم بين وطلاق تعسفي.
وبين أن الطلاق من الناحية القضائية واقع، ولكنه خال من المروءة والشهامة والرجولة والإنسانية، والأصل أن يبقى معها، وإذا كانت مريضة فيمكن أن يتزوج عليها إن لم يستطع الصبر.
ويقول: “الطلاق يقع من الناحية القضائية، ولكن من الناحية الدينية إذا طلقها وترتب على ذلك مفاسد بالا يكون لها معيل أوأن تترك في الشارع، فهو آثم”.