السلايدر الرئيسيحقوق إنسان
سيطرة داعش على الموصل لأكثر من ثلاث سنوات خلفت 22 ألف أرملة و17 ألف يتيم
سعيد عبدالله
ـ الموصل ـ من سعيد عبدالله ـ كشف قسم المرأة والطفل في محافظة نينوى أن سيطرة داعش على الموصل لأكثر من ثلاث سنوات ومعارك تحريرها، خلفت أكثر من 17 ألف طفل يتيم من ضمنهم أطفال مسلحي التنظيم و22 ألف أرملة، مشيرا الى أن جميع هؤلاء بحاجة الى الدعم النفسي والاقتصادي.
وعاشت محافظة نينوى ومركزها الموصل أكثر من ثلاث سنوات تحت سيطرة تنظيم داعش بدأت بسيطرة التنظيم على المحافظة في 10 حزيران/ يونيو من عام 2014 وانتهت باستعادة القوات الأمنية العراقية لمدينة الموصل في 10 تموز/ يوليو من عام 2017 بعد معارك ضارية استمرت نحو 9 أشهر.
وأسفر سيطرة التنظيم على محافظة نينوى الى جانب تدمير غالبية أجزاء المحافظة وبنيتها التحتية عن ترك آثار نفسية على كافة سكان المحافظة الذين عاشوا تحت سيطرة التنظيم وكان النساء والأطفال الأكثر ضرارا من بين كافة فئات المجتمع الموصلي الأخرى.
وقالت سكينة محمد علي، مديرة قسم المرأة والطفل في محافظة نينوى، لـ””: “بحسب الإحصائيات المتوفرة لدينا تركت سيطرة داعش على الموصل ومعارك تحريرها أكثر من 17 ألف طفل يتيم من بينهم أطفال مسلحو داعش القتلى، ونحو 22 ألف أرملة من بينهن نساء مسلحي التنظيم، إضافة الى أن 3000 آلاف امرأة من العدد الكلي لا يعرفن مصير أزواجهن حتى الآن”، مشيرة الى الأيتام والأرامل موزعين في مدن محافظة نينوى وفي مخيمات النزوح ودور الأيتام.
وأشارت سكينة الى أهم المشاكل التي تواجهها في مجال رعاية الأطفال ضحايا الحرب كونها المشرفة على دارَي الأيتام في الموصل ومديرة قسم المرأة والطفل في محافظة نينوى، وتابعت “العائق الأول يتمثل في انعدام الدعم المالي، فالحكومة السابقة ووزارة العمل لم تقدم لنا شيئا حتى الآن، غالبية كوادرنا يعملون بشكل تطوعي، لذلك أعدادهم قليلة جدا خصوصا المربيات وداري أيتام الموصل بحاجة الى كوادر خصوصا الكوادر الخدمية”، مطالبة الحكومة العراقية الجديدة بالالتفات لمشاكل الأطفال والنساء في الموصل وتقديم الدعم اللازم لمشاريع إعادة التأهيل والاستفادة من الباحثين الاجتماعيين في مجالات إعادة التأهيل ومساعدة الاطفال والنساء في التخلص من الصدمات التي تعرضوا لها خلال السنوات الماضية.
وطالبت سكنية التي تدير في الوقت ذاته منظمة مجتمع مدني خاصة بتأهيل الأطفال والنساء في الموصل، المجتمع الدولي الى مد يد العون لأطفال ونساء الموصل، ودعم المشاريع الخاصة بمعالجتهم نفسيا وتمكينهم اقتصاديا وإعادة دمجهم في المجتمع كي لا ينجروا خلف الجماعات المتطرفة مستقبلا.
وتعتبر مشكلة انعدام الوثائق الرسمية بالنسبة للأطفال الذين ولدوا في ظل تنظيم داعش خصوصا أطفال مسلحي التنظيم واحدة من المشاكل التي خلفها سيطرة التنظيم الارهابي على الموصل، فغالبية هؤلاء الأطفال مازالوا محرومين من الجنسية العراقية الأمر الذين سيتسبب في نشوء جيل من (البدون) الذين لا يمتلكون أي وثائق وأوراق ثبوتية في الموصل والمناطق العراقية الأخرى التي حررتها القوات العراقية من التنظيم.
وتعد حماية الأطفال خلال النزاعات المسلحة، احدى المسائل التي تهتم بها منظمة نداء جنيف خصوصا في العراق ضمن برامجها التي تعمل على تنفيذها في مناطق الصراع في العالم، وأكد سردار صديق المنسق في برنامج في منظمة نداء جنيف الدولية لـ””: “قضية حماية الأطفال خلال النزاعات المسلحة قضية إنسانية بحتة، رأي منظمة نداء جنيف في اطار القانون الدولي يؤكد على حق كل انسان في الحصول على هوية بغض النظر عن ابائهم وأجدادهم والعائلات التي ينتمون اليها، وهذا ما تعمل عليه منظمتنا وتتمثل في حماية طفولة الأطفال وتعليمهم وحمايتهم من الاستخدام والتجنيد في ظل الصراعات المسلحة”، ودعا صديق الحكومة العراقية الى الاهتمام بالأطفال ضحايا الحروب وإيجاد حل لمشاكلهم وفق القوانين العراقية المتاحة.
عمل التنظيم بعد سيطرته على الموصل على تجنيد أكبر عدد من الأطفال والفتيان وضمهم إلى صفوف مسلحيه خاصة الفئات العمرية الواقعة بين 6 أعوام وحتى 18 عاما. وتمكن بعد احتلاله سنجار وأطرافها في غرب الموصل من خطف أعدادا كبيرة من أطفال الأيزيديين وضمهم إلى صفوفه بعد أن مارس ضدهم عمليات غسل الدماغ.
وتشير الجهات الأمنية العراقية، الى أن الآلاف من الأطفال ومن ضمنهم الأطفال الأيزيديين مازالوا يتواجدون في معسكرات التنظيم في سوريا. ويشرف مسلحون أجانب وعرب على تدريبهم عسكريا وفكريا وتجهيزهم لتنفيذ هجمات إرهابية والمشاركة في المعارك التي يخوضها داعش في سوريا وليبيا والعراق ودول العالم.