السلايدر الرئيسيشمال أفريقيا
“الدبلوماسية الغربية” تستقرئ الوضع السياسي بالجزائر قبل 5 أشهر من رئاسيات 2019
نهال دويب
ـ الجزائر ـ من نهال دويب ـ علمت “” من مصادر مطلعة في الجزائر، أن حالة من القلق تسود سفارات عدد من القوى الإقليمية والدولية، وهو ما دفع بعدد من السفراء (الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوربي)، بزيارة بعض الأحزاب السياسية الفاعلة وفتح خطوط اتصال مع فاعليين لمحاولة استقساء الوضع السياسي في الجزائر وذلك على بعد أشهر قليلة من بداية سباق رئاسيات 2019.
وكثف سفير واشنطن بالجزائر جون ديروشر، من اتصالاته بقيادات أحزاب المعارضة السياسية في البلاد وحتى مع قادة أحزاب الموالاة، فبعد اللقاء الذي جمعه بالأمين العام السابق للحزب الحاكم في البلاد جمال ولد عباس، التقى جون ديروشر، الاثنين، مع رئيس حركة مجتمع السلم (أكبر حزب إسلامي في الجزائر)، عبد الرزاق مقري.
وكشفت وسائل إعلام محلية، إن هذا اللقاء يدخل في إطار الاتصالات التي يجريها السفير الأمريكي مع ممثلي الأحزاب السياسية في الجزائر على خلفية اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية التي ستجري في شهر نيسان/ أبريل القادم.
وقال رئيس حركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري، عبر صفحته في “تويتر”، إن “اللقاء جاء بطلب من السفير جون ديروشر”، وأوضح أنه كان ” نقاشا ثريا وصريحا في الفكر والاقتصاد والسياسية وبناء العلاقات المفيدة للجميع بين الدول على المدى البعيد”. ومباشرة بعدها التقى رئيس حركة مجتمع السلم بسفير الاتحاد الأوروبي في الجزائر.
وسبق وأن التقى السفير الأمريكي برئيس حزب طلائع الحريات على بن فليس، ورئيس المجلس الأمة الجزائري عبد القادر بن صالح.
وفي بداية شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، التقى سفير الاتحاد الأوروبي في الجرائر برئيس الحركة الشعبية الجزائرية، حزب موال لبوتفليقة، عمار بن يونس، واكتفى بالحزب بالتأكيد على أن هذه الزيارة تندرج في إطار الاتصالات التي يجريها السفير الأمريكي مع ممثلي الأحزاب السياسية في الجزائر، على خلفية اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية التي ستجرى شهر نيسان/ ابريل القادم.
ويتزامن هذا الحراك الدبلوماسي الغربي، مع الغموض الذي لا يزال يلف الانتخابات الرئاسية المزمع تنظيمها في غضون 6 أشهر القادمة.
وترسم المعارضة السياسية صورا قاتمة لمستقبل البلاد، ورجحت سيناريوهات غامضة لمصير الجزائر.
وتحدثت الأمينة العامة لحزب العمال اليساري، لويزة حنون، في مؤتمر صحفي، الأربعاء، وجود غموض سياسي واستدلت بعدم إعلان كثير من الشخصيات السياسية عن ترشحها للانتخابات القادمة، وقالت “عدم رغبة المرشحين المحتملين في الإعلان عن أنفسهم طبيعي جدا، لأن هناك ضبابية كاملة في المشهد، وأضافت: “حالة الضبابية المفروضة على المشهد السياسية تجعل التوقعات صعبة في الوقت الحالي”.
وحذرت لويزة حنون من “إمكانية الانزلاق والزج بالبلاد إلى الفوضى بسبب الوضع الذي تعيشه الجزائر في ظل التداعيات الوطنية والإقليمية والدولية”، مشيرة إلى ضرورة الانتباه إلى أهمية استمرارية سياسية السلم والمحافظة على السيادة الوطنية.
وتابعت الأمينة العام لحزب العمال اليساري: “كل المؤشرات تؤكد أن دوائر القرار لم تصل إلى حد الساعة إلى مرشح الإجماع، ولو توصلوا إلى ذلك لكانوا قد أعلنوا عنه، ربما يكون هناك مخطط وتفكير ومسار، لكن في هذه المرحلة لا أعتقد أن أحدا يمكنه تقديم توقعات”.
واستدلت بـ “التصريحات المتناقضة لقادة أحزاب الموالاة تؤكد عدم وجود إجماع في دوائر القرار حول العهدة الخامسة، خاصة وسط ظهور عدد من الإشاعات والأحاديث عن عدة مرشحين محتملين للسلطة”.
ومن جهته انتقد رئيس حزب طلائع الحريات والمعارض الجزائري، على بن فليس، “العتمة التي يعرفها المشهد السياسي والتي تمنع أي تحليل واضح للوضع يمكن من اتخاد القرار السليم”.