السلايدر الرئيسيشمال أفريقيا
أطباء يرتدون البدلات السوداء احتجاجا على وضعية القطاع الصحي بالمغرب
فاطمة الزهراء كريم الله
ـ الرباط ـ من فاطمة الزهراء كريم الله ـ بعد الاستقالات الجماعية، اعتمد أطباء القطاع العام أسلوب احتجاجي آخر متمثل في سادَ السَّواد في مختلف المستشفيات والمراكز الصحية، لكل من مدينة سلا و وجدة وفاس وطنجة وتمارة ومراكش وتطوان، احتجاجاً على وضعية أصحاب البذلة البيضاء.
وقالت النقابة أطلقته المستقلة لأطباء القطاع العام، إن “هذه الخطوة جاءت احتجاجاً على ما اعتبرته رداءة القطاع الذي يعيشُ على وقع أزمة هيكلية أوصلته إلى مرحلة السكتة القلبية، فصار لا يستجيبُ لتطلعات المواطنين ويعاني أعطاباً واختلالات بنوية عميقة ومزمنة”.
وعبر المحتجون عن رفضهم لما أسموه “التهييج” الذي تقوم به الحكومة تجاه القطاع الصحي عوض الانكباب على تنزيل حلول عملية لإخراج المنظومة الصحية من قاعة الإنعاش وإنقاذها من السكتة القلبية.
وترى النقابة، أن علاج الأعطاب المزمنة للقطاع مشروط بالحكامة الجيدة والتمويل الكافي والمستدام للمؤسسات الصحية ولأنظمة التغطية الصحية. مستنكرة لاستمرار صمت الحكومة أمام دعوات القطاع بكافة أطيافه لتدخلها العاجل لإنقاذ قطاع الصحة الذي أصبح مصدراً للتوترات الاجتماعية والاستجابة للمطالب العادلة والمشروعة للأطباء، التي أهملت لسنوات طويلة.
في هذا الصدد، قال عبد القادر الزرهوني، عضو اللجنة الإدارية للنقابة المستقلة لأطباء قطاع العام: إن “الشكل الرمزي الذي نظمه الأطباء المغاربة يأتي بعد سلسلة من الوقفات الاحتجاجية ضد تهاون الحكومة في الاستجابة لمطالبنا المشروعة التي صادقت عليها وزارة الصحة في آخر اجتماع رسمي معها. و أن الطبيب يريد تحويل الرقم الاسْتِدلالي 509 كاملاً كمدخل للمعادلة”.
وأضاف الزهروني، أن “المواطن غير راض نتيجة “الوضعية الكارثية للمستشفيات الصحية، التي تعاني من الخصاص الحاد في الأطر الطبية ونقص المعدات البيوطبية”، بالإضافة إلى طريقة الاستقبال وطول المواعيد، و تردي البنية التحتية في العديد من المستشفيات والمؤسسات الصحية، وهي عبارة عن مبان قديمة متهالكة في كثير من الحالات”.
في ذات السياق، قالت مريم مصدقين، طبيبة بالمشفى الإقليمي بسلا : إن “هذا الأسلوب الاحتجاجي يدخل ضمن مسلسل نضالات النقابة ضدَّ تعنت الحكومة التي لا تريدُ الاستجابة لمطالب المتعلقة بحماية كرامة الطبيب وتحسين ظروف العمل، بالإضافة إلى تخويل الرقم الاستدلالي المؤشر 509، كمدخل لمعادلة شهادة الدكتوراه في الطب مع الدكتوراه الوطنية، وإحداث درجتين فوق درجة خارج الإطار”.
وأضافت الطبيبة، مصدقين، أن “مطالب الأطباء جد مشروعة، بالنظر إلى الخصاص الكبير الذي يعرفه القطاع، وأن الوضعية كارثية التي يعيشها لا تبشر بالخير نظراً إلى الضغط الذي يشتغلُ فيه الطبيب”.
هذا و بدأ المسلسل النضالي لأطباء القطاع العام بالمغرب، منذ أشهر عدة احتجاجات على ما وصفوه استمرار الوضعِ الصحي المتَأزِّمِ والاختلالات العميقة التي تعرفها المنظومة الصحية، وما آلت إليه أوضاع المؤسسات الصحية، المتمثلة في نذرة الموارد البشرية وقلة التجهيزات البيو طبية ومشاكل التعقيم والأدوية، وانعكاسها سلبا على نوعية الخدمات المقدمة لمُرتفِقي هاته المؤسسات، والعاملين بها أيضا، ممّا يدفع المئات من الأطــــر الطبيــــة، لتقديـم استقالاتهم هروبا من لهيب الوضع الصحي الكارثي بالمستشفى العمومي.
ويطالب الأطباء، بتحقيق العدالة الأجرية لجميع فئات الجسم الطبي، عن طريق إقرار الرقم الاستدلالي 509 بكامل تعويضاته، مع إضافة درجتين خارج السلم، وكذا مراجعة تعويضات الداخليين والمقيمين غير المتعاقدين، وتحسين “ظروف العمل الكارثية” التي تؤثر سلبا على أدائهم والخدمات التي يقدمونها للمرضى. كما يطالب الأطباء بتفعيل النقاط الثمان لاتفاق 21 دجنبر2015، كخارطة للطريق من أجل توفير الظروف الملائمة لاستقبال المواطن المغربي وتحسين ظروف العمل والوضعية المادية للأطباء والصيادلة وجراحي الأسنان بتحقيق المعادلة”.
وأكد عضو المكتب الوطني للنقابة المستقلة لأطباء القطاع العام، أحمد الإبراقي، في تصريح لصحيفة “” على تشبث الأطباء بملفهم المطلبي، وعلى رأسه تخويل الرقم الاستدلالي |509| كامــلا بتعويضاته، وإحداث درجتين بعد درجة خارج الإطار، والرفـــع من مناصب الإقامـة والداخليـة، وتوفير الشروط العلميـة لعــلاج المواطن المغربي، مع الاستمرار في حمل الشارة 509 كاملا مع الامتناع عن استعمال الأختام الطبية.