السلايدر الرئيسيحقوق إنسان
العراق: نساء وفتيات مسيحيات تتعرضن للاعتداءات والمضايقات من قبل الميليشيات الإيرانية
سعيد عبدالله
ـ الموصل ـ من سعيد عبدالله ـ كشفت قيادية مسيحية عراقية أن النساء والفتيات المسيحيات يتعرضن للمضايقات والاعتداءات من قبل ميليشيات الحشد الشعبي الإيرانية خلال مرورهن بنقاط تفتيش الميليشيات الواقعة على الطرق المؤدية الى مدن سهل نينوى المسيحية شرق الموصل.
وتمكنت “” من الالتقاء بإحدى المسيحيات اللاتي تعرضن لمضايقات الميليشيات الايرانية اثناء زيارة عائلتها في مدينة الحمدانية في سهل نينوى، وقالت الفتاة التي عرفت لنا نفسها باسم ليليان “أتعرض للمضايقة من قبل عناصر الميليشيات، المضايقات متنوعة فهم يوجهون لنا كلاما بذيئا ويطلبون منا الزواج بهم وقد جردوني مما أمتلك من الذهب والمال الموجود في حقيبتي ولم أتعرض لوحدي لهذه المضايقات فكل الفتيات الموجودات على متن السيارة تعرض الى نفس المضايقات والاعتداءات”.
وأشارت ليليان الى أنها لم تعد تذهب الى الحمدانية بسبب هذه الممارسات، وأضافت “أنا متخوفة من مستقبلنا في ظل تواجد هذه الميليشات وهذه الممارسات العدائية، الأمر الذي يدفعني الى التفكير في ترك البلد وإيجاد أرض تمنحني السلام والاستقرار”.
وقالت وحيدة ياقو هرمز النائبة السابقة في برلمان كردستان العراق عن الكلدان السريان الآشوريين لـ””: إن “الفتيات والنساء والعائلات المسيحية تتعرض يوميا الى شتى أنواع المضايقات من قبل ميليشيات الحشد الشعبي اثناء مرورهن بنقاط تفتيش هذه الميليشيات على الطرق الواقعة بين إقليم كردستان ومناطق سهل نينوى وبين سهل نينوى والموصل”.
واستولت الميليشيات الإيرانية الإرهابية على غالبية مناطق سهل نينوى المسيحية بعد أن حررتها القوات العراقية في نهاية تشرين الأول/ أكتوبر من عام 2016، وبدأت فور سيطرتها على هذه المناطق بتنفيذ عمليات تغيير ديمغرافي بدعم مباشر من فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني الذي افتتح العشرات من المقرات في الموصل وسهل نينوى لتنفيذ خططه ومؤامراته في العراق.
وأشارت وحيدة الى أن أشخاص متنفذين من الميليشيات ينفذون عمليات استيلاء على ممتلكات المسيحيين في هذه المناطق، مؤكدة أن بيوت المسيحيين في مناطق سهل نينوى الخاضعة للميليشيات الايرانية تتعرض الى النهب والسلب والتخريب، في ظل انعدام الخدمات الرئيسية، لافتة في الوقت ذاته الى أن هذه الأسباب هي التي تمنع المسيحيين من العودة الى مدنهم وبلداتهم.
وسلطت النائبة السابقة عن المكون المسيحي في برلمان كردستان الضوء على أبرز المضايقات التي تتعرض لها المسيحيات على يد الميليشيات الإيرانية “تشمل المضايقات، التعدي على النساء والفتيات المسيحيات من قبل مسلحي الحشد بالكلام البذيء ومطالبتهن بتغير ديانتهن الى الإسلام، والاستيلاء على المجوهرات والمصوغات الذهبية التي بحوزتهن”، مشيرة الى أن مسلحي الميليشيات يرددون في كل مرة تمر سيارة تقل نساء وفتيات مسيحيات عبارة “ستدخلن الإسلام شئتن أم أبيتن”.
وأضافت وحيدة أن هذه الممارسات تسببت في أن تعيش المسيحيات في اوضاع نفسية سيئة جدا، مشددة على أن غالبية العائلات المسيحية فقدت الأمل في العيش في العراق وهي مستمرة بالهجرة الى الخارج الأمر الذي سيتسبب بانتهاء تواجد المسيحيين في العراق، مبينة أنه لا وجود للتعايش السلمي الفعلي على الأرض في العراق.
وطالبت وحيدة الحكومة الاتحادية في بغداد الى متابعة هذا الموضوع والتحقيق مع الميليشيات الموجودة في هذه المنطقة وتغييرها بقوات نظامية تؤمن بالتعايش السلمي كي يتمكن سكان هذه المناطق من العيش بسلام.