السلايدر الرئيسيشمال أفريقيا

معركة الربع الساعة الاخيرة من عمر ازمة السبسي وحلفاء الامس

سناء محيمدي

ـ تونس ـ من سناء محيمدي ـ يبدو المشهد السياسي بتونس، على اعتاب ازمة جديدة ستعصف بالتوازنات السياسية في البلاد خاصة بعد تصريحات الرئيس التونسي الباجي القائد السبسي الاخيرة، اذ لم يتردد حاكم قرطاج في اتهام حلفاء الامس حركة النهضة التونسية، بتهديده، وتأتي اقواله تزامنا مع مناقشة مجلس الامن القومي التونسي لملف ما يعرف بجهاز النهضة السري.

وقال السبسي في كلمة افتتح بها، اجتماع المجلس الأعلى للأمن القومي التونسي، إن بيان حركة النهضة الذي أصدرته بخصوص لقائه بهيئة الدفاع عن السياسيين المغتالين شكري بلعيد ومحمد البراهمي “تضمن تهديدا له”، مشيرا الى ان لقاءه بهيئة الدفاع أثار حساسية وحفيظة بعض الجهات، ومنها حركة النهضة.

السبسي يصعد

وأكد الرئيس التونسي بقوله ان ذلك البيان “تضمن تهديدا لي” وانه لن يسمح بذلك، مضيفا ان المحاكم التونسية ستنظر في الوثائق المقدمة من هيئة الدفاع عن شكري بلعيد ومحمد البراهمي، في سياق معركة ما بعد التوافق بين السبسي و حلفه القديم حركة النهضة.

ويشير مراقبون سياسيون الى ان خطاب السبسي قد صعد لهجته وان ما يفهم من اقوال الرئيس ان ملف الجهاز السري لحركة النهضة سيتم فتحه أمام القضاء التونسي، ما سيزج بالحركة في معادلة صعبة قد تعيد فتح ملفاتها القديمة وتحاصرها سياسيا وقضائيا.

ويرى اخرون ان خطاب السبسي الشديد اللهجة، يعتبر تطورا سياسيا في الصراع الدائر بين الاجنحة السياسة في البلاد، وخصوصا بين الرئيس وحركة النهضة في ضوء نهاية عقد التوافق واستبداله بتوافق مع رئيس الحكومة وان هذه المعركة تاتي في سياق الضغط على حلفاء الامس وضرب الحلف الجديد.

ويأتي هذا التصريح المهم بعد أن استقبل الرئيس السبسي منذ أيام قليلة وفدا عن هيئة الدفاع عن بلعيد والبراهمي، اتهمت في تصريحات نشرتها رئاسة الجمهورية قياديين في الحركة بالوقوف وراء ما يعرف بـ”الجهاز السري للنهضة”.

في المقابل، استهجنت “النهضة” نشر مصالح الإعلام بمؤسسة الرئاسة تصريحات وفد هيئة الدفاع عقب لقائهم بالرئيس التونسي السبسي، لما وصفته بـ”الإساءة والتهجمات الكاذبة على حزب النهضة”.

وفي حديث مع محمد القوماني عضو المكتب السياسي لحركة النهضة، قال ل ان رئيس البلاد ورئيس مجلس الامن القومي اعلم بالصلاحيات الدستورية ووظيفة المجلس، لكن مبديا استغرابه من موقف الرئيس التونسي من بيان حركة النهضة والذي اعتبره تهديدا لشخصه.

النهضة : نبحث عن التوافق

واكد القوماني في حديثه الى ان حركة النهضة التونسية ترغب بعلاقة ايجابية مع الرئيس السبسي واستمرار التوافق معه، مشيرا الى ان الحركة استهجنت نشر صفحة الرئاسة التونسية لكلام اعضاء وفد الدفاع عن بلعيد والبراهمي.

هذا ولفت الى ان تصريح محامي الدفاع رضا الرداوي بان مشكلته هي حركة الاخوانية الوهابية ليس من صلاحيات هيئة الدفاع، متسائلا حول ما اذا كان مثل هذه التصريحات  هاجمت ولي العهد السعودي هل سيتم نشرها على صفحة الرئاسة، وفق قوله.

وتابع بقوله ان حركة النهضة انتقدت موقف الهيئة ولم تتنقد استقبال الرئيس التونسي، مردفا الى انه لا يجد مبررا للكلمة الطويلة التي افتتح بها رئيس البلاد اجتماع مجلس الامن القومي، وان الحركة مقتنعة بان القضاء هو الفيصل والحكم في هذه المسالة.

ويرى العضو السياسي للحركة ان هذه المستجدات تاتي في اطار الازمة السياسية بالبلاد، قائلا ظننا اننا تجاوزنا الازمة بالتعديل الحكومي، لكنها مازالت تلقي بظلالها على المشهد العام بتونس.

وتعليقا على كلام الرئيس التونسي، صرح رئيس الكتلة البرلمانية لحركة النهضة نور الدين البحيري إنه من حق رئيس البلاد التعبير عما يراه بخصوص عرض المعطيات الأخيرة لملف ما يعرف بالجهاز السري لحركة النهضة على اجتماع مجلس الأمن القومي، مردفا ان مؤسسات الحركة ستجتمع قريبا لتقديم موقف رسمي في الغرض في إطار الاحترام التام لمؤسسة الرئاسة التونسية ولرئيس البلاد.

وفي ذات السياق،  دعا البحيري الى ضرورة ترك هذا الملف وغيره من الملفات للقضاء للبت فيه، معتبرا أن أيّ سبيل آخر للخوض في هذه الملفات هو مرفوض وهو تعبير عن فشل تيار في حزب الجبهة الشعبية بنى و يبني وجوده و مستقبله السياسي على معاداة حركة النهضة، على حد قوله

واضاف البحيري ان اللجوء إلى هذا الخيار هو تعبير عن نوع من الإحساس بالخيبة ونوع من الإقتناع بأن الملف ليس فيه ما يمكن أن يحقق الأهداف التي تسعى اليها  هيئة الدفاع ووصفها بالواجهة القانونية للجبهة الشعبية واحد اذرعها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق