ـ دهوك ـ من سعيد عبدالله ـ وسط وادي مليء بالأشجار وعلى بعد نحو 4 كيلومترات شمال مدينة العمادية التابعة لمحافظة دهوك في كردستان العراق، يقع مصيف سولاف وسوقه الشعبي الذي يعتبر أحد أبرز المصايف السياحية في إقليم كردستان.
يحتضن مصيف سولاف مع بداية حلول فصل الربيع السياح المحليين العراقيين والعرب والأجانب ويستمر حتى بداية فصل الشتاء حيث تعرف المنطقة بتساقط الثلوج والأمطار وانخفاض درجات الحرارة فيها.
سمي هذا المصيف باسم “سولاف” نسبة الى نبع ماء سولاف الذي ينبع من سفح الجبل وينحدر باتجاه الوادي مكونة ما يشبه الشلال، وبنيت وسط وادي سولاف العديد من الفنادق، والموتيلات، والكافيتريهات والمطاعم والعشرات من المحلات التجارية التي تكتظ بالسياح صيفا حتى ساعات متأخرة من الليل.
وتمتاز الغابات والجبال المحيطة بمصيف سولاف بتواجد الغزلان والماعز الجبلي، التي تنزل من الجبال فجرا إلى نبع سولاف لتشرب من مائها وبعد ذلك تغادر إلى جبال مرة أخرى قبل أن تبدأ حركة السياح فالمنطقة تعتبر محمية طبيعية ولا يستطيع أي شخص أن يؤذي الغزلان أو الحيوانات البرية الأخرى، وقد نصبت تماثيل الغزلان في واجهة المصيف تعبيرا عن وجود الغزلان في جبالها.
أما أسواق سولاف فتتكون من محلات تجارية تختص ببيع الفواكه الجبلية المجففة والعسل البري ومربيات الفواكه والمكسرات التي تنتجها المنطقة اعتمادا على الطبيعة وعلى المزارع المحيطة بها، إضافة الى عرض السلال المصنوعة من أغصان بعض الأشجار، وهذه السلال هي نتاج أيدي الحرفيين من سكان المنطقة الذين يعتمدون على المهارات اليدوية في صناعتها دون الحاجة الى مكائن كبيرة ومعقدة، وتظهر على هذه السلال دقة ومتانة صناعتها وتستخدم في الزينة وفي حفظ الفواكه، ولا تقتصر الصناعة اليدوية في سولاف على السلال فحسب بل تتجاوزه بصناعة المفروشات التي تنسجها أيادي النساء الماهرات اللاتي ورثن هذه الحرفة من الأجداد ومازلن محفظات عليه رغم مرور آلاف السنين.
وتزين اللوحات النسيجية والمفروشات الملونة والحاجيات المصنوعة من النسيج يدوية بطرق بسيطة ودقيقة واجهة المحال التجارية في سولاف وغيرها من مصايف المنطقة، وهي الأشياء التي لا يتمكن السائح من الحصول عليها في مناطق العراق الأخرى الأمر الذي يجعل مصايف كردستان مركزا تجاريا لتسويق المنتجات المحلية في خضم صراع اقتصادي بين المنتجات المحلية العراقية والمنتجات الإيرانية والتركية والصينية التي تغزوا أسواق العراق منذ عام 2003.