الولايات المتحدة تحضر جنازة وطنية للرئيس الأسبق جورج بوش الأب

ـ واشنطن ـ نكست الاعلام السبت في الولايات المتحدة وبريطانيا تكريما لذكرى الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الأب الذي توفي الجمعة في منزله في تكساس عن 94 عاما.

ويجري تحضير جنازة رسمية للرئيس الأسبق، الشخصية البارزة في الحزب الجمهوري والذي أشادت به كل الطبقة السياسية الامريكية والعديد من قادة العالم.

وسيحضر الرئيس الامريكي دونالد ترامب الجنازة الوطنية كما أعلن البيت الابيض السبت. وتبدو هذه المشاركة لافتة بعد الرغبة التي عبر عنها السناتور الجمهوري السابق جون ماكين في آخر أيامه بالا يحضر ترامب الى مراسم جنازته.

وأعلن ترامب الاربعاء المقبل يوم حداد وطني في الولايات المتحدة.

كما ألغى الرئيس الامريكي مؤتمرا صحافيا كان سيعقده في بوينوس آيرس حيث يحضر قمة مجموعة العشرين، “احتراما” لعائلة بوش كما قال.

وبعدما أضعفه نوع من مرض باركينسون، كان جورج بوش الاب يتنقل على كرسي نقال بدون أن تفارقه ابتسامته أبدا. ويعود آخر ظهور علني له الى جنازة زوجته بربارا قبل سبعة أشهر.

وكان الرئيس الامريكي السابق باراك اوباما زاره السبت في هيوستن. وأشاد بعمله الدبلوماسي “في إدارة انتهاء الحرب الباردة”.

ولم يتم إعلان برنامج الجنازة الرسمية بعد. لكن المراسم الرسمية المخصصة للرؤساء السابقين ستنظم في هيوستن ثم في واشنطن في الكابيتول وكذلك في كوليدج ستيشن (تكساس) حيث المكتبة الرئاسية بوش.

وآخر رئيس أمريكي توفي كان جيرالد فورد العام 2006.

 خسر أمام كلينتون

لم ينتخب بوش لولاية رئاسية ثانية وهزم في انتخابات 1992 أمام خصمه الديموقراطي بيل كلينتون.

وشهدت سنواته الاربع في السلطة، حرب الخليج الاولى. وكان على رأس تحالف من 32 دولة حرر الكويت من القوات العرقية في عهد صدام حسين العام 1990.

في مجال السياسة الداخلية، طاردته مسألة النكث بوعوده الانتخابية. فقد وعد عند انتخابه بعدم زيادة الضرائب، لكنه لم يحترم هذا الوعد واضطر للتعايش مع كونغرس خاضع لهيمنة الديموقراطيين.

وعلى غرار عدد من الرؤساء قبل دونالد ترامب، حرص على ترسيخ تقليد سياسي غير محازب في البلاد.

وتعبر الرسالة التي تركها للشخص الذي ازاحه من البيت الابيض عن هذه الرغبة. فقد كتب لبيل كلينتون آنذاك “ستكون رئيسنا حين تقرأ هذه الكلمات، أتمنى لك التوفيق. إن نجاحك هو نجاح البلاد. أنا معك من كل قلبي”.

طيار شاب

بعد 12 عاما، وصل نجله جورج دبليو بوش الى البيت الابيض، وكانت تلك المرة الثانية في تاريخ الولايات المتحدة التي ينتخب فيها نجل رئيس للرئاسة.

ونجله الاخر جيب الذي كان حاكم فلوريدا ترشح للانتخابات التمهيدية للجمهوريين العام 2016 وهزم أمام دونالد ترامب.

ونعى الرئيس الأمريكي السبت جورج بوش الأب مشيدا بـ”التزامه الثابت”. وأشاد في بيان من بوينوس آيرس حيث يحضر قمة مجموعة العشرين “بتميزه وروحه والتزامه الثابت بالإيمان والعائلة وبلده، شكل الرئيس بوش مصدر إلهام لأجيال من المواطنين الأمريكيين”.

من جهته، أكد الرئيس السابق باراك أوباما أن “أمريكا خسرت رجلا وطنيا وخادما متواضعا”، مشيدا بعمله الذي سمح “بخفض آفة الأسلحة النووية وتشكيل تحالف دولي واسع لطرد ديكتاتور من الكويت”.

ورأى أن دبلوماسية جورج بوش الأب ساهمت في “إنهاء الحرب الباردة بدون إطلاق رصاصة واحدة”.

ولد جورج هربرت ووكر بوش في 12 حزيران/يونيو 1924 في ميلتون بولاية ماساتشوستس لعائلة غنية في هذه المنطقة، واضطر الى وضع طموحاته السياسية جانبا للانضمام إلى سلاح البحرية الأميركي خلال الحرب العالمية الثانية.

وأصبح جورج بوش في سن الثامنة عشرة أصغر طيار حربي فيها. وقد نجا من سقوط طائرته التي أصابها اليابانيون في 1944 فوق المحيط الهادىء.

وبعد تسريحه، بدأ بالعمل في الصناعة النفطية ثم انتخب عضوا في مجلس النواب. وبعد ذلك تولى رئاسة وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه) قبل أن يصبح نائبا للرئيس في عهد رونالد ريغن. وفي 1988 أصبح رئيسا للولايات المتحدة على أثر انتخابات فاز فيها على الديموقراطي مايكل ديوكاكيس.

وجورج بوش الأب هو ابن سناتور وأصبح عضوا في الكونغرس ومديرا لوكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه) ثم نائبا لرئيس الولايات المتحدة قبل أن يتولى الرئاسة من 1989 إلى 1993.

وبعد مغادرته البيت الأبيض، كرس جورج بوش الأب وقته للأعمال الخيرية وخصوصا عندما تعرضت الولايات المتحدة أو دول مجاورة لكوارث. (أ ف ب)