السلايدر الرئيسيتحقيقات
“” تتحرى ملف التأشيرات المزيفة الصادرة عن القنصلية الألمانية في أربيل
سعيد عبدالله
ـ بغداد ـ أربيل ـ من سعيد عبدالله ـ أمضت العراقية هيفاء سمير عامين من انتظار تأشيرة السفر الى المانيا للحاق بزوجها ضمن برنامج لم الشمل عبر القنصلية الألمانية في أربيل لكن محاولاتها باءت بالفشل، فاضطرت الى السفر الى تركيا وتقديم طلب جديد للحاق بزوجها عبر السفارة الألمانية في تركيا، ونجحت من استحصال التأشيرة والسفر مؤخرا.
وكشفت صحيفة ديرشبيغل الألمانية الأسبوع الماضي أن لاجئين سوريين دفعوا مبالغ مالية تتراوح مابين 2000 الى 13 ألف دولار مقابل الحصول على تأشيرة السفر الى المانيا عبر موظفين وحراس يعملون في القنصلية الألمانية في مدينة أربيل.
وأكدت هيفاء في اتصال مع “” صحة هذه المعلومات، وأضافت “هؤلاء الأشخاص في القنصلية هم الذين تسببوا بتأخيري سفري، لأنهم قدموا الفيزا لأشخاص آخرين مقابل دفع أموال أما أنا فلم اقبل بدفع المال لهم فبقيت منتظرة نحو عامين وتلقيت خلالها الرفض”، كاشفة أن أحد أقاربها أبلغها أن هناك مهرب يؤمن لها الفيزا التي ستساعدها في السفر الى المانيا عبر مطار بغداد الدولي، لكنها رفضت خشية أن تكون تلك الفيزا مزورة.
وكشفت ديرشبيغل عن تعاون عدد من موظفي القنصلية الألمانية في أربيل مع مهربين محليين يلعبون دور الوسيط بين اللاجئين وموظفي القنصلية، وتمكن التأشيرة المزيفة اللاجئ من دخول ألمانيا ضمن برنامج حكومي لاستقبال اللاجئين، بينما تتراوح تكلفة الواحدة منها بين 2000 – 13 ألف دولار أمريكي.
وذكر التقرير أن عملية الاحتيال نشطت وظلت غير مرصودة لمدة أربعة أشهر متواصلة، من آب/ أغسطس وحتى كانون الأول/ديسمبر من عام 2017، إلى أن كشفت وزارة الخارجية الألمانية ما يحدث وتدخلت لإنهاء العملية.
وتقول وزارة الخارجية الألمانية أنها تلقت معلومات عن هذه الخروقات في أربيل، في تشرين الثاني/ نوفمبر 2017، واتخذت إجراءاتها، لمنع تكرار حصولها، وأسرعت في تبليغ مسؤولي التحقيق في القضية بها، مشيرة أنها حالت دون منح المزيد من هذه التأشيرات المشبوهة في أربيل، لكن معلومات دير شبيغل تقول إن الحراس المحليين المتورطين بالعملية مازالوا يمارسون عملهم في القنصلية العامة.
محمد المياحي، شاب عراقي من بغداد، وصل قبل عام ونصف مع أخيه الى ألمانيا بالطائرة بعد دفعهما المال مقابل استحصال التأشيرة، ومن ثم قدم اللجوء للسلطات الألمانية. أوضح المياحي لـ”” آلية الحصول على التأشيرة بالتفصيل “انا لم التقي أي مهرب في مقاهي أربيل، فقط اتصلت بأحد المكاتب الخاصة باستحصال التأشيرة في بغداد وطلبت منه فيزا للسفر الى ألمانية، فأبلغني أن الفيزا تتطلب دفع مبلغ 13 الف دولار لكل واحد منا أنا وأخي مقابل استحصالها، وارسلني الى أربيل الى لقاء شخص ثاني هو المنسق بين موظفين في القنصلية وبيني، وبالفعل التقيت الوسيط الذي استحصل لي التأشيرة بأسرع وقت، وطلب مني السفر عبر مطار بغداد الدولي لوجود شخص ثالث سيسهل مهمة مروري من المطار، وبعد وصولنا الى المطار كان الشخص الثالث متواجد في انتظارنا حيث سهل مرورنا من المطار”.
في غضون ذلك نفى مسؤول أمني عراقي أن تكون المقاهي قد تحولت الى أماكن لتسيير عمليات تهريب اللاجئين الى المانيا أو أي دولة أخرى، وأضاف لـ”” مفضلا عدم الكشف عن اسمه “الحالة التي ذكرتها الصحيفة الألمانية قد تكون الوحيدة التي جمعت بين أحد اللاجئين ومهربا في مقهى، وهذا لا يعني أن هناك لقاءات مستمرة في المقاهي، قوات الأمن في كردستان العراق تراقب كافة المقاهي وتترصد التحركات المشبوهة، لذلك لن تتحول هذه المقاهي الى أماكن لبيع الفيز”، مشيرا الى أن المعلومات التي وصلت اليها القوات الأمنية العراقية تشير الى أن غالبية الأشخاص الذين حصلوا على هذه الفيز مقابل دفع الأموال هم اللاجئين السورين في إقليم كردستان إضافة الى عدد من العراقيين وأن الهدف من حصولهم على التأشيرة كانت للحاق بعوائلهم أو العيش في المانيا.
وتزامنا مع أزمة التأشيرات المزيفة، حصلت “” على معلومات من مصادرها داخل القنصلية الألمانية في أربيل أكدت أن وزارة الخارجية الألمانية تعمل عن قرب مع الجهات المسؤولة لإجراء تحقيق شامل في هذه القضية، مبينة أن السلطات الألمانية لن تتساهل مع الفساد أو أي جريمة أخرى يشهدها السلك الدبلوماسي، وشددت المصادر على أن الادعاء العام في برلين بدأ بالعمل على التحقيق في القضية.