السلايدر الرئيسيحقوق إنسان

في اليوم العالمي لإلغاء الرقّ… “العبودية الحديثة” تجتاح العالم بـ40 مليون “عبد”

ـ لندن ـ بالتزامن مع إحياء اليوم العالمي لإلغاء الرقّ والعبودية حول العالم، الذي تحتفل به الأمم المتحدة، في الثاني من كانون الأول (ديسمبر) من كلّ عام، كشف تقرير دولي وجود أكثر من 40 مليون عبد بالمفهوم العصري حول العالم، رغم عدم إدراج أيّة دولة، حتى الآن، مصطلح “العبودية العصرية”، بشكل رسمي، ضمن أطرها القانونية، مؤكداً أنّ العبودية العصرية تنتشر بشكل أساسي في البلدان الفقيرة، والمناطق التي تعاني من الحروب والنزاعات، لكنّها في الوقت ذاته تبعث القلق لازدياد أعدادها في الدول الاقتصادية المتقدمة أيضاً.
وأشار تقرير مشترك أعدته كلّ من منظمة العمل الدولية، ومؤسسة “المشي الحر” “Walk Free Foundation”، ومنظمة الهجرة الدولية، بخصوص مؤشرات الرقّ لعام 2018، إلى أنّ نحو 71% من العبيد هم من النساء والفتيات، والباقي من الذكور؛ حيث بلغ عدد المتزوجات بالإكراه 15.4 مليون امرأة، وعدد العاملين قسراً 24.9 مليون شخص، بموجب العبودية الحديثة، بحسب ما أوردت وكالة “الأناضول” للأنباء.
ويعدّ 5 أشخاص من أصل كلّ ألف شخص حول العالم، من ضحايا العبودية العصرية؛ حيث تٌصنف العبودية في المناطق التي تنتشر فيها بكثافة وفق فئات مختلفة مثل: “العمل قسراً”، و”الإجبار على الزواج”.
وتأتي القارة الإفريقية في المقدمة، من حيث معدلات العبودية العصرية، حيث تبلغ 7.6 بالألف، تليها منطقة آسيا والمحيط الهادئ، بمعدل 6.1 بالألف، ثم أوروبا وآسيا الوسطى بنسبة 3.9 بالألف، تليها الدول العربية بـ 3.3 بالألف، والأمريكيتان، الشمالية والجنوبية، بمعدل 1.9 بالألف.
تضمّ منطقة آسيا والمحيط الهادئ أفقر الدول حول العالم، كما أنّها تعدّ من أكثر المناطق التي تنتشر فيها العبودية العصرية بكثافة؛ حيث تبلغ أعداد العبيد العصريين فيها حوالي 25 مليون شخص، ما يعادل 62% من إجمالي عدد العبيد في أرجاء العالم.
وتبلغ نسبة الذين يعملون بالإكراه في هذه المنطقة حوالي 66%، ونسبة المتزوجات قسراً 34%؛ حيث تأتي كلّ من كوريا الشمالية، وأفغانستان، وباكستان في المقدمة، من حيث الانتشار، في حين تعدّ أعداد العبيد هي الأعلى في دول ذات كثافة سكانية عالية؛ مثل الهند، والصين، وباكستان.
وتشير التوقعات إلى أنّ أعداد العبيد الحديثين في إفريقيا حوالي 9 ملايين و240 ألفاً، ما يعادل 23% من إجمالي أعداد العبيد حول العالم.
وتبلغ نسبة العاملين بالإكراه في القارة 37%، ونسبة المتزوجات قسراً 67%، في حين تصل أعداد الذين تعرضوا للاستغلال الجنسي حوالي 400 ألف.
وتنتشر العبودية العنصرية، على وجه الخصوص، في كلّ من أريتريا، وبوروندي، وجمهورية إفريقيا الوسطى.
أما في القارتين الأمريكيتين؛ الشمالية والجنوبية؛ فتشير التوقعات إلى أنّهما تضمّان مليوني شخص من العبيد العصريين، ما معدله حوالي 5% من إجمالي العدد حول العالم.
وتبلغ نسبة العاملين بالإكراه في القارتين 66%، ونسبة المتزوجات قسراً 34%؛ حيث تنتشر بكثافة في كلّ من فنزويلا، والدومينيكان، بينما تأتي الولايات المتحدة، والبرازيل، والمكسيك في المراتب الأولى من حيث أعداد العبيد.
وتبلغ أعداد العبيد العنصريين في أوروبا وآسيا الوسطى حوالي 3.5 مليون فرد، ما يعادل 9% من إجمالي العدد حول العالم.
وفي حين تنخفض نسبة الزواج قسراً في هذه الدول، بشكل كبير، لتسجّل 9% فقط، وتصل معدلات العمل قسراً إلى نحو 91%.
كما تبلغ نسبة الاستغلال الجنسي في هذه الدول حوالي 14% من إجمالي العدد حول العالم.
وتأتي كلّ من بيلاروسيا وتركمانستان ومقدونيا، في المراتب الأولى من حيث نسب انتشار العبودية العصرية.
وتبلغ أعداد العبيد، بالمفهوم العصري، في الدول العربية حوالي 529 ألف فرد، بمعدل 1% من إجمالي عدد العبيد حول العالم؛ حيث يخضع 67% منهم للعمل بالإكراه، ونحو 33% للزواج جبرا.
ووافقت الأمم المتحدة، بتاريخ 2 كانون الأول (ديسمبر) عام 1949، على مسودة قرار يتضمن القضاء على نماذج جديدة من العبودية، مثل: تجارة البشر، والاستغلال الجنسي، وتشغيل الأطفال، والإجبار على الزواج.
وتُعرّف العبودية العصرية بأنها: عدم قدرة الأفراد على مواجهة العوامل التي تؤدي لتعرضهم للاستغلال، مثل: التهديدات، والعنف، والإكراه، والخداع، واستغلال الطاقات الجسدية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق