السلايدر الرئيسيكواليس واسرار
“” تكشف: بن سلمان يؤجل زيارته للاردن والعاهل الأردني يغادر الى امريكا.. وسط غياب كامل للتفاصيل
رداد القلاب

ـ عمان ـ من رداد القلاب ـ لم تعلن الحكومة الاردنية او الديوان الملكي الهاشمي او السفارة السعودية في العاصمة الاردنية، رسميا تأجيل زيارة لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان التي كانت مقررة امس الاثنين مثلما لم تعلن عن الزيارة أصلاً، وجاء اعلان تأجيل زيارة الأمير السعودي الى الأردن عبر تسريبة لوسائل الاعلام ومنها “” تفيد: تم تأجيل الزيارة دون مزيد من التفاصيل او تحديد موعد جديد.
وبالتزامن أعلن الاردن عن مغادرة العاهل الاردني عبدالله الثاني بلاده متوجها الى الولايات المتحدة الأمريكية للمشاركة في تشيع جثمان الرئيس الامريكي الاسبق جورج دبليو بوش الأب، الذي شارك تشيع جثمان العاهل الأردني الملك حسين والد الملك عبدالله الثاني.
ويقرأ سياسيون الزيارة من زاوية اختلاف الاردن مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، من خلال الدور الذي لعبه الامير السعودي في فلسطين المحتلة تحديداً في ملفي القدس وصفقة القرن، حيث يعتبر الاردن ـ الجهات العليا في البلاد ـ ان ملف القضية الفلسطينية، يعد وجودياً بالنسبة للاردن ويقف الملك عبدالله الثاني موقفاً صلباً تجاه تلك القضايا ولا يساوم عليها، حيث يرفض صفقة القرن والقرار الامريكي الذي اعتبر القدس عاصمة للكيان الصهيوني ونقل سفارة بلاده اليها، وما يقوم به الاحتلال في القدس وهو ما إعتبر تجاوزاً لـ بن سلمان، وفقا للكاتب واستاذ العلوم السياسية د. حسن البراري.
كما يقرأ هؤلاء السياسيون، وفي ظل تداعيات للقرار الملكي الذي اصدره الملك عبدالله الثاني، بداية تشرين الثاني الماضي والذي قضي بإنهاء مهام الدكتور باسم عوض الله كممثل شخصي للملك والمبعوث الخاص لدى المملكة العربية السعودية اعتباراً من تاريخ 12/11/2018، لناحية الغضب الملكي من عوض الله، الذي لم يقم بمهمته في جلب المساعدات للأردن وبقي الصندوق السعودي الاردني “فارغاً”، وقد يكون الملك الأردني، أطلع على مستقبل بن سلمان السياسي من اقطاب مؤثرة في امريكا سواءاً في الادارة الامريكية أو لدى مجلسي النواب والشيوخ أو لدى الاقتصاديين الذين يلتقيهم الملك خلال زياراته الى العاصمة الامريكية واشنطن، حيث يحظى العاهل الاردني بنفوذ قوي واحترام كبير لدى اقطاب في الادارة الامريكية ومجلسي النواب والكونجرس والمؤسسة العسكرية والاقتصاديين الامريكان ويتم الاستماع الى وجهت نظرة حول المنطقة باهتمام بالغ، وفقا لقرأتين الاولى لرئيس وزراء الاردن الاسبق السياسي المخضرم طاهر المصري والثانية للاكاديمي د. حسن البراري.
وبالتزامن يفرق الموقف الاردني الرسمي في العلاقة بين المملكتين، والنظامين الأردني والسعودي من جهة، والتي تحكمهما ارتباطات متينة وقديمة، ولا تقوم على العلاقة مع شخص، وتحظى بالاحترام المتبادل والاتفاق الكامل في كافة قضايا المنطقة، على حد وصف رئيس مجلس النواب الاردني المهندس عاطف الطراونة.
وبنفس الأطار يقدم مؤسس مبادرة إنعاش الإقتصاد الوطني الأردنية، د. محمد الفرجات رؤيا “جرئية” تتضمن: الترحيب بولي العهد السعودي محمد بن سلمان بصفته مسؤولا سعودياً إضافة الى الود الذي يكنه الاردنيين للقيادة التاريخية السعودية على حد تعبيره، لافتاً إلى ان مقتل جمال خاشقجي شأن سعودي لا شأن للاخرين به.
وقال د. الفرجات لـ””، ان بن سلمان لديه مشروع نهضوي وهو مشروع “نيوم ” الذي أعلن فيه بن سلمان ان ينهض بالمنطقة العربية ويجعلها تشابه اوروبا وذلك خلال مؤتمر “دافوس الصحراء”، منوهاً الى الارتباط الوثيق بين مشروع بن سلمان والمشروع النهضوي الذي يقوده الملك عبدالله الثاني.
وقال مؤسس مبادرة إنعاش الإقتصاد الوطني الأردني أن المبادرة تؤكد على ثلاثة نقاط هامة مؤمل تحقيقها خلال الزيارة: إطلاق صندوق الإستثمار السعودي الأردني برأس مال ومشاريع تنموية بما لا يقل عن عشرة مليارات دولار لغاية 2022، مع وضع خارطة طريق لتنفيذ هذه المشاريع و بحث وإيجاد نوع من التكامل الإقتصادي بين البلدين بالمياه والطاقة وشبكات النقل (السكك الحديدية) وزيادة التبادل التجاري، خاصة وأن من مصلحة البلدين الشقيقين بناء شراكات وعمق أمام مستقبل عالمي يتطلب ذلك إضافة الى دعم الإستثمار بالإبداع والإبتكار والبحث العلمي في الجامعات السعودية والأردنية بإتفاقية مشتركة يدعمها سمو الأمير شخصيا، خاصة وأن المستقبل والبقاء أصبح لمن يحول الأفكار إلى ما يخدم البشرية ويترجم إلى إقتصاد قوي منيع، وتقديم الدعم لجامعات الأطراف الأردنية لتمكينها من هذا الدور كذلك.
وكان مقررا بحسب مصادر المحلية ان يزور الامير السعودي الاردن لعدة ساعات بعد جولة شملت الامارات ومصر وتونس الارجنتين ومشاركته بقمة العشرين ثم الجزائر ضمن رحلته السياسية التي تتخذ شكل العلاقات العامة بعد الجدل الذي اثارته قضية مقتل الصحفي الراحل في القنصلية السعودية بتركيا جمال خاشقجي.
وردت شخصيات سياسية وحزبية وبرلمانية بـ”برودة ” وقالت لـ” ” : لو تأخر توقيت الزيارة لحين ظهور تداعيات مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي ومنهم من فضل عدم الخوض في الملف بسبب “وجع الرأس” على حد تعبيره، الى اخرين رفضوا الزيارة ولكن لم يعلنوا شكل الرفض.
وغصت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي الاردنية، برفض زيارة الامير محمد بن سلمان بسبب قضية مقتل الصحافي جمال خاشقجي والاتهامات التي تدور حول إمكانية تورط بن سلمان فيها.
وتحاول شخصيات سياسية برلمانية اردنية، “النأي “بالنفس عن تداعيات معارضتها “الخشنة ” لزيارة الأمير السعودي ومن زاويتين ؛ الأول عدم اغضاب السلطات الاردنية، إضافة الى ترك هامش حركة للسلطة الاردنية لتشكيل موقف واضح تجاه السعودية بأننا :”مع السعودية وضد سياسات محمد بن سلمان “، وذلك بحسب نائب في البرلمان الاردني لـ” ” فضل عدم بيان هويته.
وترفض شخصيات حزبية ونقابية، وتطلب من الحكومة، عدم، استثمار زيارة الامير السعودي لغايات المساعدة، جراء الوضع الأقتصادي السيئ السائد في البلاد.
وأكد امين عام حزب جبهة العمل الاسلامي، الشيخ مراد العضايلة، أن توقيت الزيارة غير مناسب، خصوصا انها تأتي في خضم ملفات اقليمية شائكة.
وقال الشيخ العضايلة لـ””: نعتقد ان للسعودية دور محوري في العالم العربي والعالم الاسلامي بسبب الدور القيادي لاهل السنة منوها الى السياسات السعودية في السنوات الاخيرة التي لم تكن مرضية للعالم العربي والشعوب الاسلامية على حد تعبيره.
وطالب امين عام حزب جبهة العمل الاسلامي، السعودية، بمراجعة عميقة لمصلحة السعودية اولا وللأمة ثانياً خصوصا في الاندفاع نحو التطبيع مع الكيان الصهيوني وذلك وفق التقارير الصهيونية وحديث الرئيس الامريكي دونالد ترامب مؤخرا عندما قال :”لولا السعودية، اسرائيل في خطر ” وهذا الموقف “يزعجنا” ويضيف نريد موقف للسعودية الحاضنة للحرمين الشريفين، بارز مع القضية الفلسطينية.
وطالب الشيخ العضايلة، السعودية بوقف الضغط على الاردن بسبب موقفها الداعم للقدس على وجه الخصوص والقضية الفلسطينية على وجه العموم والذي واصاب العلاقات الاردنية السعودية بـ”الفتور “.
وأشار الى ان توقيت الزيارة غير مناسب بسبب مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في سفارة بلاده في تركيا، وكان بالامكان ارجاء الزيارة لحين حسم قضية مقتل خاشقجي من اجل اتخاذ موقف مناسب من قبل الحكومة الاردنية.
ورفض امين عام حزب الوحدة الشعبية الاردني د. سعيد دياب، بإسم الحزب وباسم إئتلاف الاحزاب القومية واليسارية وحدد الرفض بثلاث اسباب، بسبب سياسات السعودية في المنطقة وليس مرتبطة بشخص و وقال : “لن تكون زيارته موضع ترحيب في الشارع الاردني” دون الحديث عن شكل عدم الترحيب.
وشدد د. ذياب على أن الرفض يأتي انطلاقا من التحالف العربي بالحرب ضد اليمن وكذلك سعي السعودية الى تشكيل “ناتو” عربي وخلق صراعات في المنطقة بدلا من توجيه الطاقات نحو العدو الصهيوني، اضافة الى دور العراب في التطبيع مع العدو الصهيوني.
وأوضح، امين عام حزب الوحدة الشعبية الاردني، نرفض دور “العراب ” الذي تلعبه السعودية في عملية التطبيع الجارية الان بين دول الخليج والكيان الصهيوني مشيراً إلى زيارة رئيس وزراء العدو نتنياهو الى دول خليجة وزيارات مرتقبة اخرى تأتي برضى السعودية.
وقال نائب امين عام حزب الشراكة والانقاذ الشيخ سالم الفلاحات: شخصياً أرفض زيارة محمد بن سلمان ومع تأجيل الزيارة على الاقل حتى تثبت برأته دوليا من دم الصحفي السعودي جمال خاشقجي.
وطالب الشيخ الفلاحات، الحكومة الاردنية تقديم مصالح الشعب على المصالح الاقتصادية مشددا على ركن المصالح الاقتصادية التي تمر بها بلاده جانبا خلال اي لقاءات.
من جانبه رفض الناطق الرسمي باسم حركة الاخوان المسلمين في الأردن، معاذ الخوالدة، التعليق على زيارة محمد بن سلمان المرتقبة للأردن بسبب تفضيل الجماعة عدم الخصوض في تفاصيل الملف والزيارة.
وكانت وكالة الانباء السعودية “واس” ذكرت في وقت سابق الاردن ضمن المحطات التي سيزروها الامير بن سلمان والتي قيل رسميا انها ستشمل الامارات ومصر والارجنتين.