ـ رام الله ـ من فادي ابو سعدى ـ شهد شهر تشرين ثاني الماضي تصعيدا في عدد وجسامة الاعتداءات التي تستهدف الحريات الاعلامية في فلسطين مقارنة بما كان عليه الحال في الشهر الذي سبقه. وبلغ عدد الانتهاكات التي رصدها ووثقها المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الاعلامية “مدى” خلال شهر تشرين ثاني 2018 ما مجموعه 55 اعتداء، ارتكب الاحتلال الاسرائيلي47 منها، فيما ارتكبت جهات فلسطينية مختلفة في الضفة الغربية وقطاع غزة 8 انتهاكات فقط، علما ان الشهر الذي سبقه كان شهد 42 انتهاكا ارتكب الاحتلال الاسرائيلي 34 اعتداء منها فيما ارتكبت جهات فلسطينية مختلفة في الضفة وغزة 8 انتهاكات.
الانتهاكات الاسرائيلية
صعدت قوات وسلطات الاحتلال الاسرائيلي من اعتداءاتها ضد الحريات الاعلامية في فلسطين بصورة كبيرة وارتكبت ما مجموعه 47 اعتداء في الضفة وغزة تندرج معظمها ضمن الاعتداءات الجسيمة وشديدة الخطورة على العمل الاعلامي وعلى حياة الصحافيين/ات.
ومن ابرز هذه الاعتداءات واشدها خطورة تدمير جيش الاحتلال الاسرائيلي مقر قناة الاقصى المؤلف من خمس طبقات في غزة والتي يعمل فيها نحو 220 موظفا، حيث قدرت الخسائر التي نجمت عن ذلك بنحو 4 ملايين دولار (وفقا لمديرها ابراهيم ظاهر).
الانتهاكات الفلسطينية
وسجل خلال الشهر الماضي ما مجموعه 8 انتهاكات فلسطينية ضد الحريات الاعلامية (ثلاث منها في الضفة ومثلها في غزة)، وهو رقم مماثل لما سجل في الشهر الذي سبقه حيث كان سجل ثماني انتهاكات فلسطينية ايضا ضد الحريات الاعلامية خلال تشرين اول.
ووقع خمسة من الانتهاكات الفلسطينية في قطاع غزة وهي: استدعاء الصحفي عبد الله عيسى ابراهيم مقداد واستجوابه بتهمة “اساءة استخدام وسائل التكنولوجيا”، واستدعاء واحتجاز ايهاب الفسفوس واستجوابه مرتين ارتباطا بما ينشره، ومنع طاقم تلفزيون فلسطين من تغطية احداث في حادثين منفصلين، في حين وقعت في الضفة الغربية ثلاث انتهاكات فلسطينية تمثلت في منع عناصر امن في رام الله صحافيين من تغطية اعتصام سلمي تضامنا مع الشعب اليمني وضد الحرب الدائرة هناك وتحطيمهم معدات تصوير لمجموعة من طالبات الاعلام في جامعة بيرزيت كن بصدد اعداد تقرير تدريبي لقسم الصحافة في الجامعة حول هذا الحدث.