شرق أوسط

أعضاء بمجلس الشيوخ الأمريكي يتهمون ولي العهد السعودي بالوقوف وراء اغتيال خاشقجي

ـ واشنطن ـ أبدى أعضاء بمجلس الشيوخ الأمريكي قناعتهم بأن ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، شارك بشكل مباشر في اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي، الذي كان يعيش في الولايات المتحدة.

وأعلن العضوان عن الحزب الجمهوري، بوب كوركر، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، و ليندسي جراهام، معارضتهما لموقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي يرى عدم وجود أدلة دامغة على وقوف بن سلمان وراء الجريمة. وقال جراهام، بعد الإفادة التي قدمتها جينا هاسبل، رئيسة وكالة الاستخبارات المركزية CIA أمس الثلاثاء: “أعتقد أنه مجنون، أعتقد أنه خطير، لقد هدد العلاقة بين أمريكا والسعودية…” مشيرا في ذلك لولي العهد السعودي.

وكانت هاسبل قد أطلعت عددا من أعضاء الحزب الجمهوري بشكل مغلق بشأن المعلومات المتوفرة لديها في قضية خاشقجي. وعقب كوركر على هذه المعلومات قائلا: “ليس لدي أي شك في أن ولي العهد، محمد بن سلمان، قد أمر بالقتل، وتابعه، وكان يعلم بما حدث بدقة، وخطط له مسبقا، وإذا مثُل أمام هيئة محلفين لأدانته بعد 30 دقيقة من بدء المحاكمة”.

وقال الجمهوري جراهام الذي يؤيد الرئيس ترامب في نقاط أخرى: “صفر، احتمالات حدوث ذلك بهذا الشكل المنظم بدون ولي العهد تساوي صفرا”.

أضاف عضو مجلس الشيوخ الأمريكي البارز: “أعتقد أنه شارك في اغتيال السيد خاشقجي على أعلى مستوى”.

وأعلن جراهم أنه سيتوقف عن دعم صفقات بيع السلاح الأمريكي للسعودية حتى تتم محاسبة المسؤولين عن مقتل خاشقجي.

من جانبه رأى بوب مينينديز، أبرز عضو ديمقراطي في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، أن إفادة المخابرات المركزية الأمريكية أكدت افتراضه السابق بشأن اعتقاده أن بن سلمان هو من أمر بقتل خاشقجي.

ورأى مينينديز في تصريح لقناة CIA الإخبارية مساء أمس الثلاثاء بالتوقيت المحلي، أنه قد أصبح من الضروري الآن أن تبعث الولايات المتحدة “رسالة واضحة جدا”.

وأكد ترامب مرارا أنه لا يرى وجود أدلة دامغة على ضلوع ولي العهد السعودي في اغتيال الصحفي المحسوب على المعارضة السعودية وأشار إلى أنه لا يريد أن يخاطر من أجل هذه القضية بالشراكة مع السعودية والصفقات التجارية الأمريكية معها.

وكان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو قد قال السبت الماضي، إنه لا يوجد “دليل مباشر” يربط بين ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وقتل الصحفي المعارض جمال خاشقجي ، ليؤكد بومبيو بذلك على استمرار التأييد الأمريكي لولى العهد السعودي.

وجاءت تصريحات بومبيو في حديث مع شبكة CNN بعد ساعات من نشر صحيفة وول ستريت جورنال أن تقييم وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية يعتقد أن ولي العهد أرسل 11 رسالة إلى مستشار له أشرف على مقتل خاشقجي في الساعات التي سبقت القتل وبعده.

وكان لوزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس رأي مشابه لرأي بومبيو.

وقال جراهام إنه يعتقد بأن بومبيو و ماتياس ينفذان تعليمات الرئيس مضيفا أنه يجب أن “يتعمد الإنسان عدم الرؤية” لكي لا يخلص إلى أن ولي العهد متورط في الجريمة.

وأكد جراهام تأييده إصدار مجلس الشيوخ قرار يؤكد فيه أن ولي العهد السعودي أحد المسؤولين عن اغتيال خاشقجي.

وطالب جراهام بفرض عقوبات على المسؤولين عن الجريمة، كرسالة مفادها أنه لا يمكن السكوت على اغتيال الصحفيين “وإذا لم نرسل هذه الرسالة فإننا نجعل العالم مكان أكثر خطورة فعلا”.

ويتهم ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بأنه أمر مطلع تشرين أول/أكتوبر الماضي بقتل خاشقجي في القنصلية السعودية في تركيا، أول على الأقل كان على علم بالجريمة.

وكان خاشقجي الذي كان يعيش في الولايات المتحدة ويكتب لصحيفة واشنطن بوست يريد فقط الحصول على أوراق خاصة بعقد قرانه، ولكن فريقا من القتلة السعوديين كان بانتظاره في القنصلية، وهو ما اعترفت به الرياض بالفعل فيما بعد، ولكنها تؤكد أن محمد بن سلمان الذي يتمتع بنفوذ واسع في السعودية لم يكن يعلم شيئا عن الجريمة. (د ب أ)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق