شمال أفريقيا

انطلاق محادثات جنيف حول مستقبل الصحراء الغربية بعد توقف دام ست سنوات

ـ جنيف ـ انطلقت اليوم الأربعاء محادثات جنيف حول الصحراء الغربية برئاسة المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء، الرئيس الألماني السابق، “هورست كولر”، بحضور وفود من المغرب والجزائر وموريتانيا وممثلين عن جبهة البوليساريو.

ويسعى المبعوث الأممي هورست كولر خلال هذه المحادثات، التي تعقد في قاعة “كونكورديا” بمقر الأمم المتحدة في جنيف، إلى محاولة بناء وتأسيس “اتصال مباشر” بين الأطراف المشاركة، وذلك بهدف أن ينجح “هذا الاختبار”.

وتعليقا على هذا الاجتماع، قال مصدر في وزارة الخارجية المغربية، إن الأمر يتعلق بـ”محادثات” وليس “مفاوضات”.

وقال متحدث باسم الأمم المتحدة إن وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة وعضو الأمانة الوطنية لجبهة البوليساريو خاطري ادوه “سيبحثان الخطوات التالية في العملية السياسية بشأن الصحراء الغربية” ، بدلاً من الدخول في مفاوضات خلال الاجتماع الذي يستمر يومين.

ويشارك في هذه المحادثات أيضا وزيرا خارجية الجزائر عبد القادر مساهل وموريتانيا إسماعيل ولد الشيخ أحمد، حيث سيسلطان الضوء على البعد الإقليمي للصراع.

ويأمل المبعوث الأممي “هورست كولر” في إحياء المفاوضات المتوقفة منذ 2012 حول هذه المنطقة المتنازع عليها، حيث تطالب جبهة البوليساريو، بدعم من الجزائر، بإجراء استفتاء حول تقرير المصير من أجل حل النزاع.

وترفض الرباط أي حل آخر خارج منح الصحراء الغربية حكما ذاتيا تحت السيادة المغربية، منبهة إلى ضرورة الحفاظ على الاستقرار في المنطقة.

ويبسط المغرب سيطرته على 100 بالمئة من مساحة الصحراء الغربية الممتدة على 266 ألف كيلومتر مربع، مع شريط ساحلي غني بالأسماك بطول 1000 كيلومتر على المحيط الأطلسي، وتتعامل السلطات المغربية مع المنطقة، الغنية بالفوسفات، مثلما تتعامل مع باقي جهات المملكة الأخرى.

وبدأ النزاع على الصحراء الغربية في عام 1975 ، عندما دخلت المنطقة قوات من المغرب وموريتانيا المجاورتين بعد انسحاب الاستعمار الأسباني.

وانسحبت موريتانيا فيما بعد واعترفت بالجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية المعروفة باسم “الجمهورية العربية الصحراوية”.

وحصلت الجمهورية الصحراوية على اعتراف عدد من الدول أغلبها أفريقية.

وخاض مقاتلو جبهة البوليساريو، الذين يتمركز معظمهم في الجزائر، حيث يعيش الكثير من سكان هذه الجمهورية الصحراوية كلاجئين، حرب عصابات حتى عام 1991 ، عندما دخلوا في عملية سلام برعاية من الأمم المتحدة.

ولاتزال تمثل قضية استقلال الصحراء الغربية نقطة خلاف في الصفقات التجارية بين الاتحاد الأوروبي والمغرب ، حيث تدعي جبهة البوليساريو أن المنطقة لا يمكن أن تكون طرفاً في أي اتفاق يديره المغرب.

وقضت أكبر محكمة في الاتحاد الأوروبي في شباط/فبراير الماضي بأن مصايد الأسماك التي يتعامل معها الاتحاد الأوروبي مع المغرب، لا تشمل المياه قبالة الصحراء الغربية. (د ب أ)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق