السلايدر الرئيسيشمال أفريقيا

“السترات الحمراء” تحشد التونسيين للنزول الى الشوارع على خطى باريس..واخرون يرفضون استلهام التجربة الفرنسية

سناء محيمدي

ـ تونس ـ من سناء محيمدي ـ انتقلت حمى احتجاجات السترات الفرنسية الى تونس، مع ظهور حركة “السترات الحمراء” على مواقع التواصل الاجتماعي تحشد التونسيين للنزول الى الشوارع احتجاجا على تأزم الوضع الاقتصادي بالبلاد، على خطى الحراك الفرنسي.

هذه الحركة الحديثة، أطلق القائمون عليها  صفحة سموها “السترات الحمراء”، رافعة شعار تونس غاضبة”، لكن الملفت في الأمر هو، ان الداعين لهذه الحملة لا يزالون مجهولين حتى الان، وهو ما اثار حفيظة البعض تجاه هذه الحملة التي اثارت سجالا وانقساما على الشبكات الاجتماعية التونسية.

اذ اعتبر البعض أنها “حملات مشبوهة يقف وراءها أطراف هدفهم زرع الفتنة في البلاد”، فيما طالب البعض الآخر بـ”التعامل مع دعوات الخروج بالسترات الحمر للاحتجاج بكثير من الجدية في ظل غياب سياسة اقتاصدية ناجعة لإنقاذ البلاد من عجزها المتراكم.

تقليد اعمى

واستنكر اخرون دعوات اصحاب السترات الحمراء لاستلهام التجربة التونسية، باعتبار ان الواقع التونسي يختلف عن ما تعيشه باريس وغيرها من دول اوروبا، رافضين التقليد الاعمى لمثل هذه الافكار الاحتجاجية، خصوصا وان تونس جبلت على خلق الافكار والتجارب الرائدة للدفاع عن حقوق التونسيين، منددين باستنساخ تجارب اخرى وتعميمها في تونس.

ويقول وسام الصغير ناشط تونسي بحراك ” مانيش مسامح”، في حديثه مع “”، بان ما يعرف حديثا بحركة السترات الحمراء هي تقليد اعمى لمحدودية الخطاب والاحتجاج، وان اصحاب هذه الفكرة تسكنهم عقلية  التبعية للاستعمار الفرنسي، وانهم بهذا التقليد يثبتون عجزهم عن الابتكار والخلق.

وتحدث الناشط التونسي عن مساندتهم المطلقة باي حراك احتجاجي يستأنس بخصوصية التجربة التونسية، لتعديل  الوضع الاقتصادي بالبلاد، في ظل السياسات القاسية على الشعب التونسي، وغياب ارادة حكومية للتصدي لمظاهر العجز الاقتصادي مع فشل التصدي لظاهرة التجارة الموازية وضرب المحتكرين.

وظهرت حملة مانيش مسامح  بموجب هدف سحب مشروع قانون  المصالحة، كما سطع نجمها وبرزت كجيل جديد من المقاومة المواطنية، وسحبت انذاك البساط من احزاب وتشكيلات سياسية ونقابية عريقة، بنفسها الشبابي الثوري من خلال تمسكها برفض العفو عن فاسدي نظام بن علي.

حراك احتجاجي مستمر

بدوره يقول السياسي التونسي، محسن النابتي القيادي بالجبهة الشعبية، في حديثه لـ””، ان الدعوات للاحتجاج في تونس قائمة، وان الحراك الاحتجاجي في البلاد يشمل عديد القطاعات، لكنه اعتبر ان الحديث الى احتجاج وطني عام على غرار الحراك الفرنسي يعد امرا عاديا بقطع النظر عن من يقف وراء من يسمون انفسهم بالسترات الحمراء.

غير ان السياسي التونسي استنكر ايضا استلهام التجربة الفرنسية، موضحا ان الحراك سيكون ناجعا اذا ما تم افتكار فكرة من الواقع التونسي، خصوصا وان الشارع التونسي لم يهدأ على وقع تردي الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية.

واستغرب القيادي بالجبهة في حديقه لـ””، استلهام التجربة الغربية وتناسوا ما حدث من احتجاجات في الاردن ادت الى اسقاط رئيس وزرائها الأسبق هاني الملقي في يونيو/حزيران الماضي، مؤكداً ان ارادة الشعوب لا تقهر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق