أوروبا

حركة “السترات الصفراء” فتحت الباب لإظهار مشاعر الغضب لدى قطاعات اجتماعية أخرى

ـ باريس ـ قال الخبير في علم الاجتماع ميشال فيافيوركا الباحث في معهد الدراسات العليا في العلوم الاجتماعية في باريس إن حركة “السترات الصفراء” الاحتجاجية سمحت لمتظاهرين آخرين كالطلاب أو المزارعين ب”اغتنام هذه الفرصة” لتقديم مطالبهم.

– سؤال : فرنسا معتادة على الحركات الاجتماعية الاحتجاجية. فلماذا حركة “السترات الصفراء” تعد غير مسبوقة؟

– جواب : هي حركة استثنائية. من جهة متأصلة في خطاب عالم قديم يعد النموذج الفرنسي البالي. ومن جهة ثانية هي حركة جديدة جدا وحديثة في أسلوبها خصوصا لاستخدامها المجال الرقمي.

هي أيضا حركة متنوعة جدا من الناحية الاجتماعية إذ لا ينتمي أنصارها إلى هذه الفئة الاجتماعية أو تلك. فهي تضم نساء ورجالاً وشباباً ومسنين.

هذه الحركة ليست لطبقة الفقراء بل لأشخاص سيصبحون فقراء. هذه الحركة هي فرنسا المنسية التي رفضت السلطة أن تراها أو تسمعها رغم أنها كانت تعرف بوجودها. وأثارت اهتمام العديد من خبراء الاجتماع.

– سؤال : كيف نجحت هذه الحركة – التي كان عدد المشاركين فيها السبت أقل بكثير من تظاهرات نظمت في فرنسا مؤخرا – في إحراج السلطة إلى هذا الحد؟

– جواب : تهدد الحركة الحكومة لأنها نجحت في التوفيق بين أمرين متناقضين تماما. من جهة أنها حركة لا تؤيد العنف ومن جهة أخرى أنها حركة تعلم أنه يجب قبول احتمال وقوع أعمال عنف لتكون ظاهرة ولتحمل السلطة على التراجع وتقوم بتعبئة الاعلام على مدار الساعة.

كما ابتكروا حركة استثنائية تبرع في استخدام تقنيات التواصل الجديدة مع انتشار كبير على كافة الأراضي الفرنسية. فعلت الحركات السابقة ذلك لكن في موقع أو موقعين فقط. أما “السترات الصفراء” فقد نجحت في التوسع على كافة الأراضي وهذا أمر جديد.

– سؤال : الأحد قطعت طواقم سيارات الاسعاف ساحة كونكورد في باريس. منذ الإثنين يتظاهر طلاب في الشوارع الفرنسية. الأسبوع المقبل سيكون دور المزارعين. فهل بدأت حركة “السترات الصفراء” تتوسع؟

– جواب : هذه الحركات الاحتجاجية ليست موحدة في الجوهر لكن ما يجمعها هو ضعف السلطة في الوقت الحالي. الجميع يرى أن هناك “فرصة لا يمكن تفويتها”. بالتالي هناك طواقم سيارات الاسعاف ومزارعون وطلاب يقولون لأنفسهم إن الوقت مناسب لتقديم مطالبنا.

لكن ثمة فارقا كبيرا مع “السترات الصفراء”، إذ أن هذه الحركات لا تطلب من ماكرون أن يستقيل، لديها مطالب محددة. (أ ف ب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق