السلايدر الرئيسيشرق أوسط
المقاومة الفلسطينية تنتصر أمام قرار واشنطن في الامم المتحدة
محمد عبد الرحمن
ـ غزة ـ من محمد عبد الرحمن ـ فشل مشروع قرار الولايات المتحدة بفرض الذي يدين المقاومة المسلحة في فلسطين، و حركتي “حماس” و”الجهاد الإسلامي”، على وجه الخصوص، فلم تحصل على أغلبية الثلثين المطلوبة لتمرير القرار وتحقيق الأهداف وادانة المقاومة.
فقد أيدت 87 دولة القرار فيما عارضت 58 دولة القرار وامتنعت 32 دولة اخرى عن التصويت.وفي المقابل تبنت الجمعية العامة مشروع قرار إيرلندي بأغلبية ساحقة حيث أيدته 156 دولة وعارضته 6 دول وامتنعت 12 دولة عن التصويت.
وبعد انتهاء الجلسة قال السفير الفلسطيني، رياض منصور في أحاديث صحفية ، “أعتقد أن هذا كان هذا يوم نصر كبير للشعب الفلسطيني بكل مكوناته، وقف العالم مع الشعب الفلسطيني على الرغم من الغطرسة والابتزاز ولوي الأيادي وكل أشكال العمل المشين الذي أقدمت عليه الإدارة الامريكية لمحاولة إلغاء أسس الحل المتعارف عليها دوليا المبنية على العدل والقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، وفي مقدمتها إنهاء الاحتلال وإنجاز الاستقلال لدولة فلسطين وعاصمتها القدس”.
و أضاف “نجح الشعب الفلسطيني في الدفاع عن كل مكوناته مجتمعة في دحر العدوان الامريكي الذي كان غرضه الأساسي تدمير الإجماع الدولي للحل، ليفتحوا الطريق أمام أمام صفقة القرن التي تكون جذورها وأساسها أفكار الرئيس (دونالد) ترامب”.
وقال منصور “العالم يعلم إن الحل لا يمكن إلا أن يكون على أساس القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة ودفاعا عما ترمز إليه الأمم المتحدة والنظام (الدولي) المتعدد”.
في حين يقول الخبير السياسي عاهد فروانة خلال حديثه لـ””: “لاقى القرار الامريكي الذي حاول ادانة المقاومة الفلسطينية تأييد 87 دولة في الجمعية العامة مقابل معارضة 57 وامتناع 33 دولة عن التصويت، ولكن تم افشاله لعدم حصوله على ثلثي الاصوات”.
ثم أضاف “هذا القرار يعتبر النتيجة الاسوأ التي نحصل عليها في تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة والتي تعتبر ساحة تاريخية نتحرك فيها بكل اريحية ودوما نحصل على قرارات بأغلبيه ساحقة تتجاوز المئة صوت بفعل الدعم الكبير الذي نحظى فيه دوليا”.
ويتابع” الولايات المتحدة الامريكية ومعها دولة الاحتلال عملت منذ تولي دونالد ترامب سدة الحكم على تغيير هذه الانماط التصويتية في الجمعية العامة وخاصة مع وجود المتطرفة نيكي هيلي مندوية امريكا بالمنظمة الدولية والتي قالت منذ توليها هذا المنصب انها لن تسمح بان تكون هناك ادانة لإسرائيل في اروقة الام المتحدة حتى انها هددت باستعمال حذائها ضد من يقف في وجهها بهذا الصدد”.
ويبين فروانة الضغوط السياسية والاقتصادية وغيرها بدأت على عدد كبير من الدول والتي نجحت في استقطاب بعضها ما ادى الى تراجع الكتلة التصويتية الكبيرة التي كنا نحظى بها في الجمعية العامة خاصة في القرارات الروتينية التي تصدر كل عام تقريباً.
ويشير إلى أن نتنياهو شخصيا يقوم بالتواصل مع عدد من دول العالم الثالث وخاصة في افريقيا وهو يصرح علنا بأن من أهدافه الأساسية في تعزيز هذه العلاقات العمل على تراجع هذه الكتلة التصويتية المؤيدة لحق الشعب الفلسطيني.
يردف بقوله “المقلق في التصويت الاخير على قرار ادانة المقاومة الفلسطينية هو ان دول الاتحاد الاوروبي صوتت لصالح القرار مع عدد من الدول الافريقية وهذا يعطينا مؤشر خطير على ضرورة العمل بجهد اكبر من اجل اعادة هذه الدول للتصويت لصالحنا”.
يواصل حديثه “قد يكون التلاعب الذي قامت به الولايات المتحدة في صيغة القرار من خلال اضافة بنود تتعلق بعملية السلام وقرارات الشرعية الدولية الى جانب الحديث عن المصالحة الفلسطينية قد ساهم في جلب تأييد أكبر له، الا أن ذلك لا ينبغي ان يجعلنا نتراخى خاصة بعد افشال هذا القرار”.
ويلفت إلى أن القيادة والدبلوماسية الفلسطينية نجحت في عدم تمرير هذا القرار الخطير وهذا يحسب لها ولكن أمامها عمل كبير من اجل استعادة هذه الكتلة التصويتية الكبيرة حتى لا تتسرب من بين ايدينا كما يحاول ترامب ونتنياهو عمله، وهذا يتطلب تحقيق الوحدة والمصالحة حتى لا ندع مبررا لمن يحاولون اللعب على هذا الوتر الخطير.
في يؤكد الكاتب والمحلل السياسي جلال سلمي أن فشل القرار الأمريكي يعد بمثابة الفرصة الجيدة للمقاومة لتعزيز وجودها التمثيلي في الدول المعترضة على القرار، و يمكنها من الركون للقرار لإسقاط تهمة الإرهاب في الدول الديمقراطية والمحاكم الدولية.
ويقول في تصريح لـ ” “: “السلطة وقف إلى جانب حماس على الأرجح للحفاظ على هويتها دوليا ومحليا كممثل للشعب الفلسطيني.وانطلاقا من كون حماس تعد جهة مختلفة سياسا وفكريا مع السلطة، فإنه ليس من مصلحة الأخيرة إعلانها حركة ارهابية، لأن ذلك يمنح اسرائيل وواشنطن وغيرها من الدولة للتحقيق مع الفلسطينيين وتضييق تحركهم اكثر للنظر في انتمائهم لحماس أو عدمه.وهذا ما يقوض جهود السلطة الدبلوماسية المبذولة لجلب الدعم للقضية الفلسطينية والفلسطينيين”.